عاش جمهور المنتخب التركي أجواء الإثارة والفرح قبل وبعد الفوز على جورجيا في بطولة تعتبر بالنسبة للمنتخب التركي وكأنها على أرضه. إذ يعيش في ألمانيا قرابة ثلاثة ملايين من أصل تركي. كما ولد بعض اللاعبين ونشأوا هنا.
إعلان
احتفالات صاخبة للجماهير التركية، عقب الفوز على جورجيا في انطلاق مباريات المجموعة السادسة في كأس الأمم الأوروبية 2024. ثلاثية، منها هدفان رائعان للغاية، أرضت حماس الجمهور المتعطش لمشاهدة أردا غولر ورفاقه.
المباراة التي أقيمت في دورتموند، كانت بالنسبة لصالح أوزجان، وكأنها مباراة على أرضه، ولسببين: الأول: لأن أوزجان (26 عاما) يلعب حاليا مع بوروسيا دورتموند في الدوري الألماني، والثاني: لأنه ولد وترعرع في ألمانيا. فأوزجان ولد في كولن (كولونيا) عام 1998.
أضف لذلك أن المشجعين الأتراك كانوا الغالبية على مدرجات استاد سيغنال ايدونا بارك في دورتموند، وحولوا "الجدار الأصفر" الشهير لدورتموند إلى "جدار أحمر" لمدة 90 دقيقة.
يقول لاعب دورتموند: "المدرج الجنوبي (الخاص بجمهور دورتموند) معروف أيضا في تركيا". ورغم أن أوزجان لم يكن أساسيا في المواجهة الأولى أمام جورجيا، ولم يشترك إلا في الدقائق الأخيرة للمواجهة، إلا أن متوسط ميدان بوروسيا دورتموند يتطلع للعب دور أكبر في مشوار المنتخب التركي في يورو 2024.
قرابة ثلاثة ملايين شخص من أصول تركية يعيشون في ألمانيا
ورغم أنه يُسمح بتواجد 60 ألف متفرج فقط في ملعب دورتموند في كأس الأمم الأوروبية، حيث لا توجد أماكن للوقوف، إلا أن المشهد في محيط الملعب وفي الساحات المخصصة للتشجيع وأيضا في المقاهي يشهد حضورا طاغيا للجمهور التركي. وهذا ليس مفاجئا بالطبع، فهذه النسخة من كأس الأمم الأوروبية هي بمثابة بطولة أوروبية على أرض الأتراك أيضا. ووفقا لمكتب الإحصاء الاتحادي، يعيش في ألمانيا حوالي 1.54 مليون تركي، إضافة لقرابة 1.4 مليون مواطن ألماني من أصول مهاجرة تركية، وفق المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين.
ولفترة طويلة، لم تكن لدى أوزجان سوى جواز الجنسية الألمانية فقط. كما أنه لعب لمنتخبات اليافعين والشباب الألمانية، من مستوى تحت 15 عاما إلى مستوى تحت 21 عاما، وتوج مع المنتخب ببطولة أوروبا تحت 21 عاما في عام 2021، إلى جانب عدد من نجوم المنتخب الألماني الحالي المشاركين أيضا في بطولة أوروبا، مثل فلوريان فيرتس ونيكو شلوتربيك. ولم يحسم أوزجان مستقبله على المستوى الدولي إلا في مارس/آذار 2022، حيث قرر الانضمام للمنتخب التركي الأول.
وقال أوزجان حينها: "في الأسابيع القليلة الماضية، تعاملت بشكل مكثف مع هذه المسألة". لقد أجرى العديد من المحادثات مع عائلته وتم اتخاذ القرار "عن قناعة". وقال لاعب نادي كولن في ذلك الوقت: "أرغب في اللعب لتركيا".
نجوم أتراك تكونوا في ألمانيا
أوزجان ليس الوحيد الذي مر بهذه التجربة، حيث تكرر الأمر بصورة أو بأخرى مع عدة لاعبين موجودين في تشكيلة المنتخب التركي في بطولة أوروبا، ممن ولدوا ونشأوا في ألمانيا. لدينا المدافع كان أيهان، الذي ولد في غيلزينكيرشن الألمانية في عام 1994، والذي لعب لأندية شالكه وآينتراخت فرانكفورت وفورتونا دوسلدورف، قبل أن ينتقل إلى ساسولو الإيطالي في عام 2020. وبعد ثلاثة مواسم قضاها هناك انتقل إلى بطل الدوري التركي غلطة سراي. ارتدى أيهان بدوره قميص المنتخب الألماني في شبابه من تحت 16 إلى تحت 18 عاما.
كنان يلدز من ريغنسبورغ في ولاية بافاريا، والده تركي ووالدته ألمانية. يعتبر يلدز أحد أبرز المواهب، ولعب في فرق الناشئين والشباب في بايرن ميونخ لمدة عشر سنوات، قبل أن ينتقل إلى يوفنتوس الإيطالي في عام 2022، وبعده بعام أصبح لاعبا دوليا في المنتخب التركي.
هناك أيضا المخضرم جينك طوسون المولود في فيتسلار في ولاية هيسن الألمانية عام 1991، والذي تعلم لعب كرة القدم في آينتراخت فرانكفورت. ثم صار طوسون لاعبا محترفا في آينتراخت أيضا وذلك في عام 2009. وفي عام 2011 انتقل إلى الدوري التركي الممتاز.
ولعل أبرز لاعب تركي ولد ونشأ في ألمانيا هو هاكان تشالهان أوغلو، الذي ولد في مدينة مانهايم، وخط مسيرته الاحترافية في البوندسليغا مع أندية كارلسروه وهامبورغ وباير ليفركوزن. قبل أن ينتقل في عام 2017 إلى ميلان وبعدها بأربع سنوات إلى منافسه في المدينة إنتر. ولم يلعب كابتن المنتخب التركي في الدوري التركي حتى الآن.
كل هؤلاء اللاعبين كان من الممكن نظريا أن يختاروا اللعب للمنتخب الألماني لكرة القدم. وليس هناك في مسيرتهم ما يختلف عن اللاعبين الموجودين في بطولة أوروبا مع المنتخب الألماني وهم من أصل تركي، مثل قائد المنتخب الألماني إيلكاي غوندوغان، ودينيز أونداف، وإمري جان.
حماس كبير.. وتوقعات عالية
حتى قبل بدء البطولة، كان واضحا مدى الحماس والترقب لدى المشجعين الأتراك. وعندما انتقل المنتخب التركي إلى فندق إقامته في بارسينغهاوزن، بالقرب من هانوفر، اصطف مئات المشجعين لتحيتهم. وحضر تدريب الفريق نحو 2500 مشجع واحتفلوا بأبطالهم بالهتافات والأعلام الوطنية.
هذا الدعم الكبير الممزوج بالتوقعات العالية التي ينتظرها الجمهور هو سلاح ذو حدين، حيث يمكن أن يكون نعمة ونقمة في آن. ولذلك يتعين على المدرب الإيطالي، فينتشينزو مونتيلا، وفريقه إدارة عمل متوازن في المنتخب التركي: يجب تحويل هذا الحماس إلى طاقة إيجابية، ولكن في نفس الوقت يجب أن لا يتحول الضغط الهائل إلى عائق أمام تحقيق النجاح ما قد يصيب الفريق بالشلل.
ما مدى قوة المنتخب التركي؟
قبل مباراته الأولى في البطولة، احتار النقاد في تقييم المنتخب التركي، من الناحية الفنية. حيث كانت عنده نتائج متناقضة خلال الأشهر الماضية، من فوز 3-2 على ألمانيا في برلين في نوفمبر/تشرين الثاني، إلى خسارة عريضة 6-1 أمام النمسا في مارس/آذار.
يقول صالح أوزجان: "أنا مقتنع جدا بالفريق. لدينا مستوى عال، سواء في الدفاع أو الهجوم". والآن بعد النصر الأول على جورجيا، يجب على الأتراك مواجهة منافسين أكثر صعوبة في المجموعة السادسة وهما البرتغال وجمهورية التشيك. ويقول أوزجان: "علينا أن نخوض المباريات بتركيز كامل". "أعتقد أنك لاحظت ذلك أمام النمسا أيضا: إذا أهدرت 2 أو 3%، (ولم تكن حاضرا 100 بالمئة، فمن الممكن أن تخسر".
وإذا نجحت تركيا في تخطي دور المجموعات، فلن تواجه المنتخب الألماني في دور الستة عشر، وستكون أول مواجهة محتملة بينهما في الدور ربع النهائي على أقرب تقدير. ولو وقع ذلك، فحينها ستكون هذه بالتأكيد مباراة أكثر خصوصية بالنسبة للاعبين الأتراك ذوي الأصول الألمانية ومشجعيهم المقيمين في ألمانيا، ولن تشبه أي مباراة أخرى يخوضها المنتخب في بطولة أمم أوروبا 2024.
"يورو 2024" بألمانيا - نجوم شبان على موعد مع التألق في البطولة
تتراوح أعمار معظمهم بين 16 و21 عاما ورغم ذلك من المنتظر أن تلمع أسماؤهم في يورو 2024 بألمانيا، منهم من يشارك في البطولة لأول مرة ومنهم من يسير على خطا رونالدو الظاهرة. جولة مصورة مع أبرز نجوم الكرة الشباب بيورو 2024.
صورة من: Jürgen Fromme/augenklick/picture alliance
لامين يمال – الأصغر سنا بتاريخ أمم أوروبا
في كأس الأمم الأوروبية "يورو 24" بألمانيا، سيصبح الإسباني لامين يمال (لامين جمال) أصغر لاعب يشارك بالبطولة منذ انطلاقها عام 1960. وعندما خاض نجم برشلونة مباراة إسبانيا ضد كرواتيا في برلين (15/6/2024) كان عمره 16 عاما و337 يوما تقريبا. ويتميز يمال بالرشاقة والسرعة والقدرة على مراوغة الخصوم بمهارة. يلعب في مركز الجناح الأيمن ويسجل ويصنع أهدافا أيضا، ويطلق عليه جوهرة برشلونة.
صورة من: Samuel Gonzalez/DAX Images/NurPhoto/picture alliance
بيدري - الفتى الذهبي الإسباني
في عام 2021، ظهر الناشئ الإسباني بيدري كموهبة فريدة حيث حصل في ذلك العام على "جائزة كوبا" لأفضل لاعب كرة قدم تحت 21 سنة التي تقدمها فرانس فوتبول، متفوقا على بيلينغهام وموسيالا. وحصل أيضا على جائزة "الغولدن بوي" (الفتى الذهبي) لأحسن لاعب صاعد. يلعب بيدري مع برشلونة كلاعب ارتكاز ولاعب وسط مدافع ويسجل ويصنع الأهداف أيضا. يبلغ عمره حاليا 21 عاما وقيمته السوقية بحسب ترانسفير ماركت 80 مليون يورو.
صورة من: Christophe Ena/AP Photo/picture alliance
الثنائي التركي يلدز وغولر
المهاجم التركي كينان يلدز (يمين الصورة) ولد بريغنسبورغ بألمانيا ويبلغ عمره 19 عاما فقط وهو نفس سن مواطنه أردا غولر (يسار الصورة) نجم الريال. تألق يلدز في صفوف الناشئين في بايرن ميونيخ قبل أن ينتقل إلى يوفنتوس ويشارك مع الفريق الأول. أما أردا غولر فيلعب بشكل أساسي في مركز خط الوسط المهاجم وتبلغ قيمته السوقية 15 مليون يورو، بحسب ترانسفير ماركت. ويظهر في الصورة أيضا هاكان تشالهان أوغلو.
صورة من: Georg Hochmith/APA/picture alliance
فلوريان فيرتس – أغلى لاعب ألماني في التاريخ
بلغ الألماني فلوريان فيرتس مؤخرا عامه الـ21، قبل أيام قليلة من احتفاله برفع درع الدوري مع بايرن ليفركوزن وكان مساهما كبيرا في تحقيق اللقب لأول مرة في تاريخ النادي. يلعب فيرتس في مركز الوسط المهاجم وأيضا في الجناحين. وبمشاركته في تسجيل وصناعة 38 هدفا هذا الموسم يعتبر فيرتس أفضل هداف في أوروبا تحت 21 عاما. وبارتفاع قيمته السوقية إلى 130 مليون يورو، يكون فلوريان فيرتس أغلى لاعب ألماني في التاريخ.
صورة من: Ulrich Hufnagel/IMAGO
جمال موسيالا – المهارة والسرعة والمراوغة
ولا يمكن الحديث عن فيرتس دون الكلام عن النجم الألماني الشاب جمال موسيالا (21 عاما أيضا). لمع موسيالا مع بايرن في سن مبكرة محققا عددا من الأرقام القياسية. فهو أصغر من سجل للنادي في البوندسليغا بعمر 17 عاما و6 شهور وبدوري أبطال أوروبا وهو في سن 17 عاما و11 شهرا. ويتميز موسيالا بالمهارة ويجيد المراوغة وتسجيل الأهداف وتبلغ سرعته 34 كم في الساعة ومازال الطريق أمامه ليحقق الكثير لبايرن ومنتخب ألمانيا.
صورة من: Anke Waelischmiller/Sven Simon/IAMGO
جود بلينغهام – على خطا رونالدو الظاهرة؟
في أول مواسمه مع النادي الملكي، فاز الإنجليزي جود بيلينغهام (20 عاما) بالدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا على حساب فريقه السابق دورتموند. والآن هو مرشح للكرة الذهبية ولو نجح مع منتخب بلاده في يورو 2024 سيقوي حظوظه للفوز بالكرة الذهبية نهاية العام وهو في سن 21 عاما لينضم للبرازيلي رونالدو نزاريو "الظاهرة" كأصغر لاعب يفوز بالكرة الذهبية. ومن الطريف أن موسيالا كان زميلا له في منتخب إنجلترا للناشئن.
صورة من: Frank Hoermann/SVEN SIMON/picture alliance
كول بارمر - لاعب له شخصية وتأقلم بسرعة
نجم شاب من العيار الثقيل، سيكون بجوار بيلينغهام بمنتخب إنجلترا. إنه كول بارمر (22 عاما) نجم تشيلسي، الذي سجل هذا الموسم بالدوري الإنجليزي 22 هدفا رغم أنه يلعب أصلا في مركز خط الوسط المهاجم. تأقلم بسرعة مع فريقه بعد انتقاله إليه من مان سيتي ويتمتع بالمر بثقة كبيرة بالنفس وهدوء وقال عنه مدربه بوكيتينو: "لقد وصل في اليوم الأخير من الانتقالات، لكنه يلعب كما لو كان هنا منذ عشر سنوات ويظهر شخصيته".
صورة من: Virginie Lefour/PA/empics/picture alliance
تشافي سيمونز – النضج في البوندسليغا
يبلغ الهولندي تشافي سيمونز 21 عاما وتحول للاعب محوري مع لايبزيغ الألماني، الذي جاءه معارا من باريس سان جيرمان. يلعب تشافي كخط وسط مهاجم وكذلك في مركز الجناح وسجل في البوندسليغا هذا الموسم 8 أهداف وصنع 13 هدفا. ويتميز بقدرة رائعة على المراوغة وتحكم دقيق في الكرة ورؤية جيدة لزملائه في الملعب بحسب "شبورت بوزر". ويجري الحديث عن سعي بايرن للتعاقد معه ولو على سبيل الإعارة لأنه مستمر مع باريس حتى 2027.
صورة من: Koen van Weel/ANP/picture alliance
الغزال الفرنسي - إدواردو كامافينغا
بجسمه الرشيق ومجهوده الوفير يفرض إدواردو كامافينغا نفسه كلاعب في ريال مدريد رغم صغر سنه. وفاز النجم الفرنسي البالغ حاليا 21 عاما ببطولات عديدة مع النادي الملكي مثل الدوري الإسباني وأبطال أوروبا هذا الموسم، كما فاز مع منتخب فرنسا بدوري الأمم الأوروبية عام 2021 وسيحاول لاعب خط الوسط مساعدة منتخب بلاده في الفوز بيورو 2024 لتعويض خسارة كأس العالم في قطر 2022.
صورة من: JBAutissier/PanoramiC/imago images
جوسكو غفارديول – صغير السن كبير التجربة
رغم أن سنه 22 عاما إلا أنه يبدو كلاعب مخضرم. الكرواتي جوسكو غفارديول مدافع مان سيتي الإنجليزي الذي انتقل إلى كتبية غوارديولا قادما من لايبزيغ الألماني (الصورة) كأغلى مدافع في العالم، حيث دفع مان سيتي 100 مليون يورو. حصد مع كرواتيا المركز الثالث في الدوحة. في ألمانيا كان يلعب كقلب دفاع لكنه يلعب حاليا كمدافع أيسر وعانى في البداية مع السيتي لكنه الآن أقوى مما كان عليه في لايبزيغ ويتلقى المديح.