رغم أن يوسوا كيميش متحفظ في الحديث ويكاد لا يسمع له صوت إلا أنه يتألق هذا الموسم بشكل ملفت للأنظار، إنه تلميذ نجيب كرويا ودراسيا، ويجري الحديث الآن عن تسليط برشلونة أنظاره على النجم الشاب لتعويض مدافعيه الكبار.
إعلان
بوجه طفولي وحقيبة ظهر بسيطة، وكأنه تلميذ خرج عائدا إلى بيته بعد يوم دراسي طويل، يظهر يوسوا كيميش (21 عاما) وسط زملائه في فريق بايرن ميونيخ، الذين يحاول الكثير منهم استعراض ما لديهم من مظاهر الغنى والثراء، أثناء خروجهم من غرفة تبديل الملابس.
لكن هذه البساطة لا تخفي الإمكانيات الهائلة للمدافع الشاب. ويقول الموقع الالكتروني لجريدة "دي فيلت" الألمانية إن "كيميش تحول خلال شهور قليلة من موهبة كبيرة إلى حامل لآمال الكرة الألمانية"، خصوصا بالنظر إلى التصفيات الحالية المؤهلة إلى مونديال روسيا 2018. وتضيف "فيلت": "إنه يجسد نموذجا للاعبين، الذين كان يعتقد أنه لم يعد لهم وجود بعد اعتزال فيليب لام اللعب مع المنتخب الوطني. إنه مدافع يلعب في كل الأماكن ويهاجم خصوصا من الناحية اليمنى، ولا يكتفى بإرسال الكرات العرضية وإنما بإمكانه تسجيل أهداف بنفسه."
يقدم يوسوا كيميش أداء جيدا مع منتخب ألمانيا ونجح الشهر الماضي في تسجيل أول أهدافه مع المانشافت أمام النرويج في المباراة التي فازت فيها ألمانيا 3- صفر في افتتاح تصفيات مونديال روسيا. وقدم كيميش يوم السبت الماضي في مباراة منتخب بلاده أمام التشيك في الجولة الثانية من التصفيات أداء لا بأس به، لكنه أضاع فرصتين كما لم يكن موفقا في عدد من تمريراته، وقال المدرب يوآخيم لوف: "إنه لاعب مرن وبإمكانه التأقلم بسرعة مع المراكز الجديدة (التي يوضع فيها). وهو يفعل هذا الشيء جيدا معنا."
وكان لوف قد فاجأ الجميع عندما أخذ يوسوا كيميش معه إلى كأس أمم أوروبا بفرنسا هذا الصيف. وبعدما أجلسه على مقاعد البدلاء في مباراتين أدخله لوف في المباراة الثالثة في المركز، الذي كان يشغله فيليب لام. وأظهر كيميش أنه يعشق اللعب في هذا المركز ويجيده ببراعة ولذلك جعله أساسيا في المباريات التالية، قبل أن تودع ألمانيا البطولة في نصف النهائي أمام فرنسا.
برشلونة يريد كيميش لتجديد دفاعه
جاء يوسوا كيميش إلى بايرن ميونيخ من شتوتغارت مقابل 8.5 ملايين يورو في صيف 2015 ويملك عقدا حتى نهاية يونيو/ حزيران 2020. وارتفعت قيمته السوقية فبلغت حاليا 20 مليون يورو، حسب موقع "ترانسفيرماركت" بالألمانية.
والموسم الحالي هو الثاني لكيميش مع بايرن وأظهر فيه أن بإمكانه أن يلعب في كافة المراكز في خط الدفاع، كما أن لديه أيضا قدرات هجومية مميزة. فقد سجل خمسة أهداف في تسع مباريات رسمية، وبذلك يكون واحدا من أنجح هدافي بايرن ميونيخ حاليا، ولذلك فمركزه كأساسي مضمون تماما في تشكيلة المدرب كارلو أنشيلوتي.
وبناء على معلومات لصحيفة "ماركا" الإسبانية فإنه من الممكن في القريب العاجل أن يرتدي كيميش (21 عاما) قميص برشلونة. ويبدو أن المسؤولين في النادي الكاتالوني يريدون أن يجعلوا منه قائدا لدفاع فريقهم، لأن ثلاثي الدفاع سواء غيرهارد بيكيه (29 عاما) أو خافيير ماسكرانو (32 عاما) أو جيرمي ماتيو (32 عاما) اقتربوا جمعيا من سن ختام مسيرتهم الكروية، وهذه مسألة تشغل بال مسؤولي برشلونة على أعلى مستوى.
يقول موقع "فوكوس" الألماني إن برشلونة يضع عينه على عدد من اللاعبين ليحلوا محل هؤلاء وعلى رأسهم يوسوا كيميش والمدافع البرتغالي جواو كانسيلو (22 عاما)،لاعب منتخب البرتغال وفريق فالنسيا الإسباني، وكذلك المدافع هكتور بلرين (21 عاما) لاعب منتخب إسبانيا ونادي أرسنال الإنجليزي. لكن من المستبعد أن يفرط بايرن ميونيخ في جوهرته الشابة.
متوفق دراسيا مثل تفوقه الكروي
وبرغم ظهوره الواضح في الملعب إلا أنه خارج المستطيل الأخضر شخص خجول ومتحفظ وصوته يكاد لا يسمع. ومن يجري حديثا معه لابد أن يمد أذنيه ليسمع ما يقوله كيميش. رغم ذلك فهو شخص بسيط وأريحي وذكي. فقد حصل يوسوا على شهادة الثانوية العامة أو الباكالوريا الألمانية (Abitur)عام 2013 بمجوع إجمالي يبلغ "1.7"، وهي درجة تعد جيدة جدا بمقاييس التعليم في العالم العربي. ويقول موقع "فيلت" إن هذه الدرجة تشبه أيضا درجة تقييم مستواه حاليا في أدائه في المباريات تقريبا.
صلاح شرارة
بايرن يفوز بالدوري ويكتب تاريخا جديدا في سجله الحافل
فاز بايرن ميونيخ بالدوري الألماني للمرة السادسة والعشرين بتاريخه والرابعة على التوالي، في إنجاز جديد. وحسم اللقب رسميا هذا الموسم (2015 / 2016) في الجولة الـ 33 تاركا المركز الثاني لمنافسه التقليدي بروسيا دورتموند.
صورة من: picture alliance/Perenyi
الجيل الحالي لبايرن ميونيخ بقيادة فيليب لام (32 عاما) ومعه الحارس مانويل نوير (30 عاما) وتوماس مولر (26 عاما) فعلوا ما لم يفعله الأولون وفازوا بالدوري الألماني للمرة الرابعة على التوالي بعد أعوام 2013، و2014، و2015، والآن 2016.
صورة من: Reuters/M.Rehle
الفوز باللقب أربع مرات متتالية إنجاز تاريخي غير مسبوق في الدوري الألماني. فحتى الجيل الذهبي في السبعينيات -بقيادة المدرب الأسطوري أودو لاتيك وفي وجود القيصر بيكنباور- كان أكبر إنجاز له هو الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية في أعوام 1972، و1973، و 1974.
صورة من: picture-alliance/ASA/Werek
ومرة أخرى عاود المدرب أودو لاتيك الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية لكن بجيل جديد في بايرن في أعوام 1985، و1986، و1987. ومن أبرز لاعبي هذا الجيل الحارس البلجيكي بفاف والمدافع الألماني أوغستالر وعميد لاعبي العالم لوتار ماتيوس، وميشائيل رومينيغه.
صورة من: Imago/Werek
وفي عصر المدرب القدير أوتمار هيتسفيلد، الملقب بالجنرال استطاع بايرن أن يفوز بلقب الدوري ثلاث مرات متتالية أيضا في أعوام 1999، و2000، و2001. وكان الفريق آنذاك مرصعا بالنجوم وعلى رأسهم أوليفر كان، وجيوفاني إلبر وسامي كوفور، وفازوا أيضا عام 2001 بدوري أبطال أوروبا.
صورة من: picture-alliance/ULMER
ومنذ انطلاق البوندسليغا في موسم 1963/1964 لم يحقق أي فريق آخر فيما عدا بايرن ميونيخ وبوروسيا مونشغلادباخ الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية. وكان مونشنغلادباخ في جيله الذهبي في السبعينيات بقيادة النجم الأسطوري غونتر نتيستر قد فاز بالبطولة في أعوام 1975، و1976، و1977، وفي مرتين منهما كان المدرب هو أودو لاتيك.
صورة من: picture-alliance/dpa
ويقف وراء الإنجاز الكبير للجيل الحالي في بايرن ميونيخ المدرب الإسباني العملاق بيب غوارديولا (45 عاما)، الذي استلم تدريب الفريق من العملاق يوب هاينكس عام 2013. ونجح غوارديولا في الفوز مع الفريق بالدوري ثلاث مرات متتالية وفاز بالكأس مرة واحدة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Hassenstein
ورغم إنجازاته في ميونيخ لم يتمكن المدرب الكاتالوني من الفوز مع الفريق باللقب المنشود، دوري أبطال أوروبا. وكان قريبا من الصعود إلى المباراة النهائية هذا العام لكنه خرج من دور قبل النهائي أمام أتليتكو مدريد رغم فوزه في مباراة العود 2-1، حيث أن بايرن كان قد خسر مباراة الذهاب بصفر مقابل هدف.
صورة من: Reuters/S. Perez
وفشل الجيل الحالي مع غوارديولا في تحقيق الثلاثية، التي حققوها مع سلفه يوب هاينكس عام 2013. لكن الفرصة لازالت أمامهم لتحقيق الثنائية، إذا ما فازوا على دورتموند في نهائي الكأس في الملعب الأولمبي في برلين يوم 21 أيار/ مايو، ليكون ختاما جيدا لغوارديولا مع الفريق قبل انتقاله هذا الصيف لتدريب مانشستر سيتي الإنجليزي.
صورة من: Reuters
وإضافة إلى المدرب القدير فإن إنجاز بايرن في الفوز بالدوري للمرة الرابعة على التوالي يعود أيضا لماكينة الأهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي، الذي سجل للفريق حتى الآن هذا الموسم 29 هدفا ليتربع على عرش هدافي الدوري متقدما على الغابوني بيير إمريك أوباميانغ هداف دورتموند.
صورة من: Imago/photoarena/Eisenhuth
كما أن الحارس العملاق مانويل نوير كان حافظا أمينا ووحيدا لعرين بايرن ميونيخ خلال المواسم الأربعة، التي فاز فيها الفريق بالدوري الألماني، علما بأنه انتقل إلى بايرن عام 2011 قادما من شالكه. ومدد عقده مؤخرا مع الفريق حتى عام 2021.
صورة من: Getty Images/Bongarts/L. Baron
الوافدون الجدد على بايرن ميونيخ أرتورو فيدال ودوغلاس كوستا وكذلك كينغسلي كومان أثبتوا جدارتهم من أول موسم يلعبونه مع الفريق، حيث سدوا ثغرة في خط الوسط تسببت فيها إصابة أرين روبين وفرانك ريبيري، ونجحوا في تحقيق الإنجاز التاريخي.