يوشكا فيشر يقارن حلب مع خراب ماغدبورغ بحرب الثلاثين عام
٣ مايو ٢٠١٨
في مقارنة فريدة من نوعها، قال يوشكا فيشر وزير الخارجية الألماني الأسبق إنه يرى أوجه تشابه بين حرب الثلاثين عام والنزاعات المستمرة في سوريا، مقارناً خراب حلب مع مدينة خراب ماغدبورغ التي دمرت في تلك الحرب.
إعلان
صرح وزير الخارجية الألماني الأسبق يوشكا فيشر من حزب الخضر بأنه يرى أوجه تشابه قوية بين حرب الثلاثين عاماً، والنزاعات المستمرة في سوريا حالياً، موضحاً أنه يمكن مقارنة الخراب الذي حل بمدينة ماغدبورغ بشرق المانيا في عام 1631 خلال حرب الثلاثين عام بدمار حلب حالياً.
وقال فيشر (70 عاماً) في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) رداً على سؤال عما إذا كان يرى أيضاً أوجه تشابه لافتة للنظر بين حرب الثلاثين عام والحرب في سوريا مثل كثير من المؤرخين: "إذا كنت تقارن بين تاريخ حرب الثلاثين عاما والحرب في سوريا، متشابهة تماماً"، حسب تعبيره.
وأوضح وزير الخارجية في حكومة المستشار السابق غيرهارد شرودر أوجه التشابه قائلاً: "أولاً، هي ليست حرباً واحدة، وإنما هناك في الأساس عدة حروب حالياً يمكن التفرقة بينها. بدأ الأمر كانتفاضة لتحقيق الديمقراطية وتحول إلى حرب في مواجهة الدولة الإسلامية. لدينا حالياً حرب تركية-كردية، وهناك خطر قيام حرب إسرائيلية-إيرانية، كنا على وشك حدوثها مؤخراً".
وتابع الوزير الألماني الأسبق المنتمي لحزب الخضر: "لدينا أيضاً مواجهة بين القوى العالمية، لا يمكن استبعاد ذلك. السبب الأساسي عاد حالياً إلى الخلف والمذبحة تستمر، فيما اعتقد، إلى أن يتم استنزاف جميع الأطراف المعنية".
ورداً على سؤال عما إذا كانت الحرب في سوريا تتعلق أيضاً بالدين مثل حرب الثلاثين عام، قال فيشر: "أوجه التشابه في إساءة استخدام الدين لأغراض سياسية سلطوية موجودة أيضاً. يتم استخدام النزاع الإسلامي الداخلي بين الشيعة والسنة من جانب إيران، وكذلك أيضاً من جانب قوى سنية مثل المملكة السعودية وغيرها، أي أن هناك الكثير والكثير للغاية من أوجه التشابه، لدرجة أنه يمكن مقارنة ماغدبورغ بحلب، إنه لأمر فظيع".
مراسلون - أطفال الحرب: الحياة بعد حلب
12:00
وتابع فيشر المنتمي لحزب الخضر: "لا أرى أن القيام بتدخل عسكري غربي يعد أمراً ممكناً أو يمكنه ان يحقق نتيجة إيجابية"، مضيفاً بقوله: "وأرى أيضاً أن روسيا دخلت هناك بسهولة، ولكنني اعتقد أنه من الصعب أن تخرج مجدداً".
وأضاف الوزير الألماني الأسبق قائلاً: "إنه لأمر مروع حجم معاناة المدنيين هناك. يجب ألا ننسى ذلك"، مؤكداً ضرورة التوصل لتسوية بين جميع القوى من أجل إنهاء النزاع في سوريا، ولكنه أشار إلى أن التوصل ليس منظوراً في الوقت الراهن.
تجدر الإشارة إلى أن فيشر لم يتول مطلقاً منصب رئيس حزب الخضر الألماني، إلا أنه كان السياسي المهيمن للحزب لقرابة عشرين عاماً. وكان قد تولى منصب وزير الخارجية الاتحادي في الفترة بين عامي 1998 و2005 في الحقيبة الوزارية للمستشار الألماني الأسبق غيرهارد شرودر، وأصبح منتقداً بارزاً على مستوى العالم لحرب العراق.
ح.ع.ح/ ع.غ (د ب أ)
معركة حلب.. ساعات أخيرة مليئة بالمآسي
بعد معارك عنيفة وغارات جوية كثيفة على شرقي حلب، استطاعت قوات النظام والميليشيات المتحالفة معه السيطرة على معظم الأحياء التي كانت تحت سيطرة فصائل المعارضة. وسبق المعارك حصار شديد لتلك الأحياء وتفاقم الكارثة الإنسانية.
صورة من: Getty Images/AFP/Stringer
مع اشتداد حدة المعارك والقصف الجوي والمدفعي بعد حصار خانق، حاول المدنيون الهروب من أحياء شرقي حلب باتجاه مناطق أخرى في المدينة أكثر أمنا.
صورة من: Reuters/A. Ismail
معظم المحاصرين في شرقي حلب كانوا من الأطفال والنساء، اضطروا للسير على الأقدام ولمسافات طويلة تحت القصف المتواصل والطقس السيء للوصول إلى منطقة آمنة.
صورة من: Getty Images/AFP/Stringer
المدنيون في شرقي حلب يعانون من الحصار الخانق المفروض على المدينة ويحاولون النجاة والهروب بكل وسيلة ممكنة وحمل ما يمكن أن يبقيهم على قيد الحياة.
صورة من: Reuters/A. Ismail
الكثير من الأسر فقدت معيلها وتحاول كل أم مثل هذه إنقاذ أطفالها من براثن الموت واللجوء معهم إلى مكان يقيهم وابل الرصاص والقذائف الذي يتعرض له من بقي في شرقي حلب.
صورة من: Getty Images/AFP/Stringer
سبقت العمليات البرية لقوات النظام وحلفائه في شرقي حلب، قصف مكثف ومتواصل لأيام عديدة دمرت ما تبقى من مستشفيات ومرافق صحية، فاضطر الناس إلى معالجة جرحاهم مثل حال هذه العائلة مع طفلها، في الشارع.
صورة من: Reuters/A. Ismail
يعاني الكثير من الأطفال في حلب من صدمة نفسية وذهول نتيجة القصف والمعارك ورؤيتهم الموت والقتل أمام أعينهم، وباتوا بحاجة إلى معالجة نفسية أيضا.
صورة من: REUTERS/A. Ismail
بعد ضغط من المجتمع الدولي على روسيا والنظام السوري، توصلت موسكو إلى اتفاق مع تركيا لإجلاء من تبقى من المدنيين في شرقي حلب. لكن الاتفاق لم ينفذ وتجددت المعارك والقصف وبقيت الباصات فارغة تنتظر السماح لها بالدخول شرقي حلب وإجلاء المدنيين.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
قبل المعارك والعمليات والقصف الجوي، تم فرض حصار خانق على شرقي حلب فاقم معاناة المدنيين وبات الوضع الإنساني كارثيا مع عدم السماح بدخول المواد الإغاثية ولاسيما الأدوية والأغذية إلى الأحياء المحاصرة.
صورة من: Reuters/A. Ismail
حل الدمار والخراب في الأحياء التي كانت تحت سيطرة المعارضة نتيجة المعارك والقصف والغارات الجوية، وتحول الجزء الشرقي من المدينة إلى أنقاض.
صورة من: picture-alliance/dpa/TASS/T. Abdullayev
قبل بدء الأزمة السورية والحرب قبل نحو ست سنوات، كانت حلب العاصمة الاقتصادية لسوريا ويبلغ عدد سكانها نحو 4,5 مليون نسمة وتم اختيارها عام 2006 عاصمة للثقافة الإسلامية.