"يوغي يترنح" - الصحف تتساءل عن جدوى بقاء لوف مع المنتخب
١٨ نوفمبر ٢٠٢٠
ضغوط كبيرة في الإعلام الألماني يتعرض لها مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم، يواخيم لوف، عقب الهزيمة الثقيلة أمام إسبانيا. وبات موضوع رحيله عن المانشافت حاضراً بقوة على طاولة النقاش.
إعلان
شكّكت الصحف الألمانية في إمكانية بقاء مدرب منتخب كرة القدم يواخيم لوف في موقعه، الذي يشغله منذ عام 2006، بعد الخسارة التاريخية، مساء الثلاثاء (17 تشرين الثاني/نوفمبر 2020)، أمام إسبانيا بسداسية نظيفة في دوري الأمم الأوروبية. إنها الهزيمة الأثقل للمانشافت منذ المباراة الودية التي خسرتها ألمانيا ضد النمسا، بذات النتيجة، وذلك في عام 1931.
وكتبت صحيفة بيلد: "قبل سبعة أشهر فقط من كأس أوروبا، يتعيّن على الاتحاد الألماني لكرة القدم الإجابة على هذا السؤال: هل يواخيم لوف هو الرجل المناسب لهذه البطولة؟ هل يمكننا الوثوق به لوضع الفريق على سكة النجاح في كأس أوروبا؟".
أما موقع شبيغل فانتقد أداء نجم الوسط توني كروس وتساءل: "هل لعب كروس حقاً؟ ... اللاعب المؤثر توني كروس كان غير مرئي في الملعب. أما المدافع نيكلاس زوله فكان من الأفضل له أن يستمع لركبته (في إشارة إلى إصابته السابقة)".
فيما أسِف موقع "شبورت 1" من "الفرص النادرة التي حصلت عليها ألمانيا في الدقائق التسعين في إشبيلية. هناك شاهد لوف تقطع أوصال تشكيلته المفترض أن تكون قوية".
وتوقّع موقع "اكسبرس" أن "تكون لفضيحة إشبيلية تداعيات". وعلق الموقع على تصريح للمدرب لوف، حيث قال: "هل لا يزال يواخيم لوف المدرب المناسب للمنتخب الوطني؟ أجاب بعد المباراة: هل يجب أن أبحث عن وظيفة جديدة؟ لا يجب طرح هذه السؤال عليّ أنا".
وبالنبرة ذاتها، كتبت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الواسعة الانتشار: "جاءت هذه المباراة مع إسبانيا لتؤجج نقاشاً أطلقه أوليفر بيرهوف (مدير المنتخب) حول موضوع: كم بقي من الوقت مع يواخيم لوف؟".
ومباشرة على قناة "آ.ر.د" الناقلة للمباراة، لم يتضامن قائد الوسط السابق باستيان شفاينشتايغر مع مدربه السابق الذي تمتع معه بعلاقة طيبة. ولم يخفِ رغبته بعودة الثلاثي توماس مولر وجيروم بواتينغ وماتس هوملس، الذين استبعدهم لوف بعد خيبة الخروج من الدور الأول في مونديال 2018. وقال "شفايني"، المتوج مع لوف بلقب مونديال 2014: "هذا منتخب ألمانيا، يجب أن يجمع أفضل اللاعبين. للمدرب رأيه، لكن أنا أختلف معه. في مباريات مماثلة تحديداً، افتقدنا للاعبين قادرين على التواصل والضرب على الطاولة".
آراء نقدية مماثلة عبرت عنها وسائل الإعلام الالمانية، على غرار "تاغيتسايتنوغ" في ميونيخ "استسلمت تشكيلة لوف وتلقت خسارة تاريخية أمام إسبانيا المذهلة".
المدرب لوف حاول شرح ما حصل لفريقه "لم ننجح بشيء: لغة الجسد، الشراسة، الانخراط في المواجهات الثنائية، لم نشاهد أيا من ذلك على أرض الملعب". وكرر يوغي لوف الدفاع عن قرار استبعاده الجناح مولر والمدافعين بواتنغ وهوملس الذين يتألقون مع بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند هذا الموسم، بالقول: "قلنا إننا نثق بلاعبينا، كنا على المسار الصحيح، برغم أننا كنا الليلة بعيدين عما نطمح إليه".
ولم يتأخر اللاعب المعتزل مسعود أوزيل، بعد شعوره بأنه كبش فداء لمسيرة المنتخب السيئة في المونديال الماضي، في توجيه النقد لإدارة لوف، فغرّد على تويتر "حان الوقت لإعادة جيروم بواتنغ".
ووسط تساؤلات حول إقالة لوف الذي يفتقد لمساعده السابق هانزي فليك (بين 2006 و2014) مدرب بايرن الحالي، قال بيرهوف مدير المنتخب حول بقائه في كأس أوروبا "بالطبع نعم. لا تغيّر هذه المباراة شيئاً. لا نزال نثق بيواخيم لوف، لا شك حول ذلك".
وحتى قبل أسابيع من هذا اللقاء أثارت صحف ألمانية موضوع البحث عن بديل ليوغي لوف. وتطرقت لعدة أسماء يمكن أن تخلفه. اهتمام عالمي
الاهتمام بهذه النتيجة التاريخية تجاوز حدود ألمانيا وإسبانيا. الصحف البريطانية اهتمت بهذه "الصدمة" لألمانيا، فكتبت الغارديان: "نعم، ستة أهداف في مرمى ألمانيا. كان ذلك تاريخياً... منتخب يواخيم لوف لم يتعرض فقط لخسارته الأولى منذ 13 مباراة، وإنما تم سحقه".
وعلقت صحيفة "صن": "كانت ليلة ساخنة للألمان. قبل المباراة كانوا يحتلون صدارة المجموعة. المباراة حسمت في الشوط الأول، ولكن ذلك لم يمنع الإسبان من من تسجيل ثلاثة أهداف إضافية في الشوط الثاني. التدمير الإسباني سيبقى عالقا لفترة طويلة في ذهن المانشافت".
وكذلك علق موقع ESPN الرياضي الأمريكي بالقول: منذ الفوز الساحق لألمانيا على البرازيل في نصف نهائي مونديال 2014، وأداء ألمانيا في تراجع مستمر. الأهداف الثلاثة التي تلقتها في الشوط الأول (أمام إسبانيا) تغطي الحقيقة أن ألمانيا كان يجب أن تتلقى أهدافاً أكثر".
ف.ي
يواخيم لوف - المدرب الأبدي للمنتخب الألماني
منذ نحو 12 سنة يتولى يواخيم لوف تدريب المنتخب الألماني لكرة القدم. ورغم النتيجة السلبية بعد الإقصاء في روسيا يواصل المدرب البالغ من العمر 58 عاما مشواره الرياضي. وكأن عليه دوما الكفاح لشق طريقه.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Charisius
استمرار العمل على وتيرة دقات الساعة
يعتزم يواخيم لوف الالتزام بعقده المستمر حتى سنة 2022 كمدرب للمنتخب الألماني رغم ظهوره المخيب للآمال في بطولة كأس العالم لكرة القدم في روسيا 2018. ويُراد من الرجل البالغ من العمر 58 عاما قيادة المنتخب خلال البطولة الأوروبية في 2020. وقد قرر اتحاد كرة القدم الألماني منحه الوقت لذلك.
صورة من: Getty Images/A. Hassenstein
الكرة تطبع حياته
وُلد لوف عام 1960 في بلدة شوناو الهادئة بالغابة السوداء. مشواره الرياضي كلاعب محترف بدأ عام 1978 في فرايبورغ، وبعدها بسنتين انتقل إلى شتوتغارت. ثم جاءت محطة فرانكفورت، ومجددا فرايبورغ وكارلسروه ثم مرة أخرى فرايبورغ. وفي 1989 انتقل إلى سويسرا حيث أنهى مسيرته كلاعب مع فريق شافهاوزن ثم فينترثور.
صورة من: picture alliance/dpa
الفوز بكأس الاتحاد الألماني لكرة القدم
في الملعب لم يتمكن لوف أبدا من تحقيق الاختراق، وفي سن الـ 34 عاما جاءت النهاية كلاعب. وابتداء من 1994 عمل في صفوف نادي فراونفيلد كمدرب، ليسطع نجمه نهائيا بعدها بسنة إذ أصبح مساعد مدرب في شتوتغارت. وفي 1996 تولى منصب المدرب ولو بدون ترخيص رسمي لممارسة مهنة التدريب. وقد أنهى موسمه الأول بنيل كأس الاتحاد الألماني لكرة القدم.
صورة من: imago sportfotodienst
بدون سعادة في تركيا
بعد تسريحه المفاجئ لدى نادي شتوتغارت في مايو 1998، احتل النادي المرتبة الرابعة في الدوري الألماني، انتقل لوف إلى تركيا للعمل صفوف فريق اسطنبول، ولم تحالفه السعادة هناك. وفي أكتوبر 1999 انتقل لمدة نصف سنة إلى نادي كارلسروه من الدرجة الثانية. وخلال دورة تعليمية لنيل رخصة مدرب تعرف على يورغن كلينسمان.
صورة من: Imago
الفترة في النمسا طبعت لوف
انتقل لوف مرة أخرى إلى أدنا سبور في تركيا ليبحث بعد ثمانية أسابيع فقط عن مكان آخر. في أكتوبر 2001 التحق بنادي إنسبروك النمساوي الذي نال معه البطولة. وبعد إفلاس النادي انتقل إلى نادي فيينا وأحرز أيضا معه اللقب. لكن تم التخلي عن لوف في مارس 2004، لأنه لم يتفاهم مع رئيس فريق فيينا فرانك شتروناخ.
صورة من: picture-alliance/dpa
كلينسمان ولوف- ثنائي ممتاز
يورغن كلينسمان (يمين) الذي تم تعيينه لتوه مدربا ألمانيا جعل من لوف بعد البطولة الأوروبية في 2004 مساعدا له. وحصل تفاهم بين الاثنين وأصبحا صديقين. ذروة حقبة كلينسمان ولوف طبعتها بطولة كأس العالم 2006 في ألمانيا. وقد وصل المنتخب الألماني حينها إلى نصف النهائي إلى أن حققت إيطاليا الفوز في الوقت الإضافي.
صورة من: picture-alliance/dpa/Hannibal
المرتبة الثالثة في كأس العالم 2006 بألمانيا
احتلت ألمانيا المرتبة الثالثة في بطولة كأس العالم والثنائي المدرب احتفل أمام بوابة براندنبورغ التاريخية. بالعناق احتفل باللحظة أمام بوابة براندنبورغ مدرب الحراس أندرياس كوبكه، والمدرب الرئيس يورغن كلينسمان ومساعده يواخيم لوف ومدير الفريق أوليفر بيرهوف
صورة من: picture-alliance/dpa
بداية حقبة لوف كمدرب للمانشافت
بعد بطولة كأس العالم 2006 استقال كلينسمان وأصبح لوف مدرب الفريق الألماني. في 2008 تأهل فريقه إلى نهائيات بطولة أوروبا قبيل انتهاء التصفيات. في تلك الاثناء أعطى لوف إشارة حاسمة عندما أقصى المهاجم كوراني عن المنتخب الألماني. جاء ذلك بعدما غادر الأخير الملعب في إحدى المباريات غضبا واحتجاجا على إبعاده من الشوط الثاني فيها.
صورة من: Oliver Berg/dpa/picture-alliance
البطولة الأوروبية 2008: إسبانيا تنتزع اللقب
أثناء البطولة الأوروبية 2008 وصل فريق لوف عن جدارة إلى النهائي، إلا ان الإسبان كانوا متفوقين، إذ انتزعوا لقب البطولة الأوروبية بفضل هدف سجله المهاجم فرناندو توريس. حلم نيل اللقب تبخر بالنسبة إلى لوف وطاقمه.
صورة من: Sven Simon/picture-alliance
إسبانيا حجر عثرة في جنوب إفريقيا
أثناء بطولة كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا شغف المنتخب الألماني جمهوره بمواهب جديدة وكثيرا من الهجوم نحو الأمام. وبرهن لوف على أنه قادر على التعامل مع لاعبين شباب، وحتى مسعود أوزيل (يمين) تطور أثناء المسابقة تحت إشراف لوف. وتمكن المنتخب الألماني من بلوغ منتصف النهائي حيث أوقفه الإسبان من جديد.
صورة من: Stephane de Sakutin/AFP/Getty Images
صدمة وارسو أثناء البطولة الأوروبية 2012
تجرع لوف انتكاسة شخصية أثناء البطولة الأوروبية 2012 في بولندا وأوكرانيا حيث تألق المنتخب الألماني بعشرة انتصارات عبر المسابقة إلى أن توقف في النصف النهائي. وفي المباراة ضد إيطاليا تعثر المدرب. الفريق الألماني لم يحسن لعبه ببساطة.
صورة من: Jens Wolf/dpa/picture-alliance
نجم لوف والطاقم في ملعب ماراكانا
بعدها جاء التتويج في 2014! بفضل هدف واحد لصفر في الوقت الإضافي ضد الأرجنتين ضمنت ألمانيا للمرة الرابعة كأس العالم. لوف وصل إثرها إلى القمة. في البرازيل حقق وألمانيا الشغوفة بكرة القدم حلم اللقب العالمي، وقد تحقق الحلم دون خسارة وبنتيجة سبعة أهداف مقابل هدف واحد ضد البلد المضيف في النصف النهائي.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Gebert
تبخر حلم الفوز بلقب البطولة الأوروبية مجددا
خلال البطولة الأوروبية 2016 في فرنسا لم يكن البلد المضيف في النصف النهائي أفضل في مارسيليا، لكنه برهن على فاعلية أكبر. وانتهى حلم البطولة الأوروبية بعد لقب كأس العالم، وبالرغم من ذلك مدد لوف عقده حتى 2020 وبحماسة لخوض غمار بطولة كأس العالم 2018 في روسيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Weiken
ثقة خادعة بعد الفوز بكأس القارات
سنة قبل انطلاق فعاليات بطولة كأس العالم 2018 بدت الكرة الألمانية مستعدة للسنوات القادمة، على الأقل ظهرت مستعدة للدفاع عن لقب كأس العالم 2018 في روسيا. وبتشكيلة تنقصها التجربة فاز لوف في كل مباراة في كأس القارات وأحرز اللقب في صيف 2017.
صورة من: picture-alliance/M.Meissner
المكسيك تقسم ظهر ألمانيا في روسيا
كيف يمكن للمرء أن يخطأ! تأهل المنتخب الألماني بجدارة لخوض مونديال روسيا 2018، ومدد لوف بفترة وجيزة قبل انطلاق المسابقة عقده حتى 2022. إلا أنه في روسيا ظل الفريق الألماني دون إمكانياته وأُقصي منذ الدور الأول كأول منتخب ألماني في تاريخ المسابقة. آخرون كانوا سيقدمون استقالتهم، إلا أن لوف لم يفعل ذلك، فهو سيبقى مدربا للمنتخب الألماني.