يوليان دراكسلر ـ نجم في المانشافت بأقدام سحرية
٢٧ يونيو ٢٠١٦بات دراكسلر أصغر لاعب يسجل هدفا ويصنع آخر في مباراة واحدة خلال مسابقة اليورو منذ الإسباني سيسك فابريجاس في يورو 2008. وقدم الشاب ( 22 عاما) أمس عرضا قويا أمام سلوفاكيا ضمن ثمن نهائي بطولة أمم أوروبا ليتم اختياره كأفضل لاعب في المباراة. دراكسلر كان في حجم الثقة التي وضعها فيه المدير الفني للمانشفات يواخيم لوف، حيث أزعج بشكل كبير دفاع المنتخب السلوفاكي الذي لم يقاوم تحركات دراكسلر ومهارته. وتَوج لاعب فولفسبورغ بأدائه الرائع بهدف جميل في الشوط الثاني كما أنه كان وراء الهدف الثاني لمنتخب بلاده بعد أن مرر كرة لقلب الهجوم ماريو غوميز الذي أودعها الشباك. "يوليان لديه قدمان سحريان. ونحن نعلم أنه يمكنه مساعدتنا في أي وقت"، يقول غوميز عن زميله دراكسلر في تصريح لموقع "شبيغل".
ومن المرجح أن يتحول دراكسلر إلى لاعب أساسي في تشكيلة المانشافت في المباريات المقبلة في اليور بسبب الإضافة الكبيرة التي قدمها لخط هجوم المنتخب الألماني بمراوغاته وتمريراته الدقيقة، على عكس زميله غوتسه الذي تراجع أداءه في الآونة الأخيرة.
وإذا كان دراكسلر قد قدم نفسه بقوة للجماهير من خلال لعبه الجميل ومهارته فلا يعف الكثير عن حياته الخاصة. فكيف يعيش النجم الجديد للمنتخب الألماني في حياته اليومية؟ وكيف وصل إلى النجومية؟
دراكسلر أصغر لاعب يسجل في كأس ألمانيا
لم يقتحم يوليان دراكسلر عالم الاحتراف بالصدفة بل إن ابن مدينة غلادبيك كان مولعا بمداعبة الكرة منذ صغره. وعند بلوغه الثامنة من عمره التحق عام 2001 بفريق شالك الذي لعب لجميع فئاته العمرية قبل أن يصعد للفريق الأول عام 2011. وكان دراكسلر أصغر لاعب يسجل هدفا في مسابقة كأس ألمانيا، حيث كان يبلغ من العمر 18 عاما. بعد ذلك بعام استدعاه المدير الفني للمنتخب الألماني يواخيم لوف للقائمة الأولية للاعبين الذين سيمثلون ألمانيا في يورو 2012 لكن اسمه أسقط من القائمة النهائية. بيد أن دراكسلر عاد وفرض نفسه ضمن التشكيلة النهائية التي مثلث المانشافت في مونديال البرازيل 2014. ومنذ 2015 أصبح دراكسلر يحمل قميص فريق فولفسبورغ الألماني الذي انتقل منه من شالكه مقابل 36 مليون يورو.
الانطباع الذي يتركه دراكسلر داخل الملعب أو خارجه يوحي بأنه إنسان هادئ ورصين. وقد تحدث اللاعب نفسه عن شخصيته في تصريح لموقع شبورت 1 الألماني بقوله "أنا من النوع الذي يحتاج لبعض الوقت حتى يكسب الناس ثقتي". كما أنه ظل محافظا على تواضعه بعد أدائه الجيد أمام سلوفاكيا واختياره كأفضل لاعب في المباراة. وتجلى ذلك بشكل واضح في التصريحات التي أدلى بها بعد المباراة للقناة الثانية الألمانية (ZDF) والتي قال فيها "أنا سعيد لأنني تمكنت من مساعدة فريقي"، مضيفا أن هذا النجاح مرده للتفاني في التدريبات. غير أن النجم الجديد للمنتخب الألماني لم يخف فرحته بأدائه الجيد في مباراة سلوفاكيا وقال بهذا الخصوص "بشكل عام كان يوم جميل جدا بالنسبة لي".
طباخ خاص ومعالج طبيعي
ولا يقتصر نجاح دراكسلر في الوقت الحالي على الجانب الكروي بل يشمل أيضا الجانب العاطفي. فهو يرتبط منذ 2010 بصديقة طفولته لينا ستيفل التي تعرف عليها عندما كان تلميذا في المدرسة. وعلى غرار مونديال البرازيل حضرت صديقة دراكسلر أيضا إلى فرنسا لتشجيع حبيبها.
ويعرف عن دراكسلر ارتباطه العائلي، فهو يفضل قضاء معظم الوقت مع عائلته. لذلك فقد وجد الدولي الألماني صعوبة عند تركه لمدينة غيلزن كيرشن والانتقال إلى فولفسبورغ. وقال إنه عانى كثيرا في البداية لكن التزاماته كمحترف تفرض عليه التأقلم وتقديم أفضل المستويات. ولا يتوانى دراكسلر في زيارة مدينته كلما سنحت له الفرصة، وأوضح ذلك في تصريح لموقع شبورت 1 قائلا "بطبيعة الحال أشتاق لمدينة غيلزن كيرشن. لذلك أسافر في أيام العطل لزيارة عائلتي".
ورغم تواضعه فإن الدولي الألماني لا يتردد في الاستثمار في أمور قد تبدو للبعض غريبة مثل الاعتماد على طباخ خاص مكلف بتحضير الوجبات له، والسبب في ذلك يوضحه دراكسلر بالقول "أنشأت فريقا خاصا بي يضم أيضا خبيرا في التغذية، وهو في نفس الوقت طباخي الخاص. وهو يقوم يوميا بتحضير وجبتين لي". ولا يقتصر الأمر على الطباخ فقط، بل يقوم معالج طبيعي من غيلزن كيرشن بزيارة دراكسلر باستمرار لفحص لياقته البدنية. "والهدف من ذلك هو الوقاية من الإصابة"، كما يوضح النجم الجديد للمنتخب الألماني في تصريح لموقع شبورت 1.