"يوم صعب وحزين" لإسرائيل ـ مقتل 7 جنود بعبوة ناسفة في غزة
خالد سلامة د ب أ، رويترز
٢٥ يونيو ٢٠٢٥
أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 7 من جنوده في جنوب غزة، في الوقت الذي أفاد فيه مسؤولو صحة فلسطينيون بمقتل 79 شخصا في هجمات إسرائيلية. نتنياهو يصف مقتل الجنود بـ"اليوم الصعب على إسرائيل"، وشريك له يقول إنه "يوم حزين".
صورة من الأرشيف لدبابة وجندي إسرائيليصورة من: Mostafa Alkharouf/Anadolu/picture alliance
إعلان
أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل سبعة من أفراده في هجوم بجنوب غزة اليوم الأربعاء (25 حزيران/يونيو 2025) ليشهد سقوط أكبر عدد من القتلى في يوم واحد داخل القطاع منذ استئناف إسرائيل عملياتها في القطاع في آذار/مارس.
وقال الجيش الإسرائيلي اليوم إن ضابطاً وستة جنود، كانوا يشكلون كتيبة هندسة قتالية، قُتلوا عندما انفجرت عبوة ناسفة زُرعت في مركبتهم.
وقال رئيس الوزراء بنيمين نتانياهو إن "هذا اليوم صعب على شعب إسرائيل... لقد سقط مقاتلونا الأبطال في معركة لهزيمة حماس وتحرير رهائننا".
ومن المرجح أن يؤدي أحدث سقوط للقتلى إلى زيادة الضغط الشعبي على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة وإنهاء الحرب المستمرة منذ ما يقرب من عامين، وهي خطوة يعارضها بشدة الأعضاء المتشددون في ائتلافه اليميني الحاكم.
وأكد الجناح العسكري لحركة حماس، التي تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية، أنه نفذ الهجوم الدامي في خان يونس بجنوب غزة أمس الثلاثاء. وأضاف أن مقاتليه أطلقوا أيضاً صاروخاً مضاداً للدبابات على مركبة أخرى وصلت للمساعدة.
وانهارت شعبية نتنياهو بعد هجوم حماس على إسرائيل في تشرين الأول/أكتوبر 2023، والذي كشف عن أكبر إخفاق أمني في تاريخ إسرائيل. لكن شعبيته زادت بعد قراره المفاجئ قصف إيران، والذي اعتبره كثيرون ضربة قوية لعدو لدود وقديم لإسرائيل.
مكتب أممي يقول إن إسرائيل تستخدام الغذاء في غزة كسلاح
02:01
This browser does not support the video element.
ولدى ائتلاف نتنياهو اليميني، المكون من أحزاب علمانية ودينية، أغلبية برلمانية ضئيلة مما يعني أن رئيس الوزراء لا يستطيع تحمل المعارضة.
حليف لنتنياهو: "يوم حزين"
وعاد الاهتمام إلى غزة بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران والذي دخل حيز التنفيذ أمس الثلاثاء ولا يزال صامداً.
إعلان
وتساءل موشيه جافني، النائب عن حزب متشدد في حكومة نتنياهو الائتلافية، علناً اليوم الأربعاء عن سبب استمرار إسرائيل في حرب غزة. وقال أمام لجنة برلمانية "هذا يوم حزين جداً مع مقتل سبعة جنود في غزة... ما زلت لا أفهم لماذا نقاتل هناك، ما السبب؟".
واليوم الذي شهد فيه الجيش الإسرائيلي سقوط أكبر عدد من القتلى في صفوفه منذ بدء حرب غزة، كان في كانون الثاني/يناير 2024 عندما قُتل 24 جندياً، من بينهم 20 في انفجار واحد.
وعزلت حرب غزة إسرائيل عن العديد من شركائها الدوليين الذين ينتقدون حملتها العسكرية في القطاع.
وعلى الجانب الآخر قال مسؤولو الصحة التابعون لحماس إن الجيش الإسرائيلي قتل أكثر من 800 فلسطيني خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً مع إيران، من بينهم 30 على الأقل اليوم الأربعاء. ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على هذه الأتهامات لكنه عادة ما يشكك في الأرقام التي تعلنها السلطات التابعة لحماس.
وتستمر حرب غزة رغم تزايد الدعوات المحلية والدولية لوقف إطلاق نار دائم وضمان إطلاق سراح من تبقى من الرهائن، بينما يدعو وزيران في الحكومة الإسرائيلية، هما إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، إلى مواصلة القتال.
ودعا منتدى عائلات الرهائن والمفقودين الولايات المتحدة هذا الأسبوع إلى الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق شامل يضمن إطلاق سراح الرهائن.
ولا تزال 20 رهينة محتجزة في غزة، وتحتجز حركة حماس جثث 30 آخرين لقوا حتفهم. وطلب نتنياهو أن تطلق حماس، التي تحكم غزة منذ ما يقرب من عقدين، سراح الرهائن وألا يكون لها أي دور في غزة مستقبلاً وأن تسلم سلاحها لإنهاء الحرب. وقالت حماس إنها ستطلق سراح الرهائن إذا وافقت إسرائيل على وقف إطلاق نار دائم وانسحبت من غزة ورفضت مناقشة مسألة نزع سلاحها.
الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.. سلسلة طويلة من محاولات تحقيق السلام
تسعى الدول العربية لوضع خطة واقعية لمستقبل غزة في مواجهة ترامب الذي يدعو لطرد الفلسطينيين إلى مصر والأردن. جولة مع أبرز مبادرات السلام منذ حرب 1967، التي احتلت فيها إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية وسيناء وغزة.
صورة من: Oded Balilty/AP Photo/picture alliance/dpa
1967 - قرار مجلس الأمن رقم 242
في أعقاب الحرب العربية الإسرائيلية الثالثة والتي وقعت في حزيران/ يونيو 1967 وأسفرت عن هزيمة الجيوش العربية واحتلال إسرائيل لمناطق عربية جديدة، أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني قراره رقم 242. ودعا القرار إلى "انسحاب القوات المسلحة الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها في الصراع في الآونة الأخيرة" مقابل احترام جميع الدول لسيادة بعضها البعض وسلامة أراضيها واستقلالها.
صورة من: Getty Images/Keystone
اتفاقية كامب ديفيد - 1978
اتفقت إسرائيل ومصر على إطار عمل ضمن اتفاقية كامب ديفيد أدى في 1979 إلى معاهدة برعاية الولايات المتحدة تلزم إسرائيل بالانسحاب من سيناء. وكانت هذه أول اتفاقية سلام بين إسرائيل ودولة عربية.
صورة من: BOB DAUGHERTY/AP/picture alliance
مؤتمر مدريد للسلام - 1991
حضر ممثلو إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية مؤتمرا للسلام بمشاركة الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، في محاولة من قبل المجتمع الدولي لإحياء عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية من خلال المفاوضات. ولم يتم التوصل إلى أي اتفاقات مهمة، لكن المؤتمر فتح الباب أمام إمكانية اتصالات مباشرة بين الطرفين.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Hollander
اتفاقات أوسلو - 1993-1995
توصلت إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية إلى اتفاق في محادثات سرية بالنرويج بشأن اتفاق سلام مؤقت يعترف فيه كل طرف بحقوق الآخر. ودعا الاتفاق إلى انتخابات فلسطينية وحكم ذاتي لمدة خمس سنوات، وانسحاب القوات الإسرائيلية، ومفاوضات لتسوية دائمة. تعتبر اتفاقية أوسلو التي تمَ توقيعها في 13 سبتمبر/ أيلول 1993، أوَّل اتفاقية رسمية مباشرة بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.
صورة من: Avi Ohayon/GPO
اتفاق إسرائيل والأردن - 1994
أصبح الأردن ثاني بلد عربي يوقع معاهدة سلام مع إسرائيل. لكن المعاهدة لم تحظ بشعبية، وانتشرت المشاعر المؤيدة للفلسطينيين على نطاق واسع في الأردن.
صورة من: Wilfredo Lee/AP Photo/picture alliance
قمة كامب ديفيد - 2000
في هذه القمة تباحث الرئيس الأمريكي بيل كلينتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك ورئيس السلطة الفلسطينية آنذاك ياسر عرفات. وقد عقدت القمة في الفترة من 11 إلى 25 تموز/ يوليو 2000 وكانت محاولة لإنهاء الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. لكن القمة انتهت بدون اتفاق. واندلعت انتفاضة فلسطينية أخرى في 28 أيلول/ سبتمبر 2000 ولم تتوقف فعليا إلا في 8 شباط/ فبراير 2005 بعد اتفاق هدنة عقد في قمة شرم الشيخ.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/R. Edmonds
مبادرة السلام العربية - 2002
في عام 2002 قدمت المملكة العربية السعودية خطة سلام مدعومة من جامعة الدول العربية، تقضي بانسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، وتأسيس دولة فلسطينية. مقابل ذلك، تعرض الدول العربية تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
صورة من: Courtney Kealy/Getty Images
قمة أنابوليس – 2007
فشل الزعماء الفلسطينيون والإسرائيليون مرة أخرى في التوصل إلى اتفاق في قمة أنابوليس للسلام في الشرق الأوسط الذي عُقد في الولايات المتحدة في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2007، ورغم المساعي الكبيرة للتوصل إلى اتفاقية سلام وإحياء خارطة الطريق بهدف قيام دولة فلسطينية، إلا أنه لم يكلل بالنجاح، لتندلع بعدها حرب غزة في 2008.
صورة من: AP
اتفاقيات أبراهام - 2020
اتفق زعماء إسرائيل والإمارات والبحرين على تطبيع العلاقات في أيلول/ سبتمبر 2020. وفي الشهر التالي، أعلنت إسرائيل والسودان أنهما ستطبعان العلاقات، وأقام المغرب علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في ديسمبر/ كانون الأول من العام نفسه. سميت اتفاقيات أبراهام بهذا الاسم نسبة إلى إبراهيم الذي تنتسب إليه الديانات الثلاث: الإسلام والمسيحية واليهودية، للإحالة إلى الأصل المشترك بين اليهود والمسلمين.