يونكر يطالب تركيا "بالكف عن الاساءة" لدول الاتحاد الاوروبي
١٣ سبتمبر ٢٠١٧
دعا رئيس المفوضية الاوروبية، جان- كلود يونكر تركيا إلى الكف عن الاساءة إلى الدول الاعضاء بالاتحاد الاوروبي، بمقارنة زعماء التكتل بالفاشيين والنازيين. يونكر شدد على ضرورة الإفراج عن الصحفيين المحتجزين في تركيا.
إعلان
قال رئيس المفوضية الاوروبية، جان- كلود يونكر، خلال خطابه حول حالة الاتحاد "الاهانات تتسبب في خلق متاريس"، وأضاف "أحيانا يكون لدي الشعور بأن تركيا تضع بشكل متعمد تلك المتاريس، حتى يمكن إلقاء اللوم على أوروبا في أي توقف في مفاوضات انضمام تركيا إلى التكتل". وعلى مدار العام الماضي، في ظل تدهور العلاقات الدبلوماسية بين ألمانيا وتركيا، تزايدت حدة الخطاب خصوصا من قبل أنقرة.
ويُحتجز عشرة مواطنين ألمان على الاقل حاليا في تركيا بسبب اتهامات سياسية، طبقا لوزارة الخارجية الألمانية، من بينهم الصحفي دنيس يوجل.
وأضاف يونكر "الصحفيون مكانهم غرف الأخبار وليس السجون". وتابع "إنهم ينتمون للمكان الذي تسود فيه حرية التعبير". وقال يونكر، في إشارة إلى احتجاز صحفيين في تركيا "أطلقوا سراح صحفيينا". وأضاف يونكر "ينتمي الصحفيون لمكاتب التحرير". وبينما امتنع يونكر عن استبعاد انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي تماما، قال إنه في ظل الظروف الحالية، فإن انضمام تركيا إلى التكتل لن يكون ممكنا "في المستقبل المنظور".
وأضاف "تتخذ تركيا خطوات واسعة، بعيدا عن الاتحاد الاوروبي لبعض الوقت" في إشارة إلى مخاوف الاتحاد الاوروبي بشأن التوسع الواسع للسلطات الرئاسية من قبل الحكومة التركية وحملة القمع ضد نشطاء حقوق الانسان والصحفيين.
ودعت المستشارة الالمانية، أنغيلا ميركل ومنافسها، مارتن شولتس إلى وضع نهاية لمفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي، خلال مناظرة تلفزيونية أوائل هذا الشهر. وقال يونكر "دائما سنبقي أيدينا ممدودة نحو الشعب التركي العظيم ولهؤلاء المستعدين للعمل معنا على أساس قيمنا".
وتحتل تركيا المرتبة 155 على قائمة من 180 دولة بحسب تصنيف منظمة مراسلون بلا حدود لحرية الصحافة للعام 2017. وتفيد جمعية "بي 24" لحرية الصحافة، أن 164 صحافيا يقبعون خلف القضبان في تركيا، معظمهم معتقل بموجب قانون الطوارئ.
وقال يونكر إن أي بلد مرشح للانضمام إلى الاتحاد الاوروبي يجب ان "يحترم دولة القانون والعدالة والقيم الاساسية". واضاف ان "هذا يجعل انضمام تركيا إلى الاتحاد الاوروبي في مستقبل قريب مستبعدا"، معتبرا ان هذا البلد "ومنذ بعض الوقت (...) يبتعد بسرعة كبيرة وبخطى عملاقة عن الاتحاد الاوروبي".
وتابع "لدي انطباع في بعض الاحيان بان البعض في تركيا يريدون قطع الجسور ليتهموا الاتحاد الاوروبي لاحقا بفشل مفاوضات الانضمام".
ح.ز/ م.س (د.ب.أ / ا.ف.ب)
العلاقات التركية الأوروبية ـ محطات من الاتفاق والاختلاف
العلاقات التركية الأوروبية، والتركية الألمانية على وجه الخصوص، لم تكن يوما في غاية التناغم، لكنها شهدت خلال السنة الماضية فترة تقارب مصالح، أعقبتها توترات بلغت أوجها عقب محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sagolj/Zivulovic/Kombo
أفضت أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا إلى تقارب المصالح بين أنقرة وبروكسل، حيث عول الأوروبيون على أنقره في وقف هذا التدفق عبر أراضيها، فيما وجدت تركيا فرصتها في الاستفادة من هذه الفرصة التي قلما جاد بها الزمن.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
يقضي الاتفاق باستقبال تركيا اللاجئين الذين يتم إعادتهم من اليونان مقابل استقبال أعضاء الاتحاد الأوروبي للاجئين سورين بطريقة قانونية، لكن هذا الاتفاق تضمن شروطا ما تزال خلافية منها إعفاء الموطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وقيام تركيا بتعديل التشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وهنا كانت العقد في المنشار أمام هذا الاتفاق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Pitarakis
المستشارة أنغيلا ميركل، التي تتحمل بلادها العبء الأكبر لتدفق اللاجئين، تزعمت جهود تقريب وجهات النظر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
لكن العلاقات بين برلين وأنقرة توترت بعد تبني البرلمان الألماني قرارا يصنف مجازر الأرمن عام قبل مئة بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: Getty Images/AFP/S. Gallup
وما تزال العلاقات بين تركيا وألمانيا فاترة إثر قرار البرلمان الألماني فضلا عن إحباط أنقرة مما اعتبرته تضامنا فاترا معها في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل في 15 يوليو/ تموز، والذي بدأ على خلفيته فصلا جديدا من التوتر بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Bozoglu
فإثر حملة الاعتقالات وما أسمي بحملة "التطهير" التي نفذتها وتنفذها أنقرة على خلفية محاولة الانقلاب تلك وتكميم الأفواه، تصاعدت الانتقادات الأوروبية لأنقرة، ما أفضى مجددا إلى توترات في العلاقات وعرض الاتفاق بشأن اللاجئين للجمود وربما للفشل قريبا.
صورة من: picture-alliance/Zuma/T. Adanali
وكرد على محاولة الانقلاب رفضت أنقره تعديل قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل، كما أنها تسعى لاستصدار تشريع لإعادة العمل بعقوبة الإعدام التي كانت أنقره قد ألغتها بطلب من الاتحاد الأوروبي ضمن شروط مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد. وهذا ربما يشكل رصاصة الرحمة على هذه المفاوضات. (الصورة لأردوغان مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز)
صورة من: picture-alliance/epa/J. Warnand
وظهرت دعوات من داخل الاتحاد الأوروبي لوقف محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، حيث شككت النمسا في قدرة تركيا على الوفاء بالمعايير الأوروبية الخاصة بالديمقراطية. لكن الاقتراح النمساوي لم يحظ سوى بدعم ضئيل داخل الاتحاد رغم الاستياء داخل التكتل إزاء أنقره.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Atalay
في بداية سبتمبر/أيلول الماضي سعى الاتحاد الأوروبي مع تركيا لاختبار الأجواء لعودة التقارب بين الجانبين عقب التوتر منذ الانقلاب الفاشل، وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبور "نحتاج لتقارب ونحتاج لتطبيع الوضع". وقد عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية التكتل مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر جليك، كما زارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F.Aktas
لكن التوتر عاد مجددا بين أنقره والاتحاد الأوروبي وبينها وبين برلين على خلفية تضييق أنقره على حرية الصحافة واعتقال صحفيين، وكذلك اعتقال نواب معارضين مؤيدين للأكراد. ووصل الأمر بأردوغان مؤخرا إلى اتهام برلين بـ "إيواء إرهابيين"، وهو ما رفضته برلين.