يونيفيل: نفقان اكتشفا على حدود إسرائيل ينتهكان قرارا أمميا
١٧ ديسمبر ٢٠١٨
أعلنت القوات الدولية في جنوب لبنان أن اثنين من الأنفاق التي أبلغت عنها إسرائيل يعبران الخط الأزرق بين إسرائيل ولبنان، ما يعد انتهاكا للقرار الأممي 1701. ورئيس الحكومة اللبنانية يؤكد احترام بلاده للقرار الأممي.
إعلان
قالت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان اليوم الاثنين (17 كانون أول/ديسمبر 2018) إن اثنين من أربعة أنفاق تم اكتشافها قرب الحدود اللبنانية الإسرائيلية عبرا الخط الأزرق بين البلدين، ما ينتهك قرار الأمم المتحدة الذي أنهى الحرب بين جماعة حزب الله وإسرائيل في 2006. وقالت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) إنها أكدت حتى الآن وجود أربعة أنفاق اكتشفها الجيش الإسرائيلي بالقرب من "الخط الأزرق"، مضيفة أن "هذه مسألة مدعاة للقلق الشديد".
وقالت اليونيفيل في بيان "يمكن لليونيفيل في هذه المرحلة أن تؤكد أن اثنين من الأنفاق يعبران الخط الأزرق، وهذه تشكل انتهاكات لقرار مجلس الأمن الدولي 1701". وأضافت قوة الأمم المتحدة أنها ستواصل التحقيقات الفنية وطلبت من السلطات اللبنانية "ضمان اتخاذ إجراءات متابعة عاجلة وفقاً لمسؤوليات حكومة لبنان".
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الأحد اكتشاف "نفق هجوم" جديد لحزب الله للتسلّل من أراضي لبنان إلى اسرائيل، هو الرابع منذ عملية أطلقها مطلع كانون الأول/ديسمبر لتدمير أنفاق يقول إن حزب الله قد يستخدمها في هجمات ضد إسرائيل. وتقول إسرائيل أن هذه الأنفاق هي وسيلة لمقاتلي حزب الله الذي تدعمه إيران، للتسلّل إلى أراضيها في حال اندلاع حرب وأن جيشها يعمل على تدميرها. ولم يحدّد الجيش مكان النفق على الحدود مع لبنان وقال إنه لا يشكل "تهديدا وشيكا" للسكان الإسرائيليين في محيطه. وكما حدث عندما تحدثت عن الأنفاق الثلاثة التي كُشف عنها في وقت سابق، أشار الجيش إلى أنه وضع عبوات ناسفة داخل النفق وحذر من أن أي شخص يدخله من الجانب اللبناني سيكون معرضا للخطر.
الحريري يؤكّد تمسك لبنان بتطبيق القرار الأممي
إلى ذلك أكد رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري، اليوم الاثنين، لقائد قوات الأمم المتحدة العاملة في لبنان الجنرال ستيفانو ديل كول، تمسك لبنان بالتطبيق الكامل للقرار 1701 واحترام الخط الأزرق. وقال الحريري، بحسب بيان صادر عن مكتبه، خلال لقائه ديل كول في
مقرّه في "بيت الوسط" في بيروت " إن لبنان متمسك بالتطبيق الكامل للقرار 1701 واحترام الخط الأزرق على حدوده الجنوبية".
وأضاف الحريري أن " الجيش اللبناني المولج وحده الدفاع عن سيادة لبنان وسلامة أراضيه يتعاون مع قوات "يونيفيل"، وسيقوم بتسيير دوريات لمعالجة أي شائبة تعتري تطبيق القرار 1701 من الجانب اللبناني، وعلى الأمم المتحدة أن تتحمل مسؤولياتها في مواجهة الخروقات اليومية التي تقوم بها إسرائيل للأجواء والمياه الإقليمية اللبنانية".
واعتبر الحريري أن " التصعيد في اللهجة الإسرائيلية تجاه لبنان لا يخدم مصلحة الهدوء المستمر منذ أكثر من 12 عاماً، وأن على المجتمع الدولي أن يلجم هذا التصعيد لمصلحة احترام الخط الأزرق والتطبيق الكامل للقرار 1701".
يشار إلى أن إسرائيل وحزب الله تجنبا صراعا كبيرا عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ عام 2006 على الرغم من أن إسرائيل شنت هجمات في سوريا مستهدفة ما قالت إنه نقل أسلحة متطورة إلى الجماعة. لكن إسرائيل قالت هذه المرة إن الأمر متروك لليونيفيل للتعامل مع الأنفاق على الجانب اللبناني من الحدود. وقال الجيش الإسرائيلي إنه يحمل حكومة لبنان المسؤولية عن انتهاك قرار مجلس الأمن رقم 1701.
ح.ع.ح/ع.ج.م(أ.ف.ب/رويترز)
اليوبيل الفضي لأوسلو.. صنّاع السلام و"معارضوه"
في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض، وقف عدوا الأمس وجهاً لوجه، مد ياسر عرفات يده إلى إسحاق رابين ولكن الأخير تردد للحظة قبل أن يمد يده في مصافحة تاريخية. جولة مصورة للإضاءة على أبرز وجوه عملية السلام و"خصومها".
صورة من: picture-alliance/ZumaPress
ياسر عرفات
بالرغم من تبنيه وقيادته للخيار المسلح، أطلق ياسر عرفات (1929-2004) ومنذ بداية السبعينات عدة إشارات وركز في خطاباته على رغبته في السلام، أشهره خطابه في الأمم المتحدة عام 1974. كان الهدف من أولى اتفاقيات أوسلو التوصل إلى اتفاق سلام دائم خلال خمسة أعوام يفضي إلى إقامة دولتين تعيشان جنباً إلى جنب. وتقديراً لجهوده في إحلال السلام نال عرفات (أبو عمار) مع إسحاق رابين وشمعون بيريز جائزة نوبل للسلام.
صورة من: AFP/Getty Images/J. David Ake
إسحاق رابين
بدأ إسحاق رابين (1922-1995) حياته في المجال العسكري قبل أن يتجه إلى العمل السياسي متقلداً عدة مناصب سياسية رفيعة أبرزها رئاسة الوزراء. قبل توقيع اتفاقية أوسلو اعترف رابين بمنظمة التحرير باعتبارها "الممثل" للشعب الفلسطيني. وفي أحدى أمسيات تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1995 لقي رابين مصرعه على يد متشدد يميني معاد للسلام في ختام فعالية تحت شعار "نعم للسلام، لا للعنف" (صورة لرابين قبل دقائق من الاغتيال).
صورة من: picture-alliance/AP Photo/N. Harnik
محمود عباس
لعب محمود عباس (أبو مازن)، المولود في عام 1935، دوراً بارزاً في إتفاقية أوسلو عام 1993. وبصفته أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وقع الاتفاق المذكور. بعد ذلك لعب دوراً محورياً في التفاهمات والبروتوكولات التالية كاتفاق غزة وأريحا وبرتوكول باريس الاقتصادي. وبعد رحيل عرفات ترأس عباس السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير. (عباس في أقصى اليمين)
صورة من: picture-alliance/Zumapress/M. Reinstein
شمعون بيريز
منذ تأسيس إسرائيل وحتى رحيله بقي بيريز (1923-2016) رقماً يصعب تجاوزه: وزيراً للدفاع، ورئيساً للوزراء، ورئيساً للدولة وغيرها من المناصب الرفيعة. ووقع بصفته وزيراً للخارجية اتفاقية أوسلو إلى جانب محمود عباس. "السلام يشبه الحب إلى حد بعيد. إنه عملية رومانسية يجب أن تُعاش ويُستثمر فيها ويوثق بها. كما أننا لا يمكننا فرض الحب، وكذلك لا يمكننا فرض السلام"، يوضح بيريز رؤيته. (حفل منح جائزة نوبل للسلام)
صورة من: picture-alliance/dpa/Israeli Government Press Office
أحمد قريع
انخرط أحمد قريع، المولود عام 1937، في منظمة التحرير منذ نهاية ستينات القرن الماضي. ينعت بأنه "مهندس أوسلو" على الجانب الفلسطيني. وبعد الاتفاق لعب دوراً محورياً في كل محطات عملية السلام: بروتوكول باريس الاقتصادي، واتفاقية أوسلو الثانية، مفاوضات كامب ديفيد عام 2000، ومفاوضات طابا عام 2001، ومؤتمر أنابوليس للسلام عام 2007. (قريع مع وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق شلومو بن عامي).
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Naamani
بيل كلينتون
ما كان لإتفاق أوسلو وما تلاه أن يرى النور لولا جهود الرئيس الأمريكي الأسبق (1993- 2001) بيل كلينتون. وقد وصف الكثير من المراقبين كلينتون بأنه أكثر رئيس أمريكي كرس جهده لعملية السلام. وقد رعى أيضاً مفاوضات السلام بين إسرائيل وكل من الأردن وسوريا ولبنان. (في الصورة الملك الراحل حسين ورابين عند الإعلان عن توقيع إعلان واشنطن في تموز/يوليو 1994، والذي سبق اتفاقية وادي عربة).
صورة من: picture-alliance/AP Photo/G. Gibson
تيري رود لارسن
بعد مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 جرت سلسلة طويلة من المفاوضات الثنائية والمتعددة الأطراف لأشهر في دول عديدة، بدون تحقيق تقدم فعلي، إلى أن فتحت بدون علم أحد، محادثات سرية في أوسلو بعيداً عن آلية مدريد الشاقة. واستضافت النرويج بين كانون الثاني/ يناير وآب/ أغسطس من عام 1993 ليس أقل من 14 اجتماعاً سرياً. وكان المحرك الرئيسي الأكاديمي والدبلوماسي النرويجي تيري رود لارسن.
صورة من: picture-alliance/dpa/Hussein
بنيامين نتيناهو
تولى بنيامين نتانياهو، المولود عام 1949، رئاسة الوزراء للمرة الأولى في 1996 في انتخابات حصل خلالها على دعم كبير من معارضي أوسلو. ومؤخراً قال نتيناهو إن أي دولة فلسطينية في المستقبل ينبغي أن تكون منزوعة السلاح وأن تعترف بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي، وهي شروط يقول الفلسطينيون إنها تظهر أنه ليس جاداً في مساعي إحلال
السلام.
صورة من: picture-alliance/COLORplus/P. Guyot
حماس والجهاد وفصائل فلسطينية
منذ الإعلان عن ولادة اتفاقية أوسلو أعلنت حركة حماس وبالمثل الجهاد الإسلامي وعدة فصائل فلسطينية أخرى معارضتها للاتفاقية. وبالأمس (12 أيلول/ سبتمبر 2018) ومن قطاع غزة الذي تحكمه حماس منذ عام 2007 بعد عامين من انسحاب القوات الإسرائيلية والمستوطنين الإسرائيليين، قال أحد قادة الحركة وهو محمود الزهار إن اتفاق أوسلو لم يكن معاهدة للسلام لكنه كان "استسلاماً بنسبة مئة في المئة" بالنسبة للفلسطينيين.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Hams
اليمين الإسرائيلي
اليوم وكما كان عليه الحال قبل ربع قرن يعارض جزء من المجتمع الإسرائيلي أسس وما تمخضت عنه عملية السلام. وأظهر استطلاع أجراه معهد الديموقراطية الإسرائيلي وجامعة تل أبيب في آب/ أغسطس أن 47% من المشاركين يفضلون حلّ الدولتين فيما يعارضه 46%. وقبل شهور نقلت صحيفة جروزليم بوست عن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان قوله إن السلام في الشرق الأوسط "سيأتي مع مجيء المسيح" (اليهودي).
صورة من: Gali Tibbon/AFP/Getty Images
دونالد ترامب
في بداية 2017 قال الرئيس الأمريكي ترامب إن "حل الدولتين" ليس الطريق الوحيد لتحقيق السلام. وفي بداية العام الجاري نقلت واشنطن سفارتها إلى القدس وبعد ذلك أوقفت تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وقررت أخيرا إغلاق بعثة منظمة التحرير في واشنطن بعد 25 عاماً على استقبال عرفات بكل مراسم الشرف في البيت الأبيض. إعداد: خالد سلامة