10 ساعات مختبئا داخل حقيبة.. تونسي يصارع الموت بسبب الهجرة
١٣ سبتمبر ٢٠١٨
يبدو أن هدف الوصول إلى أوروبا بطرق غير شرعية يدفع كثيرين إلى سلك طرق غريبة لا تخلو من خطورة. الأمر ينطبق على شاب تونسي، يرقد الآن في المستشفى بسبب بقائه لساعات طوال داخل حقيبة كانت في طريقها إلى إيطاليا. فكيف حصل ذلك؟
إعلان
يواجه تونسي خطر فقدانه لحياته إثر محاولته للهجرة غير الشرعية داخل حقيبة قبل أن يتم التفطن له من قبل الجمارك، بعد ساعات طويلة من الانتظار. ويرقد المهاجر في قسم الإنعاش بالمستشفى الجهوي لمدينة جرجيس جنوب تونس، لكن وضعه الصحي وصف بالحرج جدا، بحسب ما نقلت تقارير إعلامية الخميس (13 سبتمبر/ أيلول 2018).
وأفادت إذاعة (موزاييك)، بأن المهاجر كان يعتزم الهجرة غير الشرعية بمساعدة وسطاء، عبر "باخرة قرطاج" التي تؤمن رحلتها الأولى من ميناء المدينة نحو ميناء مرسيليا الفرنسي. واضطرت الباخرة التي كان يفترض أن تغادر عند منتصف نهار أمس الأربعاء إلى تأخير رحلتها لسبع ساعات بعد التفطن إلى عدة محاولات لمهاجرين كانوا يعتزمون الهجرة بطريقة غير شرعية.
وبحسب تقرير الإذاعة، تم التفطن في مرحلة أولى إلى خمسة أشخاص تخطوا الحواجز الأمنية، وكانوا يخططون للوصول بأي طريقة ممكنة الى ظهر السفينة قبل أن يتم التفطن إليهم. ودفعت الحادثة وحدات الأمن إلى التدقيق أكثر في عمليات التفتيش بالباخرة قبل مغادرتها الميناء. وأفضت عمليات التدقيق إلى كشف حقيبة بإحدى السيارات التي نجحت في تخطي حواجز التفتيش وصعود الباخرة، وبداخلها شخص في وضع صحي حرج ومهدد بالموت. وأوقف رجال الأمن السيارة بعد شكهم في سلوك السائق وتم سحب الحقيبة من تحت أدباش أخرى بمؤخرة السيارة، إلى الخارج.
ويواجه المهاجر مشكلات صحية معقدة بسبب توقف عمل كليتاه بالكامل، بعد أن اضطر للمكوث داخل حقيبة مغلقة بالسيارة لمدة تفوق 10 ساعات، منذ وصول السيارة إلى الميناء. ويرقد المهاجر في العناية المركزة بمستشفى جرجيس، وقالت الإذاعة إن فرص نجاته تكاد تكون مستحيلة، بينما أفضت التحقيقات الأمنية إلى إيقاف 12 شخصا من بينهم عمال في الباخرة، متورطين في الوساطة لتيسير الهجرة غير الشرعية.
هروب متكرر!
وتشهد سواحل جرجيس عمليات إبحار متكررة لقوارب الهجرة غير الشرعية نحو أقرب نقطة من السواحل الإيطالية، لكن القيود الأوروبية المتزايدة قلصت من فرص وصول المهاجرين وبقائهم داخل دول التكتل الأوروبي، إذ يجري في الغالب ترحيلهم على الفور.
وشددت الحكومة اليمينية في إيطاليا ودول الاتحاد الأوروبي من قيود استقبال قوارب الهجرة ومراكب المنظمات الناشطة لإنقاذ المهاجرين في البحر لموانئها، لكن هذا لم يحل دون استمرار محاولات الهجرة غير الشرعية للشباب العاطلين واليائسين من سواحل تونس.
وحسب أرقام للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية، فإن 3811 مهاجرا تونسيا غير شرعي أدركوا السواحل الإيطالية هذا العام حتى نهاية آب/أغسطس عبر رحلات بحرية غير شرعية. وفي مقابل تلك الأرقام، أحبطت قوات خفر السواحل في نفس الفترة، هجرة 6369 شخصا نحو السواحل الإيطالية خلال نفس الفترة.
(د.ب.أ) م.م/ع.ش
تونس بعد سبع سنوات على "ثورة الياسمين".. نفق ما بعد الثورة
يواجه التونسيون معضلات جمة، ليس آخرها الإصلاحات التي تراوح في مكانها والبطالة المتفشية. ومن هنا يبرز السؤال: هل كانت "ثورة الياسمين" بلا جدوى وعبثية؟ ألبوم صور ينقلنا إلى عين المكان بعد سبع سنوات على الثورة.
صورة من: DW/B. Gerdziunas
اغتيالات سياسية
هز اغتيال قادة سياسيين علمانيين كمحمد براهمي وشكري بلعيد تونس في عام 2013. وبشكل روتيني تشهد البلاد مظاهرات تدعو إلى إحقاق العدالة في القضيتين.
صورة من: DW/B. Gerdziunas
ظلال الماضي
قبل اندلاع "ثورة الياسمين" قبل سبع سنوات كان الجميع يخشى من ظله: الحيطان لها آذان. اليوم يشعر التوانسة بالفخر بحرية الرأي التي ينعمون بها.
صورة من: DW/B. Gerdziunas
مقهى البرلمان
"نملك اليوم، على الأقل، حرية الكلام"، هذا هو لسان حال ابن الشارع في تونس. وأضحت مقاهي كالبرلمان منتديات للنقاشات التي أطلقتها الثورة من قمقمها.
صورة من: DW/B. Gerdziunas
رصاصة في حائط متحف باردو
المتحف الوطني التونسي باردو كان مسرحاً لهجوم إرهابي عام 2015 خلفا 24 قتيلاً. وما يزال يعاني الاقتصاد الذي يعتمد إلى حد كبير على السياحة من تبعات ذلك الهجوم وآخر أكثر دموية على فندق بالقرب من سوسة.
صورة من: DW/B. Gerdziunas
أكبر مصدر لـ"الدواعش"
إلى جانب متحف باردو شهدت مدينة سوسة اعتداء إرهابياً ذهب ضحيته 38 سائحاً. كما تشكل تونس البلد الأول الذي ينحدر منه أكبر عدد من مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي.
صورة من: DW/B. Gerdziunas
جنون بكرة القدم..لامبالاة بالسياسية
يشكو بعض الشباب التونسي من أن المجتمع يركز جل اهتمامه على كرة القدم أكثر من الأمور السياسية في تونس ما بعد "ثورة الياسمين"، متجاهلاً مشاكل جدية.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Belaid
الكفاح من أجل حقوق المرأة
في فبراير/ شباط الماضي دخل تشريع يجرم العنف ضد المرأة حيز التنفيذ. انخرطت وفاء فراوس في النضال من أجل المرأة وهي بنت خمسة عشر عاماً. ويعد الثورة كانت أحد الشخصيات التي صاغت مسودة الدستور، بما يضمن المساواة بين الجنسين. واليوم هي مديرة "بيتي"، وهو الملجأ الوحيد للنساء المعنفات.
صورة من: DW/B. Gerdziunas
الأمل الوحيد
بالنسبة للكثير من التونسيين فإن الخيار الوحيد للهروب من براثن الفقر هو ركوب البحر إلى أوروبا في رحلة هجرة غير شرعية ومحفوفة بالمخاطر والأهوال نحو "الفردوس الأوروبي". في عام 2017 وصل أكثر من 6000 تونسي السواحل الإيطالية.
صورة من: DW/Benas Gerdziunas
شباب مركون على الكراسي بلا عمل
في أحد مقاهي العاصمة، يتحلق رجال حول طاولة بلاستيكية تعلوها فناجين قهوة وعلى الأرض تتناثر أعقاب السجائر. "هذه هي البطالة"، يقول أحد الجالسين. ثلاثة من الجالسين في المقهى على الأقل تم ترحيلهم من إيطاليا بعد وصولهم هناك بشكل غير شرعي.
صورة من: DW/B. Gerdziunas
الهروب من الماضي إلى المخدرات
أحد رواد المقهى الدائمين يقول إن الكثير من التونسيين اتجهوا إلى الخارج للهروب من أحكام بالسجن والإنفاق على عائلاتهم في الوطن أو قطع أي علاقة لهم بالماضي. "ركبنا البحر أنا وخمسة آخرين إلى لامبيدوزبا، حيث قضيت أربع سنوات في شمال إيطاليا وأنا أتاجر بالمخدرات لإرسال ما يكفي من النقود لعائلتي".
صورة من: DW/B. Gerdziunas
المسمار الأخير في النعش
قضى المئات من التونسيين نحبهم أثناء محاولاتهم الوصول بحراً وبشكل غير شرعي إلى أوروبا. على طول الشاطئ التونسي على المتوسط تتناثر قبور لأشخاص مجهولي الهوية. بيناس جيردزيوناس/ خ.س