1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
سياسةشمال أمريكا

100 يوم لبايدن - إعادة ضبط العلاقات الأمريكية الألمانية

٢٩ أبريل ٢٠٢١

بجهود كثيفة، بدأ جو بايدن عمله في البيت الأبيض في الـ100 يوم الأولى من رئاسته لأمريكا. ويبدو جلياً أنه يتحرك في عدة اتجاهات مركزاً بشكل أساسي على السياسة الداخلية، ولكن هذا لم يمنعه من محاولة التوجه إلى حليفته ألمانيا.

Weltspiegel 15.04.2021 | USA Washington | Präsident Joe Biden zu Truppenabzug Afghanistan
صورة من: Andrew Harnik/REUTERS

يعتبر مقياس المائة يوم في السياسة الأمريكية، رمزا بارزا وتقليدا استمر لما يقارب قرنا من الزمن، ولكنه أيضاً يشير إلى مدى قصر فترة الرئاسة الممتدة لأربع سنوات. وبالنسبة للرئيس جو بايدن فهناك الكثير مما يجب عليه القيام به خلال هذه الفترة.

 قمة الأولويات بالنسبة لبايدن، كما أعلن مسبقاً، تتعلق بالقضاء على وباء كورونا الذي تسبب بمقتل أكثر من نصف مليون أمريكي، وتسبب بخسارة ملايين آخرين لعملهم.

وتبدو هذه الأولوية واضحة، من خلال النظر إلى خطط الإغاثة والبنية الموضوعة، والتي بلغت قيمتها تريليونات من الدولارات، وستكون بذلك أحد أكبر الإنفاقات العامة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.

تحقيق توازن جديد

بذل جو بايدن جهودًا كبيرة في أول 100 يوم له في البيت الأبيض ليثبت أن إدارته يمكنها "العمل بكل أريحية". ومع ذلك، فإنه لم يترك القضايا الدولية دون اهتمام، فقد أنشأ فرقاً للأمن القومي والسياسة الخارجية تم الإشادة بها على نطاق واسع لخبرتها، ولاسيما بسبب روابطها القوية عبر الأطلسي.

بايدن بحد ذاته، قام بالانضمام إلى العديد من الاجتماعات الافتراضية الكبرى مع الحلفاء الغربيين وقيادات عالمية أخرى.

 وتم اعتبار تمديد  معاهدة نيو ستارت خطوة أولى في إعادة الالتزام باتفاقية الحد من الأسلحة النووية مع روسيا، وربما توسيع هذه الاتفاقيات لتشمل الصين. وفي الوقت نفسه، أبقى بايدن على التعريفات الجمركية المفروضة على الصين وشدد العقوبات على روسيا، بينما تواصل مع كليهما للتعاون في مجال المناخ.

كذلك وافق بايدن على وقف جزئي للمعركة الجمركية عبر الأطلسي، التي بدأت عام 2018. وترى ستورمي-أنيكا ميلنر، المديرة التنفيذية لمعهد أسبن، أن هذه الخطوة "بمثابة تقديم غصن زيتون للحلفاء الأوروبين في ألمانيا". وقالت لـDW، إنه يمكن حل هذا الخلاف إن كانت هناك إرادة سياسية للقيام بذلك، لكن الأمر سوف يستغرق بعض الجهد "على جانبي الأطلسي"، معتبرة تجميد "التعريفات الجمركية الانتقامية" علامة إيجابية.

في خطاب للسياسة الخارجية في فبراير/ شباط، قال بايدن إن الدبلوماسية تصب في ”المصلحة الذاتية الصريحة لأمريكا"، وقال إنه يأمل أن يتمكن من ربط أجنداته الداخلية والعالمية معاً ليظهر للناخبين أن العمل مع الحلفاء هو رهان جيد.

وقد يكون دونالد ترامب قد رحل عن البيت الأبيض، بينما أمضى بايدن أول 100 يوم له في السلطة في التراجع عن العديد من سياسات سلفه أو تغيير جوهرها، لكن "الترامبية" ماتزال قوية.

"كان هناك تجاهل أو عدم وعي واسع من قبل النخب على جانبي الأطلسي للغضب الموجود لدى جزء كبير من المواطنين، كما كانت هناك أزمة جوهرية في التمثيل الدبلوماسي، ما أدى إلى فقدان الزخم في العلاقة بين ضفتي الأطلسي"، حسبما يرى دافيد دايسنر، المدير التنفيذي لجمعية "أتلانتيك بروكه" (جسر الأطلسي) وهي جمعية غير ربحية تهدف إلى تعزيز التفاهم الألماني والأوروبي مع الولايات المتحدة على كافة المستويات.

ولهذا فإن بايدن بذل جهداً في الاعتراف بتلك الهواجس. خلال قمة المناخ في البيت الأبيض الأسبوع الماضي، ورغم مشاركة نحو 40 شخصاً من قادة العالم، إلا أن جمهوره الحقيقي كان محلياً، فقد  أشار إلى الوظائف الأمريكية أو الازدهار الاقتصادي على الأقل ست مرات في خطابه الذي استمر سبع دقائق.

خلال فترة حكم ترامب شهدت العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وألمانيا برودا، وكثيرا ما تجاهل ترامب ميركل ووجه لها انتقادات صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler

رسالة إلى ألمانيا: ”افعلي شيئاً"

 يذكر كبير الدبلوماسيين الأمريكيين روبن كوينفيل لـDW، أنه "منذ اليوم الأول، كانت إحدى المبادئ الأساسية لإدارة بايدن-هاريس، هي إعادة الانخراط والتشاور مع الأصدقاء والشركاء مثل ألمانيا"، مضيفاً أن التعاون بين البلدين هو أساس الأمن الجماعي والازدهار المشترك.

والآن، عقب تجميد بايدن قرار ترامب بسحب آلاف القوات الأمريكية من ألمانيا، بعد تواجدهم هناك لعقود، تنتظر الولايات المتحدة في المقابل كل شئ من ألمانيا، باعتبارها صاحبة أكبر اقتصاد في أوروبا، بداية من تقوية إنفاقها  العسكري وسياستها الدفاعية، ومرورا بالحد من نفوذ الصين في الأسواق الأوروبية والبنى التحتية التقنية، ووصولا إلى مواجهة التهديد الروسي في دول شرق أوروبا.

لكن فجوة الثقة التي بدأها ترامب، جعلت دولاً مثل ألمانيا مترددة في الاستجابة لعرض بايدن، حسبما يشرح الزميل البارز في صندوق مارشال الألماني، جاكسون جينيس لـDW. ويضيف جينيس قائلاً: "إن لم تقم (ألمانيا)  بتقديم يد المساعدة، فسيؤدي ذلك إلى إضعاف الرئيس الذي ترغب في أن يبقى في البيت الأبيض خلال السنوات الأربع المقبلة"، ولهذا فإن رسالته إلى ألمانيا، أن "تفعل شيئاً بهذا الخصوص"، إن كانت ترغب في عدم انتخاب رئيس يشابه ترامب في عام 2024.

وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، قد أعربت عن سعادتها في عودة الاهتمام الأمريكي بالشؤون العالمية، وذلك خلال قمة المناخ التي عقدت الأسبوع الماضي. ويتطلع الجانبان إلى العمل معاً لتأمين سلاسل التوريد وتطوير تقنيات الجيل التالي كخطوة مستبقة ضد الهيمنة الصينية.

ويقول منسق الحكومة الألمانية للتعاون عبر الأطلسي بيتر باير لـDW: "عندما نتحدث عن التجارة أو الدفاع، وهما أمران يحتاجهما بايدن والشعب الأمريكي من أوروبا، يجب علينا هنا على الجانب الآخر من الأطلسي أن نكون أكثر اتحاداً في هذه النقطة، ليصبح الاتحاد الأوروبي شريكا قويا لبايدن وهاريس"، مضيفاً أنه لم تصل العلاقة إلى هذا الحد حتى الآن، "والوحدة في أوروبا تستغرق وقتاً طويلا، ولكننا بحاجة إلى تحديد الطريق السليم واتخاذ القرارات وتنفيذها، وإلا فإن هذه الفرصة السانحة سوف تضيع بأسرع مما يمكن تخيله".

باير هو عضو بالكتلة البرلمانية لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في البوندستاغ، ويعتبر أحد صناع السياسة الألمانية ممن عارضوا خط أنابيب نورد ستريم 2، المشروع الذي تمسكت به حكومة ميركل ويتوقع أن يضاعف مبيعات الغاز الروسي إلى ألمانيا، ما قد يشعل الخلاف بين واشنطن وبرلين، إلا أن الجانبين يقولان إنهما لا يرغبان بأن يلقي هذا بظلاله على العلاقة القوية بين الطرفين.

تحول في الأجيال

وبعد مرور 100 يوم على دخول بايدن البيت الأبيض ما تزال ألمانيا في انتظار مرشحه لمنصب سفير الولايات المتحدة في برلين. "إنه أمر ليس غريبا"، حسب ما ذكر الدبلوماسي الأمريكي السابق جي دي بيندنغال لـDW، حيث أن الأشهر الأولى من العمل في المكتب الرئاسي تتضمن "تقييم" العلاقات مع الدول الأخرى، قبل أن يلتزم بسياسة معينة.

لقد عمل ذلك الدبلوماسي لسنوات طويلة في شطري برلين، عندما كانت ألمانيا مقسمة، وكان في برلين الشرقية عندما سقط الجدار عام 1989، وهو الآن يدرس في جامعة بون.

ويقول الدبلوماسي السابق إن نوع الشخص الذي سيختاره بايدن سيخبر عن العلاقة التي يريد تطويرها عبر المحيط الأطلسي. ويضيف أنه غالباً ما تذهب المناصب الدبلوماسية الكبيرة لأماكن مثل برلين إلى المانحين الأثرياء أو الحلفاء السياسيين ، لكن تقارير لوسائل الإعلام الأمريكية تشير إلى أن هناك ضغطاً متزايداً على بايدن لاختيار من لديه خبرة أكثر.

هناك أيضا سؤال متعلق بالأجيال، إذ يلاحظ الخبراء أنه بينما يتحدث صناع السياسة عن مستقبل العلاقة، لا يزال العديد منهم عالقين في الماضي، إذ غالباً ما يتم الآن تأطير قضايا اليوم في سياق سياسي مضى عليه عقود من الزمن، على سبيل المثال، عندما دافع الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينر عن نورد ستريم 2 بسبب تضحيات روسيا في الحرب العالمية الثانية.

ويقول بيندنغال إن العديد من الأشخاص الذين يشكلون السياسة عبر الأطلسي "تجاوزوا تاريخ الصلاحية". معتبراً نفسه أحد هؤلاء. مضيفاً أن "المواقف تغيرت الآن، والنقاط المرجعية ضاعت، وعلى الرغم من كون بايدن ، من حيث السن، أكبر من تولى الرئاسة في تاريخ الولايات المتحدة، إلا أنه يدرك ذلك".

السياسة دائما محلية

يمكن أن تشير الانتخابات العامة في ألمانيا في سبتمبر/ أيلول القادم إلى مقدار ما تم نقله إلى الجيل الجديد. إنها المرة الأولى في تاريخ ألمانيا في الفترة ما بعد الحرب، التي يكون لن يدافع فيها صاحب مقعد المستشار عن مقعده، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الصدارة يمكن أن تذهب لمحافظي ميركل، الذين يمثلون الاستمرارية، لكن الخضر لديهم فرصة للتغلب من خلال وعودهم بإجراء تغيير جريء على البلاد.

ومن المرجح أن تعيد نتيجة الانتخابات تحديد العلاقات الأمريكية الألمانية في العديد من القضايا الرئيسية. وعلى كلا الجانبين، كما يقول جاكسون جينيس، عليهم أن يسألوا أنفسهم "كيف وأين ومتى ولماذا نحتاج إلى بعضنا البعض.“

وليام نواه غولكروف/ م.ش/ص.ش

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW