حفر هذا اليوم حفراً في ذاكرة غاري سمايلي Gary Smiley. أحداث الحادي عشر من سبتمبر لا تسمح له بالراحة وكأن شيطاناً قد مسّه. كان المسعف غاري يعمل ساعات عمل إضافية حين اصطدمت الطائرة الأولى بالبرج الشمالي مما أدى إلى انهياره بعد ساعات من ذلك. مع زملائه ورجال الإطفاء ورجال الشرطة، أنقذوا حياة الكثيرين. "وحين أصيب البرج الثاني احتميت بامرأة، ونجونا"، يقول غاري.
بعد ذلك نجا من الموت مرة ثانية: "حين انهار البرج الشمالي، كنت على بعد حوالي 75 مترا، ونجوت فقط لأنني اختبأت تحت شاحنة". وبعد ساعات أنقذه زملاؤه. في ذلك اليوم فقد غاري عددا من زملائه وأصدقائه وشاهد كيف كانت طواقم الإنقاذ تسير فوق أشلاء الضحايا والجرحى لإنقاذ ضحايا آخرين.
يهتز العالم في كل مرة على وقع هجمات إرهابية يذهب ضحيتها الكثير من المدنيين. والكثير من هذه التفجيرات تبنتها تنظيمات إسلامية متطرفة. هذه الجولة المصورة تستعرض أكثرها دموية.
صورة من: AFP/Getty Imagesتعيش فرنسا في حالة صدمة بعد الهجوم الدامي على مقر صحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة، الذي أوقع أكثر من عشرة قتلى. في هذه الجولة المصورة نتعرف على أكثر الهجمات الدموية التي هزت العالم.
صورة من: Reuters/C. Hartmannفي السابع من آب/ أغسطس 1998 هزت تفجيرات متزامنة سفارات الولايات المتحدة في دار السلام بتنزانيا ونيروبي الكينية. وراح ضحية التفجيرات التي تبناها تنظيم القاعدة، أكثر من 200 شخص وتسببت في جرح 4000 آخرين.
صورة من: picture-alliance/dpaفي 11 أيلول/ سبتمبر 2001 اختطفت مجموعة من إرهابيي تنظيم القاعدة، وأغلبهم من السعوديين، طائرات نقل مدنية ووجهوها لتصطدم ببرجي مركز التجارة العالمي ومقر وزارة الدفاع. خلفت الهجمات، التي أحدث دمارا كبيرا، نحو 3 آلاف قتيل ومئات الجرحى.
صورة من: Doug Kanter/AFP/Getty Imagesفي 11 نيسان/ أبريل 2002 تم تفجير كنيس غريبة اليهودي في جزيرة جربة التونسية من قبل منتمين إلى تنظيم القاعدة. وأسفر الانفجار عن مقتل 21 شخصاً.
صورة من: picture-alliance/dpaفي 12 تشرين الأول/ أكتوبر 2002، هزت تفجيرات إرهابية جزيرة بالي الأندونيسية. وأسفرت هذه الهجمات، التي تبناها تنظيم القاعدة أيضاً، أسفرت عن مقتل 202 أشخاص من جنسيات مختلفة وجرح 240 آخرين.
صورة من: AFP/Getty Imagesفي 16 آيار/ مايو 2003 استهدف 14 انتحارياً لم تتجاوز أعمارهم الـ25 عاماً، فندقاً ومطاعم أجنبية في مدينة الدار البيضاء المغربية. وراح ضحية الهجمات 33 شخصاً.
صورة من: picture-alliance/dpaوفي 11 آذار/ مارس 2004 وصلت نيران التفجيرات الإرهابية إلى أوروبا، فقد هزت سلسلة من التفجيرات محطة قطارات أتوشا رينفي، نفذتها خلية تستوحي منهجها من تنظيم القاعدة حسب القضاء الإسباني. وتسببت في مقتل 191 شخصاً وجرح نحو 1800 آخرين.
صورة من: picture-alliance/dpaفي 7 تموز/ يوليو 2005 استهدفت عمليات انتحارية متزامنة وسائل النقل العام في العاصمة لندن، ونسبت إلى 4 انتحاريين من المتشددين الإسلاميين كانوا ضمن القتلى، وأسفرت عن مصرع 50 شخصاً وإصابة 700 آخرين.
صورة من: APفي 22 شباط/ فبراير 2006 فُجر ضريح الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء العراقية، ما أدى إلى إشعال وتيرة حرب أهلية طاحنة بين الشيعة و السنة، وأدى إلى هجمات متبادلة راح ضحيتها آلاف الأشخاص.
صورة من: APفي 27 كانون الأول/ ديسمبر 2007 اغتيلت رئيسة وزراء باكستان السابقة بينظير بوتو بعد إصابتها برصاص في الرأس والرقبة. ثم تبع ذلك تفجير انتحاري أدى إلى مقتل عدد من مناصري حزبها. وكانت بوتو قد تلقت تهديدات من تنظيم القاعدة.
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Khawerفي ليل الأربعاء 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2008 شن مسلحون هجمات منسقة في مومباي الهندية بشكل متزامن، واستهدفوا عدداً من الفنادق والمطاعم الشهيرة والمستشفيات ومحطات القطارات، ما تسبب في مقتل 195 شخصاً وجرح المئات.
صورة من: picture-alliance/dpaفي 24 كانون الثاني/ يناير 2011 هزت تفجيرات مطار دوموديدوفو، حيث فجر أحد الانتحاريين قنبلة قتلت حوالي 35 شخصاً وأصابت قرابة 180 آخرين. وأشارت التحقيقات إلى أن منفذي العملية كانوا على صلة بالجماعات الإسلامية المتشددة في شمال القوقاز.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS / Artyom Korotayevفي 5 كانون الثاني/ ديسمبر 2013 فجر مسلحون سعوديون مستشفى العرضي الواقع في مجمع وزارة الدفاع بالعاصمة اليمنية صنعاء، ما أسفر عن مقتل 56 شخصاً وإصابة 176 آخرين. وتبنى تنظيم القاعدة في اليمن الهجوم. الكاتبة: مروى محجوب.
صورة من: AFP/Getty Images المعاناة بعد الكارثة
هذه الصور لا تغادر خياله وهو الذي ولد ونشأ في نيويورك. بعد بضعة شهور من الكارثة عاد ليمارس مهنته. "كنت مضطرا إلى العودة للعمل كي أعيش"، يقول غاري، الذي بدأ العمل كمسعف وهو في سن التاسعة عشرة وأحيل على التقاعد المبكر وعمره 48 عاما. يقضي معظم وقته عند الأطباء، إذ يعاني من خلل في التوازن وصداع دائم ومشاكل في الكلى إضافة إلى مرض السكري، ويقول: "إنه كابوس جسدي ونفسي".
غاري واحد من آلاف المسعفين الذين يتم فحصهم من إخصائيين بشكل دوري. حتى الآن تتحمل الدولة تكاليف الفحوصات الطبية والعلاج بناء على قرار من الكونغرس بتخصيص 2,78 مليار دولار لهذا الغرض.
المساعدون يشعرون بالخذلان
برنامج المساعدات هذا سيتم وقفه مع نهاية عام 2015، وهذا القرار بمثابة كارثة لغاري سمايلي. "لن يوافق تأميني الصحي على دفع هذه الفواتير"، يقول غاري، وهذا ينطبق على المساعدين الآخرين أيضا وخاصة المصابين بالسرطان وفواتيرهم خيالية. "بدون مساعدات من الدولة سيموت ثلاثة أرباع من ساعدوا يوم 11 سبتمبر قبل الأوان"، يؤكد غاري.، مضيفا أن هؤلاء أناس كانوا مستعدين لفعل كل شيء لإنقاذ حياة الآخرين. "أنا لا أفهم النقاش أصلا حول استمرار تقديم الدعم للناجين".
وما يهوّن من مصاب غاري، الأب لطفلين، أنه ليس الوحيد في هذا المصاب، فزملاؤه يعتمدون مثله على مساعدات الرعاية الطبية. وقد وحدوا كلمتهم ويعقدون مؤتمرات صحفية ويكتبون الرسائل لأعضاء الكونغرس والبرلمان. ويبدو أنهم وجدوا آذانا صاغية لدى نواب من نيويورك ونيو جيرسي يطالبون الآن بالاستمرار في هذا البرنامج. وبهذا الخصوص قالت عضو البرلمان عن الحزب الديمقراطي كارولين مالوني "لا يكفي أن نشيد ببطولة طواقم فرق الإسعاف".