يبدو أن تجارة السلاح الألماني تستعيد مكانتها بعد ثلاثة أعوام من الفتور والتراجع، حيث شهدت صادرات البلاد من السلاح في النصف الأول من العام الجاري، 2019، زيادة قوية فاقت تقريبا مجمل صادرات عام 2018 برمته.
إعلان
يبدو أن صادرات السلاح الألماني تمر بمنعطف جديد، فبعد ثلاثة أعوام من الفتور والتراجع، عادت مبيعات السلاح إلى سابق عهدها ولو تدريجيا، حيث بلغ حجم الصادرات من السلاح في النصف الأول من العام 2019 نحو 5.3 مليار يورو. وهي قيمة العقود التي وافقت عليها الحكومة الاتحادية. ويعادل حجم الصادرات في الشهر الستة الأولى من العام الجاري مجمل مبيعات السلاح للعام 2018 برمته، حيث بلغ حجم الصادرات في العام الماضي نحو 4.8 مليار يورو.
ومن اللافت أن الزبون الأكبر للسلاح الألماني ليس من الدول الصديقة جدا لألمانيا أو المدافعة عن الاتحاد الأوروبي، بل دول أخرى. فهنغاريا المعروفة برئيس وزرائها الشعبوي فيكتور أوربان، الذي يستغل كل مناسبة لمهاجمة سياسة المستشارة ميركل بشأن اللاجئين ويهاجم بمناسبة وبدون مناسبة سياسة الاتحاد الأوروبي، اشترت سلاحا ألمانيا بقيمة 1.76 مليار يورو، لتصبح الزبون الأكبر المهتم بالسلاح الألماني.
أما الدولة العربية الكبرى مصر فاشترت سلاحا ألمانيا بقيمة 801.8 مليون يورو خلال الفترة لمذكورة من العام الجاري، تليها كوريا الجنوبية بعقد سلاح بقيمة 277.7 مليون يورو. جاء ذلك في رد حكومي من وزارة الاقتصاد على استفسار للنائب من كتلة حزب الخضر، أوميد نوريبور والذي تسلمت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه.
ومن اللافت أيضا أن دولة أخرى على قائمة زبائن السلاح الألماني تشارك في حرب اليمن: فدولة الإمارات احتلت المركز السادس في قائمة المشترين بعقد شراء سلاح بقيمة 206.1 مليون يورو.
يشار إلى أن الائتلاف الحاكم الذي يتألف من المحافظين والاشتراكيين، قد اتفق في خضم إبرام اتفاقية تقاسم السلطة في أذار/ مارس 2018 علىتقليص كبير لصادرات السلاح لدول تشارك بشكل مباشر في حرب اليمن. وشهد مطلع العام الجاري خلافات حادة بهذا الشأن بين أطراف الائتلاف الحاكم، خصوصا بعد أن أظهر تقرير أممي فرضية تورط ولي العهد السعودي في مقتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول.
انتقادات لتصدير الأسلحة الألمانية للسعودية
02:00
من جانب آخر، تراجع حجم صادرات السلاح الألماني إلى دول ثالثة خارج إطار الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي إلى نسبة 40% مقارنة مع سنوات خلت.
يذكر أن مصادر حكومية قد ذكرت قبل فترة وجيزة أن ألمانيا ستحظر تصدير الأسلحة الصغيرة لمعظم الدول غير المنتمية لحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي مؤكدة بذلك تقريرا نشرته في وقت سابق مجموعة صحف فونكه.
وسيتم استثناء عدد صغير من الحلفاء التقليديين كأستراليا ونيوزيلندا واليابان وسويسرا من هذا الحظر الذي يمثل أحدث محاولة من الحكومة لتنفيذ القوانين المشددة المتعلقة بتصدير السلاح والتي كانت قد وعدت بتطبيقها خلال اتفاقيات تشكيل الحكومة الائتلافية العام الماضي.
جدير بالذكر أن فرض قيود في وقت سابق على تصدير أنظمة أسلحة لدول مشاركة في الحرب اليمنية أدى إلى احتجاجات من بريطانيا وفرنسا لأن وجود مكونات ألمانية في كثير من المشروعات المشتركة يخاطر بإلحاق الضرر بصفقات تصدير مربحة مع السعودية ودولة الإمارات.
ح.ع.ح/أ.ح(د.ب.ا، رويترز)
أبرز صفقات السلاح التي أبرمها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان
شهدت فترة محمد بن سلمان منذ توليه منصب وزير الدفاع في السعودية عام 2015 ارتفاعاً ملحوظاً في صادرات الأسلحة إلى المملكة، حيث تتصدر السعودية قائمة مستوردي السلاح في المنطقة، حسبما أعلن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
صورة من: imago/Pacific Press Agency/A. Lohr-Jones
السلاح الأمريكي في الصدارة
بلغ حجم صادرات السلاح الأمريكي إلى المملكة العربية السعودية خلال فترة 2015 - 2017 أكثر من 43 مليار دولار. وشملت معدات وأسلحة عسكرية ومروحيات وسفن حربية ودبابات آبراهامز إضافة إلى طائرات حربية. ووقعت السعودية كذلك صفقة مع الولايات المتحدة لتوريد كميات مختلفة من المنظومات الصاروخية الدفاعية ومعدات لها.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/E. Vucci
3 مليار دولار في بداية عام 2018!
واصلت المملكة مضاعفة حجم ترسانتها من السلاح والذخيرة العسكرية خلال هذا العام، وذلك حسب موقع وكالة التعاون الأمني الدفاعي التابع للبنتاغون، إذ بلغ حجم صفقات السلاح من الولايات المتحدة خلال الأشهر الأولى من 2018 قرابة 3 مليارات دولار. وشملت الصفقة توريد مدافع ذاتية الحركة وطائرات عسكرية ومنظومات مضادة للدبابات، إضافة إلى دبابات وذخائر ومعدات عسكرية.
صورة من: Reuters/I. Kalnins
أكبر مشتري للسلاح البريطاني
العربية السعودية أكبر مشتري للسلاح البريطاني، بحسب ما ذكر في موقع "منظمة ضد تجارة الأسلحة" المتواجد في المملكة المتحدة. وفاق حجم الصفات العسكرية خلال فترة 2015 - 2017 الـ13 مليار جنيه أسترليني. وشملت معظم الصفقات أسلحة وذخائر ومعدات عسكرية. ولم يتمكن الأمير محمد خلال زيارته الأخيرة إلى بريطانيا قبل شهر من إنجاز توقيع صفقة سلاح لشراء 48 مقاتلة تايفون، لكن شهدت المفاوضات تقدما ملحوظا في مسار الصفقة.
صورة من: Reuters/Saudi Royal Court/B. Algaloud
الزيارة التاريخية إلى روسيا
شهدت الزيارة التاريخية التي أجراءها ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز في آواخر العام الماضي إلى موسكو توقيع صفقات سلاح شملت تزويد المملكة على منظومة الصواريخ الروسية الشهيرة إس 400 "تريومف"، إضافة إلى فتح مصنع لإنتاج بنادق كلاشنيكوف في المملكة. وبلغ تكلفة الصفقات قرابة 3 مليارات دولار.
صورة من: picture-alliance/dpa/V. Sharifulin
مد وجزر
يمكن وصف صفقات السلاح بين المملكة الخليجية وألمانيا بالمد والجزر! إذ رفضت ألمانيا توريد 800 دبابة بقيمة 18 مليار يورو للسعودية، وذلك بسبب "انتهاك الرياض لحقوق الإنسان". إلا أن برلين وافقت في عام 2016 على تسليم 48 زورقاً من زوارق الدوريات لخفر السواحل التابع للمملكة. وعلى خلفية حرب اليمن، قررت الحكومة الألمانية وقف تصدير الأسلحة للدول المشاركة في هذه حرب.
صورة من: Ralph Orlowski/Getty Images
السعودية والسلاح الفرنسي
زار محمد بن سلمان بعد توليه منصب وزارة الدفاع "عاصمة الأنوار" والتقى بالرئيس الفرنسي حينها فرانسوا أولاند. وشهدت الزيارة التوقيع على عدة صفقات عسكرية شملت مدرعات وصواريخ مضادة للدروع وزوارق خفر السواحل وطائرات ومروحيات بقيمة مليارات اليوروهات. وأبدت السعودية كذلك اهتماما كبيرا بدبابات لوكليرك الفرنسية، التي تميزت أثناء مشاركتها في صفوف الجيش الإماراتي في حرب اليمن ضمن التحالف العربي.
صورة من: picture-äalliance/AA/Saudi Royal Council/B. Algaloud