في عام 1969 تم ربط أول كمبيوترين في العالم عبر خطوط الهاتف. ولكن أول موقع إلكتروني رقمي "هومبيج" جاء بعد ذلك بسنوات: قبل 25 عاماً من عامنا الحالي 2015. فمن قام بذلك؟ وأين؟ وما الذي دفعه لإنشاء أول صفحة للإنترانت؟
إعلان
بالقرب من مدينة جينيف السويسرية يوجد مركز للأبحاث النووية. هناك يقوم الباحثون باستخدام معجلات للجسيمات الذرية. وهي عبارة عن أنابيب مستديرة وجميعها بطول 27 كيلومتراً وموجودة على عمق 100 متر تحت الأرض. وباستخدام هذا الجهاز الكبير يقوم الباحثون بتسريع الجسيمات الذرية الدقيقة للغاية بسرعة فائقة هائلة لتصطدم هذه الجسيمات فيما بينها لاستخلاص جسيمات جديدة بالإمكان استخدامها في مجالات عديدة، ومنها لأغراض طبية وأيضل بغية الكشف عن أسرار العالم.
أول موقع إلكتروني على الإنترنت
وإلى هذا المركز يأتي الكثير من الباحثين من جميع الجنسيات للقيام بأبحاثهم على هذا الجهاز ثم بعد ذلك يذهبون إلى بلدانهم ويقومون بتقييم المعلومات التي جمعوها. الفيزيائي والمبرمج البريطاني "تيم بيرنرس لي" كُلِّف في ستينيات القرن الماضي بترتيب الفوضى الموجودة في أجهزة الحواسيب التابعة للمركز، سواء كانت الشبكات التي تربطها أو برامج تشغيلها أو بياناتها. وفي كتابه "ويب ريبورت" وهو "تقرير عن شبكة الإنترنت" يقول إن الباحثين بعد أن كانوا في ذلك الوقت يذهبون إلى بلادهم كانت تنشأ لديهم حاجة كبيرة للتواصل فيما بينهم، "كما أن لبلد كل منهم توقيتاً زمنياً مختلفاً عن التوقيت الزمني في البلد الآخر، علاوة على أنهم يتحدثون بلغات مختلفة".
الهاتف المحمول يحتفل بعيد ميلاده الأربعين
في وقتنا الحالي بات من غير الممكن أن نصادف شخصاً لا يمتلك على الأقل هاتفاً محمولاً، إن لم يكن أكثر. هذا الجهاز المذهل يحتفل اليوم بالذكر الأربعين على اختراعه.
صورة من: Telekom
الهاتف المحمول الأول..ثقيل الوزن وغالي الثمن
قام مارتين كوبر، نائب رئيس شركة موتورولا، بعرض أول هاتف متنقل تجاري سنة 1973. لكن هذا الهاتف، المعروف باسم DynaTAC التغطية التامة الديناميكية المتكيفة، طُرح للبيع في الأسواق فعلاً بعد عشر سنوات من عرضه. وبوزن ثوري يقل عن كيلوغرام واحد، لم يكن هذا الهاتف مطلوباً وحسب، بل غالي الثمن أيضاً، إذ بلغ سعر الجهاز الواحد حوالي أربعة آلاف دولار.
صورة من: picture-alliance/dpa
تلفون النخبـة
قبل 70 عاماً، كان على من يريد التحدث بهاتف متنقل حمل جهاز يتعدى وزنه اثني عشر كيلوغراماً وذي تغطية متواضعة. أما الاتصال في حد ذاته، فكانت تقوم به "الآنسة في البدالة"، وينقطع بمجرد مغادرة منطقة تغطية الإشارة اللاسلكية. وبسبب التكاليف المرتفعة لهذه الطريقة، بقي الاتصال المتنقل حكراً على الساسة ومدراء الشركات.
صورة من: Museum für Kommunikation Frankfurt
نسخة للجيب
تم طرح أول هاتف محمول بحجم الجيب في الأسواق سنة 1989، وهو هاتف MicroTAC من إنتاج شركة موتورولا، وكان أول جهاز هاتف بغطاء يمكن فتحه وإغلاقه. وبهذا الهاتف بدأت الشركات تتوجه لإنتاج هواتف محمولة أصغر وأدق.
صورة من: picture-alliance/dpa
"العظمة"
في صيف 1992 بدأ عصر الاتصالات المتنقلة الرقمية، إذ أصبح بالإمكان إجراء مكالمات هاتفية دولية بالهواتف المحمولة، في نفس الوقت الذي استمرت فيه عملية تطوير هذه الهواتف. ويعتبر جهاز Motorola International 3200، المعروف في ألمانيا تحبباً باسم "العظمة"، بالنسبة لذلك الوقت صغيراً جداً. كما يعتبر هذا الهاتف أول هاتف محمول بقدرة نقل بيانات تصل إلى 220 كيلوبت في الثانية.
صورة من: Telekom
الرسائل القصيرة: نجاح منقطع النظير
تم إدخال خدمة الرسائل القصيرة (SMS) سنة 1994. وفي البداية، كانت هذه الخدمة مخصصة لإرسال رسائل حول قوة الإشارة اللاسلكية أو أي خلل في الشبكة للزبائن. لكن هذه الرسائل، التي لا تتعدى الواحدة منها 160 رمزاً، تحولت إلى أكثر الخدمات استعمالاً بعد الاتصال الهاتفي نفسه. وقام الكثير من الشباب بتطوير اختصارات خاصة بهذه الرسائل للتوفير.
صورة من: DW/Brunsmann
هواتف محمولة بالجملة
مع بداية سنة 1997، بدأ الطلب على الهواتف المحمولة يزداد بسرعة، لاسيما الهواتف ذات الغطاء الذي يمكن فتحه وإغلاقه وتلك ذات الغطاء الذي يمكن سحبه. وساهمت الأسعار الرخيصة نسبياً لهذه الأجهزة، بالإضافة إلى إدخال خدمة البطاقات مسبقة الدفع، في تحويل الهواتف المحمولة إلى منتج شعبي.
صورة من: picture-alliance/dpa
أول هاتف ذكي
كان هاتف Nokia 7110 الذي أنتج سنة 1999 أول هاتف محمول ببروتوكول التطبيقات اللاسلكية (WAP)، والذي يحتوي تطبيقات لاستخدام الإنترنت عبر الهاتف المحمول. ورغم أن هذا التطبيق لا يعدو كونه تقليصاً للإنترنت في شكل نصي، إلا أنها كانت خطوة ثورية للهواتف المحمولة. وتبع هذا الهاتف هواتف مشابهة جمعت بين الهاتف والفاكس وجهاز النداء الآلي.
صورة من: imago
كمبيوتر مصغر
مضت خطوات تطوير الهواتف المحمولة بسرعة كبيرة، وبات من الطبيعي أن يضم الهاتف المحمول شاشة ملونة ويحوي مشغلاً لملفات الموسيقى (MP3) وراديو ومسجلاً لمقاطع الفيديو. وبفضل تقنيتي WAP وGPRS، أصبح بإمكان المستخدمين تصفح الإنترنت بشكل مضغوط على أجهزتهم. .
صورة من: Telekom
الهاتف "الموضة"
أحد أكثر الهواتف المحبوبة كان موديل RAZR من إنتاج موتورولا، والذي يحوي كاميرا وتم طرحه في السوق سنة 2004. في البداية، كان يُسوّق الجهاز على أنه هاتف "موضة"، وبيع منه 50 مليون هاتف حتى منتصف سنة 2006. لكن التقنية التي يحتويها هذا الهاتف لم تكن ثورية، إلا أن منظره كان مثيراً للإعجاب. ومن خلال هاتف RAZR، حصلت الهواتف المحمولة على وجه جديد.
صورة من: Getty Images
حقبة جديدة
سنة 2007 أحدث هاتف "آيفون" الذي أنتجته شركة آبل، بشاشته التي تعمل باللمس، ثورة جديدة في سوق الهواتف المحمولة. فبالرغم من أنه لم يكن أول هاتف ذكي، إلا أنه كان أول هاتف يحوي واجهة عرض سهلة الاستخدام. ولاحقاً تم تكييف هذا الهاتف مع تقنية الجيل الثالث من موجات الاتصال اللاسلكي، التي كانت متاحة منذ سنة 2001.
صورة من: imago
والقادم أكثر إثارة!
تقنية الجيل الرابع للاتصال اللاسلكي، والمسماة LTE، ستجعل الهواتف المحمولة والذكية أكثر فعالية، وستمكّن المستخدم من التحكم في البيت والسيارة والمكتب وربطهما عبر الهاتف الذكي. وحتى تطوير الهواتف الذكية لم ينته بعد، فما تزال هناك تقنية الدفع باستخدام الهاتف المحمول، إضافة إلى التحكم به عن طريق حركة العين، وهي تقنيات ما تزال محل بحث وتطوير.
صورة من: picture-alliance/dpa
11 صورة1 | 11
وقد قام "تيم بيرنرس لي" بربطهم جميعاً في شبكة واحدة. ويقول اليوم: "لقد كان كل شيء موجوداً من حيث المبدأ. وما فعلته هو أني جعلتُ الأجهزة تتزاوج فيما بينها". وكانت النتيجة هي إطلاق أول صفحة إنترنت أو أول موقع إلكتروني في العالم، وقد كان ذلك من سويسرا في مركز الأبحاث هذا. فقبل 25 عاماً في العشرين من ديسمبر/ كانون الأول عام 1990 أطلق "تيم بيرنرس لي" الموقع الإلكتروني الأول في العالم، وهو: info.cern.ch في سويسرا.
عناوين الإنترنت
وبحسب بيرنهارد رولِدَر مدير الرابطة الرقمية للإنترنت "بيت كوم" فإن 86 في المائة من الشركات -التي توظِّف أكثر من عشرة أشخاص- لها صفحاتها الخاصة على الإنترنت، أما الشركات والمحلات الصناعية والتجارية الصغيرة التي توظف أقل من 10 موظفين فإن 43 في المائة منها لها صفحاتها على الإنترنت. ويضيف: "حول العالم يوجد ثلاثة مليارات شخص يستخدمون الإنترنت. وحتى الأشخاص العاديون باتوا يمتلكون أيضاً صفحاتهم على الإنترنت"، وليس فقط الشركات والمحلات.
وبالنسبة لعناوين الإنترنت فإن أكثر لاحقة شهيرة هي "كوم" .com ويبلغ عدد صفحاتها 120 مليوناً، تليها في المرتبة الثانية اللاحقة الألمانية "دي إي" .de بواقع 16 مليون موقع إلكتروني. وقد سُمح في نهاية عام 2013 بالمزيد من لواحق المواقع الإلكترونية في الإنترنت ومنها الجذابة ومنها العادية، وقد بات عددها يزيد عن ألف لاحقة. ومن اللواحق العادية: "بيتزا" .pizza و"نينجا" .ninja و"كيوي" .kiwi. وفي ألمانيا هناك من يفضلون لواحق محلية أيضاً، إذ يوجد 69 ألف عنوان إلكتروني لديها اللاحقة "برلين" .berlin، و25 ألف موقع إلكتروني لديها اللاحقة "كولونيا" .koeln وأكثر من 31 ألف مع اللاحقة "بافاريا" .bayern و23 ألف مع اللاحقة "هامبورغ" .hamburg.
شبكة الإنترنت.. تجسيد للحياة التي نعيشها
فما بدأه "تيم بيرنرس لي" في الستينيات بتلك الصفحة البسيطة أصبح اليوم صناعة عملاقة، مثلاً في ألمانيا يستخدم عامة الناس الإنترنت منذ 14 سنة، و80 في المائة من الناس يستخدمون الإنترنت. وفي عام 1994 أسس "تيم بيرنرس لي" اتحاد الشبكة العنكبوتية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في كامبريدج. وقد سئِل في الوقت الحالي عما إذا كان مصاباً بخيبة الأمل نظراً للمدى التجاري الذي وصلت إليه شبكة الإنترنت حالياً، وهو لا يرى الأمر كذلك، بل يقول: "شبكة الإنترنت ينبغي أن تكون فضاءً كونياً عالمياً. فلا يمكن استبعاد أو استثناء أي مجال من المجالات. الكثير يسألونني إن كُنتُ مصاباً بخيبة الأمل نظراً لأن هناك الكثير من الهراء والكلام غير المفيد في شبكة الإنترنت، لكني أقول: لا أحد ملزم بقراءة كل ما في الإنترنت. فشبكة الإنترنت إجمالاً هي تجسيد وانعكاس للحياة التي نعيشها".