1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

25 يناير ـ شباب مصر والثورة التي لم تكتمل

٢٥ يناير ٢٠١٢

بعد عام على اندلاع الثورة المصرية، يقف شباب الثورة في مواقع مختلفة بل وأحيانا متباينة. لكنهم يؤكدون أن الثورة لم تنته بعد ومازال هناك الكثير من الجهد والعمل المطلوب لانجاز ما قامت لأجله الثورة.

شباب مصر يحتجون على المجلس العسكريصورة من: Viktoria Kleber

بعدما تنحى مبارك عن السلطة وتولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة مسئولية إدارة شئون البلاد خرجت الكثير من الدعاوى التى تطالب شباب الثورة بإنشاء الأحزاب السياسية والانخراط في العملية السياسية. البعض رأى في تلك الدعاوى محاولة لتحييد شباب الثورة واحتوائهم. لكن البعض رأى أن تأسس الأحزاب والمشاركة في الانتخابات والعملية البرلمانية معركة من معارك الثورة يجب خوضها مثل معارك ميدان التحرير.

في البرلمان من أجل استكمال الثورة

زياد العليمى نموذج يحاول الجمع بين الدورين، حيث كان زياد عضوا في ائتلاف شباب الثورة كما شارك في الانتخابات البرلمانية الأخيرة وفاز ليصبح نائباً برلمانياً. ذهب زياد إلى مقر مجلس الشعب لاستخراج بطاقة عضويته ويقول عن تلك اللحظة: "بشكل شخصي لم أشعر بالانتماء للمكان في الزيارة الأولى، فلا أزال أعتبر نفسي "واحدا" من الثوار. من اختاروني لتمثيلهم في البرلمان اختاروني لاستكمال مطالب الثورة وليس للقيام بدور نائب البرلمان التقليدي".

ويرى زياد أن أهم الأهداف التى يجب أن يسعى لتحقيقها من خلال دوره البرلماني هي "استكمال مطالب الثورة، ومحاسبة المجلس العسكري على أدائه طوال الفترة الماضية. فالمجلس العسكري تسبب في قتل الكثير من المصريين طوال فترة إدارته للبلاد. وهذه الجرائم يجب التحقيق فيها ومحاسبة مرتكبيها. إلى جانب هذا فلابد من العمل على استكمال مطالب الثورة الاجتماعية والاقتصادية من أجل حياة كريمة لجميع المصريين". ينحاز زياد لمطالب شباب الثورة خصوصاً المبادرات التى تطالب برحيل المجلس الأعلى للقوات المسلحة فوراً ويقول: "ارتكب المجلس الأعلى الكثير من الأخطاء ولا بد أن يرحل فوراً. لذلك أتمنى أن يقوم باختيار شخص من خارجه ليتولى إدارة البلاد لمدة 60 يوم لإجراء انتخابات رئاسة الجمهورية في أسرع وقت".

بناء أحزاب ثورة حقيقية

لم ينجح شباب الثورة في الانتخابات كما نجحوا في الميادينصورة من: DW/B.Marx

ناصر عبد الحميد عضو ائتلاف شباب الثورة لم يخض انتخابات مجلس الشعب، مفضلاً طوال الفترة الماضية في الاستمرار في دوره من خلال الائتلاف ودعم المظاهرات والاعتصامات التي تحاول استكمال أهداف الثورة. لكن هذا لا يعنى أن ناصر يتخذ موقفاً معارضاً للعمل السياسي البرلماني. فحاليا يحاول ناصر تأسيس حزب سياسي جديد وذلك لأنه كما يقول: "تحتاج الثورة في هذه المرحلة إلى حزب حقيقي يعبر عن الثورة ومطالبها. والموعد المناسب في رأيي لبناء مثل هذا الحزب هو الآن".

ورفض ناصر العمل على تأسيس حزبه قبل الانتخابات البرلمانية وذلك كما يوضح: "لم يكن هناك وقت كاف قبل الانتخابات لتأسيس أحزاب قوية، الأمر الذي انعكس على نتائج الانتخابات كما هو واضح حيث لدينا بعض الأحزاب التى تأسست بشكل سريع قبل الثورة ولم تحصل حتى على مقعد واحد. أحلم بحزب يمثل الثورة وينمو بخطوات ثابتة ليخوض انتخابات المحليات، ويلعب دوره في العملية الديمقراطية خطوة بعد خطوة.. وهذه عملية طويلة تتطلب أكثر من سنة".

ويري ناصر أن الثورة لا بد أن تتحمل دورها في بناء مؤسسات الدولة، لأن أي ثورة في العالم لا تحقق مطالبها إلا حينما تصبح جزءا أساسيا من مؤسسات الدولة وأجهزتها، بغير ذلك تنتهي الثورة. لكن ناصر يرفض فكرة نقل سلطة المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى مجلس الشعب. يقول ناصر: "أتفهم موقف أصحاب هذه الدعوة، لكنى لا أراها خطوة صحيحة ديمقراطيا. فبهذا الشكل نمنح الإخوان بصفتهم الأغلبية البرلمانية السلطة التشريعية والتنفيذية وسلطات رئيس الجمهورية وهو جمع خطير بين السلطات ضد أبسط قواعد ومبادئ الديمقراطية. بل الأفضل أن يتحول يوم 25 يناير إلى فرصة للضغط بقوة من أجل التأكيد على نهاية "يونيو" كموعد نهائي لتسليم السلطة. والإعلان عن فتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة".

ثورة ثقافية

شابات وشباب مصر يواصلون احتجاجاتهم في ميدان التحريرصورة من: DW

لكن الثورة ليست فعلا سياسيا فقط كما يرى محمود سالم، وهو أحد الشباب المدونين الذي شاركوا في أحداث ثورة 25 يناير. خاض محمود انتخابات مجلس الشعب ممثلاً عن حزب المصريين الأحرار في دائرة مصر الجديدة وخسر أمام الباحث والناشط المعروف عمرو حمزاوي. لكن وبعد عام من الثورة يري محمود "أن الثورة الحقيقية لم تبدأ بعد. الثورة ليست معركة سياسية فقط بل معركة ثقافية واجتماعية. الثوار استغرقوا في صراع سياسي حدوده العاصمة وهذا كان خطأ".

استكمال الثورة كما يري محمود سالم يبدأ بالعمل على نشر ثقافة الثورة. وهو يوضح تلك النقطة بالقول: "حينما خضت الانتخابات وجدت أن الناخبين لا يهتمون بالبرنامج، بل كل ما يسألون عنه هو نوع الخدمات التي ستقدم لهم. وأنت كمرشح إذا تمسكت فقط بما تطرح من أفكار وبرنامج سيعتبرونك تحاول بيعهم الكلام لا الأفعال. هذا الأمر لم يكن مشكلة شخصية واجهتني فقط بل هي مشكلة تعانى منها معظم الأحزاب السياسية خصوصاً الليبرالية وهي نشر ثقافتها الايدولوجيا. لذلك فالثورة يجب أن تصل إلى عقول الجميع، والتحدي الحقيقي ليس في خلع الرئيس السابق بل في تغيير ثقافة المجتمع حتى لا يعيد هذا النظام خلق نفسه من جديد".

لكن بعيداً عن المجال السياسي هناك قطاعات كبيرة من الشباب الذين شاركوا في الثورة لا يستهويها العمل في المجال السياسي كحالة البراء أشرف مخرج ومنتج الأفلام التسجيلية، الذي لم يشارك قبل الثورة في أى حزب أو حركة سياسية. وأثناء اعتصام التحرير كان البراء يرى أن دوره الحقيقي إلى جانب التواجد في الميدان هو استكمال دوره الإعلامي كصانع للأفلام التسجيلية.

لكن البراء انضم مؤخراً لواحدة من الحركات الشابة التى ظهرت بعد الثورة وهى حركة "مصرنا". ويوضح البراء لدويتشه فيله أسباب هذه الخطوة قائلاً: "ليس لدى طموح سياسي. وما أحاول عمله ينبع من إحساسي بالمسئولية تجاه المجتمع الذي أعيش فيه. وحركة مصرنا ليست حركة سياسية أو ثورية بل هى حركة إصلاحية تحاول العمل والمساعدة في عملية بناء مصر لذلك فالحركة مثلاً لن تخوض انتخابات. لكن المشكلة أن عملية البناء تلك لن تتحقق إلا حينما تكتمل الثورة بانتقال السلطة إلى حكومة ورئيس جمهورية من اختيار هذا الشعب".

أحمد ناجي ـ القاهرة

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW