حملت رسالة مفتوحة تواقيع أكثر من 250 منظمة حقوقية ومدافعة عن اللاجئين إلى جانب النقابات العمالية تطالب المستشارة ميركل بالتحرك إزاء غرق الكثير من اللاجئين في البحر المتوسط والوضع الكارثي للمهاجرين في ليبيا.
إعلان
طالبت أكثر من 250 منظمة من منظمات المجتمع المدني المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بالتصرف حيال غرق الكثير من اللاجئين في البحر المتوسط ووضع المهاجرين الكارثي في ليبيا.
وجاء في خطاب مفتوح أُرسل اليوم الأربعاء (الثالث من نيسان/أبريل 2019) إلى ميركل بتوقيع هذه المنظمات: "نحن مصدومون من السياسة الأوروبية الراهنة، التي تهدف بشكل أقوى إلى الانعزال والردع،وبالتالي قبول موت الآلاف".
ومن بين المنظمات الموقعة على الخطاب، منظمة "من أجل اللجوء"، المعروفة بدعمها للاجئين، و"أطباء بلا حدود" و"العفو الدولية" و"سي ووتش" و"إس أو إس المتوسط" و"زيبروكه" و"دياكوني" و"شاريته" و"المساواة" و"خبز من أجل العالم" و"الاتحاد الألماني للنقابات".
وبحسب بيانات الأمم المتحدة، فإن عبور المهاجرين وطالبي اللجوء للبحر المتوسط صار أكثر خطورة على الحياة عام 2018 بسبب تقويض مهام البحث والإنقاذ في البحر على الأرجح. وأعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في جنيف في نهاية كانون الثاني/يناير الماضي أن 6 أشخاص يموتون يوميا في المتوسط في البحر.
وبوجه عام، وصل نحو 117 ألف شخص إلى أوروبا عبر البحر المتوسط عام 2018، وتوفى خلال هذه المحاولة 2275 شخصا. وفي هذا العام لقي 311 شخصا حتى الآن حتفهم في البحر المتوسط،بحسب بيانات منظمة الهجرة الدولية.
ووصفت المنظمات في خطابها لميركل تجريم الإغاثيين المدنيين، الذين لا يريدون مشاهدة تقصير الدول الأوروبية في تقديم المساعدات، بـ"الفضيحة". كما طالبت بتوزيع اللاجئين على الدول الأوروبية على نحو تضامني، وتمكين المدن والبلدات من استقبال المزيد من اللاجئين طواعية، وعدم إعادة لاجئين تم إنقاذهم في البحر إلى ليبيا تحت أية ظروف بسبب تدهور أوضاع حقوق الإنسان هناك، حسب ما جاء في الرسالة المفتوحة.
ح.ع.ح/أ.ح (د.ب.أ)
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
عام 2018 كان مأساويا للمهاجرين عبر المتوسط، إذا ارتفع عدد الضحايا بشكل مضطرد. لكن عام 2019 لا يدعو إلى التفاؤل، إذ باتت مهمة "صوفيا" لإنقاذ المهاجرين في المتوسط مهددة بالانتهاء والخلاف مستمر حول استقبال من يتم إنقاذهم.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
ارتفاع كبير في عدد الغرقى
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن عدد الضحايا على مسار الهجرة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي ارتفع بأكثر من الضعف في عام 2018 ، إذ بلغ معدل الوفاة واحدا من بين كل 14 مهاجرا عبروا هذا الطريق وسط البحر المتوسط. وكان المعدل واحدا من بين كل 38 عام 2017 .
صورة من: Getty Images/AFP/A. Paduano
ستة غرقى كل يوم
حسب إحصائيات الأمم المتحدة بلغ إجمالي عدد المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط إلى أوروبا عام 2018 نحو 117 ألف شخص، وتوفي في البحر المتوسط 2275 على الأقل، مقارنة بـ 172 ألف مهاجر عبروا إلى أوروبا عام 2017 ووفاة 3139 شخصا. وحسب المفوضية، فإن البحر المتوسط شهد موت ستة أشخاص يوميا في المتوسط العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Küstenwache Lybien
منع سفينة "سي ووتش 3" من الرسو
في آواخر عام 2018 أنقذت سفينة "سي ووتش 3"، التي تملكها منظمة إغاثة ألمانية وترفع علم هولندا، مهاجرين كانوا يستغيثون في البحر قبالة السواحل الليبية، لكن تم منعها من الرسو في إيطاليا أو مالطا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sea-Watch.org
البحث عن ملاذ آمن
بقيت "سي ووتش 3" مع المهاجرين على متنها تمخر عباب البحر بحثا عن ملاذ آمن، وتزامن ذلك مع استمرار الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال هؤلاء المهاجرين، حيث رفضت إيطاليا استقبالهم مطالبة هولندا وألمانيا بذلك، لأن السفينة ترفع علم الأولى، بينما تتخذ المنظمة المالكة لها من برلين مقرا لها.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Scoppa
توتر بين فرنسا وإيطاليا
في ظل الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم من الغرق في المتوسط، تصاعد التوتر بين فرنسا وإيطاليا، إذ تتهم روما باريس بأنها سبب الفوضى الحالية في ليبيا، وترى إيطاليا أن هذا الوضع غير المستقر يدفع المهاجرين إلى الهرب من ليبيا للوصول إلى الشواطئ الإيطالية عبر البحر المتوسط، وهو ما يشجع على تهريب البشر.
صورة من: picture alliance/CITYPRESS 24/f. Passolas
ألمانيا لن تستمر في مهمة "صوفيا"
مع تصاعد التوتر والخلاف الأوروبي حول ملف الهجرة واللاجئين، أعلنت ألمانيا أنها لن ترسل أي بديل للفرقاطة التي تنتهي مشاركتها في مهمة الاتحاد الأوروبي لإنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط "صوفيا" في أوائل شباط/ فبراير المقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Assanimoghaddam
مصير مجهول!
مهمة "صوفيا" لإنقاذ اللاجئين من الغرق باتت مهددة بالانتهاء، لأن الأمر متعلق بموقف دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة، إذ يجب أن توافق عليها كل الدول الأعضاء في الاتحاد. وعلاوة على ذلك تطالب إيطاليا بتغيير قواعد وشروط المهمة. في هذا السياق صرح وزير الداخلية الإيطالية ماتيو سلفيني أن سفن المهاجرين التي كان يتم إنقاذها ترسو في الموانئ الإيطالية وبالتالي "إما يجب تغيير القواعد، أو إنهاء المهمة".
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Lami
بارقة أمل
لكن رغم كل هذا الخلاف والتوتر، هناك بارقة أمل في تحسن الوضع خلال العام الجاري وتجاوز الدول الأوروبية لخلافاتها حول ملف الهجرة واللاجئين. فقد أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي أن اتفاق تقاسم مهاجرين مع ستّ دول أوروبية أخرى (فرنسا وألمانيا والبرتغال ومالطا ورومانيا ولوكسمبورغ) سيتيح إنزال وإنقاذ المهاجرين العالقين على متن سفينة"سي ووتش 3". إعداد: عارف جابو