26 دولة أوروبية تطالب بهدنة إنسانية بغزة ومقترح أمريكي جديد
١٩ فبراير ٢٠٢٤
دعت ألمانيا ودول أوروبية أخرى لهدنة إنسانية فورية في قطاع غزة تؤدي إلى وقف مستدام لإطلاق النار وإفراج غير مشروط عن الرهائن وتقديم المساعدات الإنسانية، فيما ذكرت مصادر إعلامية عن تقديم الولايات المتحدة لمشروع قرار جديد.
إعلان
دعت ألمانيا و25 دولة أخرى في الاتحاد الأوروبي إلى وقف إنساني فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، في وقت أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يستعد لشن هجوم على مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع.
وقال جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، مساء الاثنين (19 فبراير/شباط 2024)، بعد اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، إن الدعوة إلى "هدنة إنسانية فورية" يجب أن تفضي إلى "وقف مستدام لإطلاق النار"، والإفراج غير المشروط عن الرهائن، وتقديم المساعدات الإنسانية.
وقال بوريل إن 26 دولة عضواً في الاتحاد من أصل 27 طالبت بـ"هدنة إنسانية فورية" في قطاع غزة، مشيرا في مؤتمر صحافي على أنّ هذا الطلب، يعني "وقفاً للمعارك" يمهد لاحقا لوقف دائم لإطلاق النار.
وأضاف بوريل أن الدول الـ 26 "قلقة جداً" لاحتمال شن هجوم على رفح، مؤكداً أن الوضع في غزة كارثي وقد "يزداد سوءا" إذا أصرت إسرائيل على تنفيذ هذه العملية.
ولم يذكر بوريل الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي التي لم توافق على البيان، لكن دبلوماسيين يقولون إن المجر (هنغاريا) منعت صدور بيان مماثل قبل بضعة أيام.
من جانبها أكدت وزيرة الخارجية البلجيكية حجة لحبيب عبر منصة إكس أن الدول الـ 26 طالبت إسرائيل بالإحجام عن أي عمل عسكري في رفح.
في غضون ذلك هدّدت إسرائيل بمواصلة هجومها في قطاع غزة بما فيه منطقة رفح في شهر رمضان الذي يحل في آذار/مارس، إذا لم تطلق حركة حماس، المصنفة إرهابية لدى ألمانيا واالولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى، بحلول ذلك الوقت سراح الرهائن، في وقت يتواصل القصف العنيف على القطاع المحاصر.
وسئل بوريل عن رفض المجر الانضمام إلى طلب بقية الدول، فرفض الإدلاء بأي تعليق، مشدداً على أن الاتحاد الاوروبي يعتزم "أداء دور" في المنطقة ولا يمكنه القيام بذلك إلا إذا كان "موحداً".
مشروع قرار أمريكي
من جانبها، اقترحت الولايات المتحدة مشروع قرار لمجلس الأمن يؤكد على "دعم (المجلس) لوقف مؤقت لإطلاق النار في غزة في أقرب وقت ممكن" وفقاً للنص الذي اطلعت عليه وكالة رويترز اليوم الاثنين.
وتنص مسودة مشروع القرار أيضاً على أنه "في ظل الظروف الحالية، فإن أي هجوم بري كبير على رفح سيلحق المزيد من الأذى بالمدنيين وقد يؤدي لنزوحهم إلى دول مجاورة".
وجاء في المسودة أن خطوة كهذه "سيكون لها آثار خطيرة على السلام والأمن الإقليميين، وبالتالي يجب التأكيد على ضرورة عدم المضي قدماً في مثل هذا الهجوم البري الكبير في ظل الظروف الحالية".
تصويت مزمع في مجلس الأمن
ولم يتضح بعد متى أو ما إذا كان سيطرح مشروع القرار الأمريكي للتصويت. وطرحت الولايات المتحدة مقترحها بعد أن طلبت الجزائر أن يصوت المجلس، المؤلف من 15 عضوا، يوم غد الثلاثاء على مشروع قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية، رغم معارضة واشنطن.
ومن المقرر أن يتم طرح مشروع القرار الذي قدمته الجزائر ودول أخرى للتصويت الثلاثاء في الساعة 10.30 صباحاً (1630 بتوقيت غرينتش) في مقر الأمم المتحدة بنيويورك.
وفي ظل المخاوف من هجوم إسرائيلي كبير محتمل على مدينة رفح في جنوب غزة، فإن التصويت يزيد الضغط على الولايات المتحدة، الحليف الأكبر لإسرائيل.
وكانت السفيرة الأمريكية ليندا توماس - غرينفيلد أعلنت أن بلادها ستستخدم مجدداً حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، إذا ما تم إجراء التصويت.
وقالت الولايات المتحدة إنها ترغب في منع إجراء تصويت لكيلا تتعرض للخطر المفاوضات المهمة بين إسرائيل وحماس التي هاجمت إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
في المقابل يرى مراقبون أن واشنطن لا ترغب في ألا ينظر إليها على أنها طرف داعم لتكتيكات الحرب التي تتبعها إسرائيل والتي تواجه بانتقاد متزايد.
ع.ح/أ.ح/ ز.أ.ب (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
معبر رفح.. "شريان الحياة" لسكان غزة ونافذتهم الضيقة نحو العالم
يمثل معبر رفح بين مصر وقطاع غزة المنفذ الوحيد لنحو مليوني فلسطيني على العالم الخارجي. نشأ المعبر في ظروف خاصة وتعرض للإغلاق كثيراً بسبب حروب وخلافات سياسية.. فما هي قصته؟
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
معبر رفح .. شريان حياة
لا يختفي اسم "معبر رفح" من وسائل الإعلام منذ بدء الاشتباكات بين حماس والجيش الإسرائيلي، إذ يُعد المنفذ الرئيسي الذي تدخل منه المساعدات المختلفة من غذاء ودواء ووقود وغيرها إلى قطاع غزة. كان المعبر حجر أساس في اتفاق الهدنة الأخير بين الطرفين حيث تم الاتفاق على عبور المئات من شاحنات المساعدات المختلفة يومياً إلى جانب خروج حملة الجنسيات الأجنبية والمرضى والمصابين الفلسطينيين من خلاله.
صورة من: Fatima Shbair/AP/picture alliance
نقطة الاتصال بالعالم الخارجي
في أقصى جنوب قطاع غزة، وعند صحراء سيناء في الجانب المصري، يُشكل معبر "رفح" البري المنفذ الرئيسي للقطاع إلى العالم. يوجد في غزة ستة معابر أخرى منها ايريز (حاجز بيت حانون) في الشمال وكرم أبو سالم جنوب شرق القطاع لكنها تقع جميعاً تحت السيطرة الإسرائيلية بالكامل. يبقى معبر رفح هو نقطة الاتصال الوحيدة بين قطاع غزة والعالم الخارجي.
صورة من: Mustafa Hassona/Anadolu/picture alliance
كيف نشأ المعبر؟
نشأ المعبر عقب توقيع مصر وإسرائيل اتفاقية السلام عام 1979 وانسحاب إسرائيل من سيناء عام 1982. قبل عام 1967 لم تكن هناك حدود بين رفح المصرية والفلسطينية لكنهما فصلتا بعد تنفيذ الشق الخاص من ااتفاقية ترسيم الحدود. خُصص المعبر لعبور الأفراد فيما خصص معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل لعبور البضائع.
صورة من: BOB DAUGHERTY/AP/picture alliance
إدراة مشتركة وفق اتفاقية أوسلو
سمحت اتفاقية أوسلو لممثلي السلطة الفلسطينية بالتواجد في المعبر. لكن منذ الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005 وإلى اليوم تغيرت ظروف المعبر عدة مرات وفقاً للتطورات الأمنية والعسكرية في القطاع. تم إغلاق المعبر مع انتفاضة عام 2000 وبعدها ظل ما بين الإغلاق والفتح، فيما شددت مصر إجراءات العبور من وقتها وحتى اليوم.
صورة من: Terje Bendiksby/NTB/picture alliance
من يتحكم في المعبر؟
سيطرت إسرائيل على المعبر خلال احتلالها للقطاع وحتى عام 2005 الذي انسحبت فيه من غزة. تم توقيع "اتفاقية الحركة والوصول" عام 2005 والتي جمعت بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وبرعاية أمريكية، وهي الاتفاقية التي أقرت بأن يخضع المعبر للسيطرة الفلسطينية - الإسرائيلية برعاية أوروبية تراقب حق الجانب الفلسطيني في العبور والتبادل التجاري بما لا يمس الأمن الإسرائيلي.
صورة من: picture alliance / ASSOCIATED PRESS
ضرورات أمنية
عملت مصر وإسرائيل على تقييد الحركة من غزة وإليها منذ أن فرضت حركة حماس سيطرتها على القطاع في 2007 حين وصل الصراع بين حماس وحركة فتح إلى ذروته. تقول الدولتان إن ذلك ضروريا لأسباب أمنية. ورهنت مصر التعامل مع المعبر بموافقة كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية. وخلال الحرب الأخيرة فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على قطاع غزة في 9 أكتوبر/تشرين الأول.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
بين إغلاق وفتح المعبر
في عام 2010 قررت مصر فتح المعبر بشكل أكبر عقب ما عرف بواقعة "أسطول الحرية". ومع أحداث ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، أمر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر باقتصار فتح المعبر على الحالات الطارئة. لم يفتح المعبر بشكل كامل إلا مع ثورة 25 يناير لكن منذ عام 2013 عاد الوضع إلى ما كان عليه سابقاً. في عام 2017، فُتح المعبر أمام حركة الأفراد الحاصلين على تصريح أمني مع الخضوع لعمليات تفتيش صارمة.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
مخاوف مصرية
تكمن أكبر مخاوف مصر في أمرين؛ الأول هو حدوث تدفق هائل للاجئين الفلسطينيين الفارين من الحرب عبر معبر رفح. والثاني وهو الأخطر ويتمثل في احتمال دخول مسلحين إسلاميين إلى البلاد، خصوصاً وأن مصر تواجه جماعات إسلامية متشددة في سيناء وذلك على مدار أكثر من 10 سنوات. لذلك تولي مصر أهمية مشددة لتأمين معبر رفح.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
تطبيق إجراءات مشددة
لا تسمح السلطات المصرية للفلسطينيين بمغادرة غزة بسهولة، إذ يجب على الفلسطينيين الراغبين باستخدام معبر رفح التسجيل لدى السلطات الفلسطينية المحلية قبل سفرهم بنحو شهر وقد يتم رفض طلبهم إما من قبل السلطات الفلسطينية أو المصرية دون إبداء الأسباب. وفيما يشكو فلسطينيون من سوء معاملة على المعبر، تُبقي إسرائيل سيطرتها كاملة على ما يمر عبر القطاع خوفاً من وصول أي مساعدات خاصة لحركة حماس.
صورة من: Mohammed Talatene/dpa/picture alliance
الأولوية للحالات الإنسانية
أعطيت الأولوية في الاتفاق الأخير بين حماس وإسرائيل لعبور المساعدات الإنسانية والحالات المرضية وخصوصاً الأطفال الخُدج (غير مكتملي النمو) حيث أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قراراً باستقبالهم في المستشفيات المصرية.
صورة من: Egypt's State Information Center/Xinhua/picture alliance
مخاوف من كارثة إنسانية
في مؤتمر صحفي كبير عقد في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش من أمام بوابات المعبر في الجانب المصري من استمرار إغلاقه، منذراً بحدوث كارثة إنسانية إن لم تدخل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وشدد على ضرورة ضمان عبور قوافل المساعدات بعدد كبير من الشاحنات كل يوم إلى قطاع غزة لتوفير الدعم الكافي لسكانه.
صورة من: picture alliance/dpa
القصف يعرقل انتظام عمل المعبر
خلال الحرب الأخيرة، أكدت مصر عدة مرات أن المعبر مفتوح من جانبها وأنه لم يتم إغلاقه منذ بدء الأزمة الراهنة، لكن تعرض مرافقه في الجانب الفلسطيني للدمار بسبب الغارات الإسرائيلية يحول دون انتظام عمله بشكل طبيعي، وفق ما ذكرت الخارجية المصرية. إعداد: عماد حسن.
صورة من: Russia Emergencies Ministry/dpa/picture alliance