سقط 26 مقاتلا مواليا لنظام دمشق، في القصف الصاروخي الذي استهدف مواقع عسكرية في محافظتي حماة وحلب، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. ورجح المصدر أن تكون الضربة إسرائيلية. فيما نفت وكالة أنباء إيرانية استهداف إيرانيين هناك.
إعلان
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الاثنين (30 أبريل/نيسان)، إن القصف الصاروخي الذي استهدف اللواء 47 في محافظة حماة بوسط سوريا، أوقع 26 قتيلا بينهم أربعة سوريين و"غالبية ساحقة" من الإيرانيين، مرجحا أن يكون القصف إسرائيليا، بعدما كانت وكالة الأنباء السورية الرسمية أفادت عن سقوط "صواريخ معادية" من غير أن تحدد الجهة التي أطلقتها.
من جانبها نقلت وكالة تسنيم الإيرانية عن مصدر إيراني نفيه لتقارير عن هجوم صاروخي على قاعدة عسكرية إيرانية في سوريا ومقتل مستشارين إيرانيين.
ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر عسكري قوله إن صواريخ أصابت عدة قواعد عسكرية في ريفي حماة وحلب، فيما وصفه بأنه "عدوان" جديد من قبل أعدائه. وفي نبأ عاجل ظهر على شريط الأخبار قال مصدر عسكري "إن عدوانا جديدا تتعرض له في حوالي الساعة 10:30 مساء بالتوقيت المحلي بعض المواقع العسكرية في ريف حماة وحلب بصواريخ معادية".
هذا ونقلت شبكة "سي.إن.إن" الإخبارية الأمريكية اليوم الاثنين، عن مصادر عسكرية أمريكية، نفيها قيام الولايات المتحدة أو قوات التحالف الدولي ضد "داعش" بقصف مواقع عسكرية تابعة للنظام السوري مساء أمس.
وقصفت إسرائيل من قبل مواقع لفصائل تدعمها إيران في سوريا، مستهدفة بشكل أساسي قوافل أسلحة لجماعة حزب الله اللبنانية التي تعتبرها أكبر خطر على حدودها. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الهجوم استهدف مخزن صواريخ وأدى إلى قتل 26 شخصا معظمهم إيرانيون وعراقيون. وكان التلفزيون قد قال في وقت سابق إنه سُمع دوي انفجارات متتالية في ريف محافظة حماة وإن السلطات تتحرى عن السبب. وقال مصدر في المعارضة إن أحد المواقع التي أصيبت كان قاعدة للجيش تعرف باسم اللواء 47 قرب مدينة حماة وتشتهر على نطاق واسع بأنها مركز لتجنيد المقاتلين الشيعة المدعومين من إيران، الذين يحاربون إلى جانب القوات الحكومية السورية.
مراسلون - أطفال الحرب: الحياة بعد حلب
12:00
وقال مصدر يتابع الوضع في سوريا عن كثب إن عدة هجمات بالصواريخ أصابت على ما يبدو العديد من مراكز قيادة فصائل مدعومة من إيران وإن عشرات من الجرحى والقتلى سقطوا. وقال المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، إن الهجمات أصابت مخازن أسلحة وسُمع دوي انفجارات أخرى.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا الشهر إن بلاده ستواصل "التحرك ضد إيران في سوريا". ونقلت صحيفة نيويورك تايمز، في وقت سابق من الشهر الجاري، عن مصدر عسكري إسرائيلي لم تذكر اسمه قوله إن إسرائيل قصفت قاعدة جوية سورية كانت إيران تستخدمها. وقالت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية إن سبعة إيرانيين قُتلوا في الهجوم.
ودفع الهجوم على القاعدة الجوية إيران إلى التحذير من أنها سوف ترد. وقالت إسرائيل إن إيران تعزز نفوذها في شريط من الأرض يمتد من الحدود العراقية إلى الحدود اللبنانية حيث تقول إسرائيل إن إيران تزود حزب الله بالسلاح.
ولحزب الله وفصائل أخرى مدعومة من إيران وجود عسكري ضخم في سوريا كما أن لها وجودا راسخا في المناطق الوسطى والشرقية قرب الحدود العراقية.
ح.ز/ف.ي (رويترز، أ.ف.ب)
صراع النفوذ في الأزمة السورية
منذ أن بدأت الاحتجاجات السلمية في سوريا يوم 15 مارس/آذار 2011، والكثير من الجهات تتدخل لإخماد نيران الأزمة التي صارت حربا فيما بعد. وقد شكل التدخل الأجنبي بداية لصراع حول النفوذ في هذا البلد.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/U.S. Navy/Brian Stephens
روسيا
يعتبر النظام السوري حليفا تقليديا لروسيا، وقد حال التدخل العسكري الروسي في سوريا عام 2015 دون سقوط نظام الأسد، كما أن كفة القتال أصبحت منذ ذلك الوقت تميل لصالح القوات الحكومية وحلفائها. بتدخلها في سوريا ضمنت روسيا لنفسها قاعدتها البحرية الوحيدة في البحر المتوسط وتمكنت من إنشاء قاعدة جوية جديدة في اللاذقية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M.Klimentyev
إيران
منذ الثمانينيات تحظى سوريا بأهمية استراتيجية لدى نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فدمشق هي الحليف الأهم لطهران في العالم العربي، وهي الجسر إلى ميلشيات حزب الله اللبناني، لذلك أرسل الحرس الثوري الإيراني "مستشارين عسكريين" إلى سوريا لدعم الأسد كما جندت إيران مقاتلين من العراق وأفغانستان للقتال إلى جانب النظام السوري. ويقول مراقبون إن ايران تسعى إلى تأمين ممر يربط طهران ببيروت عبر العراق وسوريا.
صورة من: AP
دول الخليج
السعودية والإمارات وقطر كانوا منذ بداية الأزمة السورية بالإضافة إلى تركيا، أهم الداعمين للقوات المعارضة في سوريا، خاصة الإسلامية منها. فيما توجه أصابع الاتهام إلى قطر بدعم التنظيمات الجهادية في سوريا. واليوم أصبح الدعم الخليجي يأخذ طابعا سياسيا أكثر، وتتولى الرياض مهمة التقريب بين أطياف المعارضة، لكن هدفها الأساسي يبقى هو الحد من نفوذ غريمتها إيران في سوريا.
صورة من: AFP/Getty Images/F. Nureldine
من الصداقة إلى العداوة
تحولت الصداقة التي كانت تجمع عائلة اردوغان بعائلة الأسد إلى عداوة، فقد دعمت تركيا الفصائل السورية المسلحة مثل الجيش الحر، كما تحالفت أنقرة مع قوى إسلامية متشددة أيضا وهو ما جلب إليها الكثير من النقد من طرف حلفائها في الناتو. وحتى اليوم يدعو الرئيس التركي للإطاحة بالأسد. لكن الأمر الأكثر أهمية بالنسبة له هو الحد من وجود وحدات حماية الشعب الكردية التي ترتبط ارتباطا وثيقا بحزب العمال الكردستاني.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/SANA
اسرائيل
القلق الأكبر بالنسبة لإسرائيل من الأزمة السورية هو تمركز جماعة حزب الله والحرس الثوري الإيراني على حدودها. وتسعى إسرائيل إلى منع إيران من النجاح في إنشاء قواعد عسكرية وقاعدة بحرية في البحر المتوسط. ومنذ تردد أنباء عن إطلاق طائرة إيرانية بدون طيار فوق إسرائيل في أوائل فبراير ورد إسرائيل بقصف قواعد إيرانية في سوريا ازدادت حدة التوتر.
صورة من: Reuters/Handout Israel Defence Ministry
الولايات المتحدة الأمريكية
منذ 2014 تقود الولايات المتحدة الأمريكية التحالف الدولي ضد "داعش" في سوريا. ورغم التحفظ التركي قامت الولايات المتحدة بتسليح وتدريب قوات سوريا الديموقراطية لمواجهة التنظيم المتطرف في شمال سوريا. وحتى بعد القضاء على "داعش" ترغب الولايات المتحدة في الإبقاء على قواتها الخاصة في سوريا لاحتواء إيران ومراقبة الوضع في المنطقة. إعداد: هشام دريوش/ مريم مرغيش
صورة من: picture-alliance/AP Photo/U.S. Navy/Brian Stephens