30 عاما على انطلاقها.. هكذا ظهرت الشبكة العكبوتية العالمية
٣٠ أبريل ٢٠٢٣كان عام 1989 عام التغييرات والتحولات، وإحدى هذه التحولات كانت في عقل تيم بيرنرز- لي. الفيزيائي الذي كان يعمل في أشهر مركز بحثي في العالم، في مركز CERN في جنيف، وكان ما يزعجه هي تلك الفوضى المعروفة في تبادل المعلومات بين المعاهد المختلفة والعديد من الفرق العاملة والمشاريع. وكحل، طرأت في رأسه فكرة تطوير شبكة معلوماتية رقمية يمكن للعلماء التخاطب من خلالها وتبادل المعلومات فيها. كتب العالم الذي كان في الرابعة والثلاثين من عمره حينها المفهوم بشكل موجز. رئيسه في المركز كتب التعليق التالي حول فكرته: "Vague but exciting"غامضة لكن مثيرة.(
لم يحدث شيء في البداية، لكن بيرنرز - لي واصل التفكير، وبدأت تتشكل الأجزاء المختلفة لشبكة الإنترنت العالمية: روابط الإنترنت المعروفة باسم URLs، و HTML لوصف صفحات الويب وبرمجتها وبروتوكول HTTP ، وأخيرا يجب أن تكون هناك وصفة لمتصفح ويب.
قبل ثلاثين عاما اظهر الباحثون في CERN شبكة الويب العالمية (World Wide Web) واختصارها (www) في 30 من نيسان /أبريل 1993، وبدأ انتشار الإنترنت بشكل كبير، ولم تتغير تكنولوجيا الويب منذ ذلك الحين إلا قليلا.
موسوعة يغطيها الغبار
اليوم عليك أن تشرح لابنتك البالغة من العمر ثلاثة عشر عاما أنه حتى في تلك السن لم نكن نعرف الإنترنت ولا الهواتف الذكية. فبدلاً من التسوق في وسط المدينة، أصبح الطلب عبر الإنترنت الآن مجرد خطوات بسيطة. كما صارت كتب موسوعة "Brockhaus" موضوعة على الرفوف يغطيها الغبار، وبدلا من ذلك هنا ويكيبيديا المفتوحة أساسا للجميع، هي نقطة البداية لأي شخص يريد "مطالعة" المعلومات بسرعة حول الثورة الفرنسية عام 1789 أو حتى عن اختراع الإنترنت. لم يعد أي شخص يبحث عن شقة يتصفح الصحف اليومية، ولكنه يجد إعلانات كثيرة على صفحات الإنترنت.
لكن في بعض الأحيان، يكون الارتباك، أو على الأقل تدفق المعلومات، من السلبيات للشبكات الرقمية. فمن حيث المبدأ، يمكن لجميع الأشخاص الإعلان ونشر آرائهم وأفكارهم ومنتجاتهم وسلعهم ورؤاهم على الإنترنت - وهذا هو أصل وفكرة وظيفتها.
ورغم أن محركات البحث مثل Google أو DuckDuckGo تعمل على تصنيف و "فلترة" حقول المعلومات اللامتناهية، لكن خلف المؤسسات الرقمية الكبيرة مثل Google و Apple و Facebook و Amazon و Microsoft ، هناك شركات عالمية تسعى في المقام الأول لتحقيق مصالحها الربحية، فهي تربح من خلال هيكلة الإنترنت. كان بإمكان تيم بيرنرز- لي تسجيل براءة اختراع لتقنيته الخاصة بشبكة الويب العالمية، لكنه اختار عمداً عدم القيام بذلك. فوقف أخيرا السعي وراء الربح في طريق تحقيق تصوره المثالي للتبادل الحر للمعلومات من دون ربح.
بلوغ المرحلة التالية: الذكاء الاصطناعي
اليوم ظهر للتو المستوى التالي داخل الإنترنت، أي الذكاء الاصطناعي (AI). ChatGPT تسبب في ظهور نقاش جديد قبل بضعة أشهر فقط، فبعد 30 عاما من الإنترنت، هل تمثل ChatGPT مستقبل الشبكة العنكبوتية؟
"كنموذج لغة قائم على الذكاء الاصطناعي، لا يمكنني القول على وجه اليقين أن ChatGPT هو مستقبل الإنترنت، حيث يعتمد مستقبل الإنترنت على العديد من العوامل ويتغير باستمرار. ومع ذلك، هناك بعض خصائص ChatGPT ونماذج الذكاء الاصطناعي المماثلة التي لديها القدرة على التأثير وتحويل الإنترنت"، كانت هذه إجابة الذكاء الاصطناعي ChatGPT عن نفسه عندما سأله محرر DW. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن نماذج الذكاء الاصطناعي تجلب معها أيضا تحديات أخلاقية، مثل الخصوصية والشفافية والمساءلة.
يمكن لـ ChatGPT كتابة نصوص تبدو متماسكة من حيث المحتوى، لكن المصادر تبقى غير معروفة. بعكس تيم بيرنرز - قبل 30 عامًا، إذ كان أول موقع ويب خاص به يحمل عنوانا تقنيا وصعبا إلى حد ما: http://info.cern.ch/hypertext/WWW/TheProject.html .
السير تيم بيرنيز- لي
حين الضغط على الموقع يظهر حتى الآن المعلومات الأساسية حول شبكة الويب العالمية "WorldWideWeb (W3) وهي "مبادرة واسعة النطاق للوصول إلى المعلومات، وتهدف إلى توفير الوصول الشامل إلى عدد عالمي من الوثائق، يمكن العثور على النصوص المتعددة المرتبطة ببعضها البعض، وهي نصوص تحتوي على ارتباطات مع نصوص أخرى". ومن هنا نشأت شبكة البيانات التي لا يمكن للعالم اليوم الاستغناء عنها.
إذا كان لديك أي أسئلة أو فضول حول بداية الإنترنت، يمكنك زيارة أول موقع ويب متاح للجمهور في العالم ولا تزال هناك معلومات حول الأشخاص المشاركين في المشروع. ستجد هناك تيم بيرنرز - لي ، الذي حصل على لقب فارس منذ ذلك الحين، كان للباحث البالغ من العمر 34 عامًا رقم هاتف: 3755 في CERN ، وبريدا إلكترونيا: timbl@info.cern.ch.
من المحتمل ألا يتم التواصل اليوم مع السير تيم بيرنرز - لي هناك، فقد أصبح أستاذا في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) وشغل كرسيا في جامعة أكسفورد منذ عام 2016. ويرأس حتى اليوم اتحاد شبكة الويب العالمية (W3C) التي أسسها، وهي لجنة لتوحيد التقنيات على شبكة الويب العالمية. ويمكن البحث عن كل هذه المعلومات على الإنترنت ببضع نقرات على الهاتف الذكي.
ميشا إيرهاردت/ ع.خ/ع.ج.م