تستعد تركيا لمحاكمة مجموعة من نشطاء حقوق الإنسان بتهم "الإرهاب" وبينهم مواطن ألماني حقوقي. وطالب مدع تركي في وقت سابق لهؤلاء بالسجن 15 عاما. وأكدت مصادر بالخارجية الألمانية وجود 55 مواطنا ألمانيا بالمعتقلات التركية.
إعلان
أكدت مصادر بوزارة الخارجية الألمانية أن 27 مواطناً ألمانياً معتقلون في السجون التركية لأسباب سياسية منذ محاولة الانقلاب الفاشلة ضد الرئيس التركي أردوغان في يوليو/ تموز 2016، حسبما نقلت صحيفة "راينيشه بوست" الألمانية التي تصدر في دوسلدورف .
ومازال 11 شخصا من هؤلاء رين الحبس الاحتياطي ومن بينهم يوجل دنيز مراسل جريد "فيلت" الألمانية والناشط الحقوقي بيتر شتويتنر وكذلك الصحفية والمترجمة ميسالي تولو كورلو.
وبحسب ما نقلت صحيفة "بيلد" الألمانية اليوم الاثنين (23 أكتوبر/ تشرين الأول 2017) فإن 55 مواطنة ومواطنا ألمانيا يقبعون حاليا في سجون التركية بسبب جرائم مختلفة.
وينتظر أن تقوم تركيا بعد غد الأربعاء بمحاكمة مجموعة من نشطاء حقوق الإنسان المعتقلين، وبينهم إديل إيسير مديرة منظمة العفو الدولية في تركيا والألماني بيتر شتويتنر والمواطن السويدي علي غروي، واتهم هؤلاء بالانتماء إلى "منظمة إرهابية مسلحة".
وأجج احتجاز النشطاء في يوليو/ تموز التوترات بين تركيا وقادة الاتحاد الأوروبي، القلقون من تداعيات تحول أنقرة إلى نظام سلطوي تحت حكم الرئيس رجب طيب أردوغان. وطلب الادعاء التركي في وقت سابق هذا الشهر أحكام سجن تصل إلى 15 عاما بتهم الإرهاب للنشطاء الذين اعتقلوا بعد أن حضروا ورشة عمل عن الأمان الرقمي في جزيرة قبالة.
ص.ش/ح.ز (DW، رويترز)
لهذه الأسباب تحافظ برلين على خط تواصل مفتوح مع أنقرة
التوترات المتصاعدة في العلاقات الألمانية التركية دخلت فصلا جديدا بالإجراءات التي اتخذتها برلين مؤخرا ضد أنقرة. مراقبون يرون إنه كان بوسع برلين الرد بشكل أقوى على تصرفات أردوغان، فما هي الأسباب التي تحول دون ذلك؟
صورة من: picture-alliance/dpa/Bildfunk/P. Zinken
تعد تركيا أحد أكثر الوجهات السياحية المحببة للألمان. وتتضمن الإجراءات الجديدة تشديد تعليمات السفر لتركيا ومطالبة المواطنين الألمان بتوخي الحذر، لكن مثل هذه التعليمات لا تمثل أقسى إجراء دبلوماسي يمكن أن تتخذه ألمانيا، التي كان من الممكن أن تصدر تحذيرا من السفر إلى تركيا.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
تتمتع تركيا بأهمية خاصة كنقطة ربط بين أوروبا وآسيا علاوة على أهميتها الإستراتيجية كجارة لليونان وبلغاريا من ناحية، وسوريا والعراق وإيران من ناحية أخرى؛ أي أنها تقع على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وفي الوقت نفسه جوار مناطق مشتعلة في الشرق الأوسط.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد تركيا، من الممكن أن يؤثر على التواصل مع الألمان المحتجزين هناك وعددهم تسعة أشخاص، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
يرجع انضمام تركيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى عام 1952، كما أن الجيش التركي يعد من أكبر جيوش العالم إذ يبلغ قوامه نحو 640 ألف جندي وموظف،وفقا لتقرير لوكالة الأنباء الألمانية، وبالتالي فهو يحمل أهمية في التصدي لـ"تنظيم الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ"داعش".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Augstein
أقر البرلمان الألماني سحب الجنود الألمان من قاعدة "إنغرليك" ونقلهم إلى الأردن بعد أن منعت تركيا نوابا ألمان من زيارة القاعدة، الأمر الذي أزعج برلين بشدة. في الوقت نفسه مازال جنودا ألمان يتمركزون في قاعدة تابعة للناتو في كونيا.
صورة من: Imago
بدأت مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي عام 2005 إلى أن تجمدت خريف عام 2016. ورغم أن انضمام تركيا للاتحاد مسألة غير مطروحة في الوقت الراهن، إلا أنه في حال انضمامها فستكون ثاني الأعضاء من حيث عدد السكان.
صورة من: picture-alliance/Joker/est&ost/M. Fejer
ثقل سياسي جديد أضيف لتركيا بعد الاتفاقية الخاصة باللاجئين مع الاتحاد الأوروبي. ووفقا لأنقرة فإن تركيا استقبلت نحو 7ر2 مليون لاجئ منذ بداية الأزمة السورية. وتهدد تركيا بين الحين والآخر، بوقف التعاون مع الاتحاد الأوروبي وهو أمر لا يصب بالتأكيد في صالح ألمانيا ولا ترغب المستشارة ميركل في حدوثه، لاسيما قبل الحملة الانتخابية. ا.ف (وكالات)