لقي حوالي 70 شخصا مصرعهم جراء استهداف غارات التحالف العربي بقيادة السعودية مخزنا للأسلحة قرب العاصمة صنعاء. ويتزامن هذا التصعيد مع وصول مبعوث الأمم المتحدة الجديد إلى اليمن واقتراب دخول هدنة انسانية حيز التنفيذ.
إعلان
قتل 69 شخصا على الأقل وأصيب 250 بجروح في انفجارات بمخزن أسلحة قرب صنعاء استهدفته غارات التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد مواقع المتمردين يومي الاثنين والثلاثاء، حسبما قال مسؤول في وزارة الصحة لوكالة فرانس برس.
واستهدفت الغارات الأولى هذا المخزن الواقع في جبل نقم، وهو مرتفع يشرف على شرق العاصمة، عصر الاثنين. وأفاد شهود أن تلك الانفجارات كانت عنيفة إلى حد أنها أدت الى تطاير قطع مدفعية.
وقال سكان في صنعاء إن ثلاث ضربات جوية أصابت أيضا وحدات للجيش موالية للحوثيين إلى الشمال من العاصمة وأمكن رؤية عمود من الدخان.
كما نقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، التي يسيطر عليها الحوثيون، عن مسؤول محلي قوله إن ضربات جوية بقيادة السعودية على قاعدة صواريخ في العاصمة اليمنية صنعاء أمس الاثنين أسفرت عن مقتل 90 شخصا وإصابة 300 آخرين.
وفي مدينة عدن الساحلية في الجنوب قال شهود إن التحالف قصف مواقع للحوثيين في حين استمرت الاشتباكات بين الفصائل المحلية المسلحة والحوثيين في المدينة وفي أنحاء جنوب اليمن. وتبال الجانبان أمس الاثنين نيران المدفعية الثقيلة على الحدود.
رحى الحرب تطحن اليمنيين وتزيد معاناتهم
لا يسمع في العديد من مدن اليمن غير صوت المدافع وصواريخ طائرات التحالف العربي واطلاقات مقاومة الطائرات. وسط هذا تزداد معاناة الإنسان اليمني الذي كان أصلا ضحية صراعات سياسية طويلة وعقود من الفقر والفساد الحكومي.
صورة من: picture alliance/abaca
دقت المنظمات الدولية وعلى رأسها اليونيسيف ناقوس الخطر مشددة على أن نصف سكان اليمن باتوا بحاجة إلى مساعدات إنسانية في مجالات العلاج و المياه و الغذاء و الأمن والمأوى ، أو كل ذلك مجتمعا.
صورة من: AP
استمرار الحملة الجوية بقيادة السعودية والقتال الدائر بين اللجان الشعبية وبين الحوثيين زاد من معاناة الانسان اليمني الذي يعيش بالأصل في أفقر بلدان شبه الجزيرة العربية.
صورة من: Reuters/Str
هذه الطوابير تننتظر حقها من المساعدات الغذائية. ولأن اليمن يستورد عن طريق البحر 90 بالمائة من احتياجاته الغذائية، وبسبب انسحاب كثير من شركات الشحن فإن 20 مليون يمني باتوا مهددين بالجوع.
صورة من: picture alliance/abaca
تتفاقم ازمة المحروقات في مناطق القتال بشكل خاص، حتى ان الناس ينتظرون اياما كي تصل نوبتهم لشراء بضعة لترات من الوقود باسعار باهضة جدا.
صورة من: picture alliance/abaca
أما عملية توزيع الإمدادات فإنها تستغرق أسابيع بسبب تضرر شبكات الدعم اللوجستي بفعل العنف ونقص الوقود.
صورة من: picture alliance/abaca
الوقود معضلة إضافية، إذا أن النقص فيه أصاب المستشفيات وإمدادات الغذاء بالشلل، وقال برنامج الغذاء العالمي إن الحاجة الشهرية من الوقود قفزت من 40 ألف لتر إلى مليون لتر.
صورة من: picture alliance/abaca
وفي 10 نيسان/ أبريل الماضي، حطت في مطار صنعاء أول طائرة تابعة للجنة الدولية للصليب الاحمر محملة بـ16 طنا من المساعدات الطبية قبل أن تتبعها طائرة اخرى لصندوق الامم المتحدة للطفولة "يونيسف".
صورة من: AFP/Getty Images/M. Huwais
أثناء الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، أعربت السعودية عن نيتها في إقرار هدنة إنسانية لمدة خمسة أيام تسمح بدخول المساعدات الإنسانية للبلد.
صورة من: Reuters/A. Harnik
ولإقرار الهدنة اشترطت السعودية التزام الحوثيين بوقف جميع الأعمال "العدوانية" باليمن، ورغم إعلانها وقف عاصفة الحزم قبل أسابيع إلا أن الغارات لا زالت متواصلة.
صورة من: AFP/Getty Images
الحوثيون من جهتهم يحملون السعودية ما آلت إليه أوضاع البلاد، فيما تراوح العملية العسكرية مكانها. ولم يتضح إذا كات الغارات الجوية قد نجحت في حرمان الحوثيين من المنشآت ومخازن السلاح..
صورة من: picture-alliance/dpa
..كما أن الغارات أوقفت تقدم الحوثيين في الجنوب، إلا أنها لم تحدث أي تغيير جوهري في المعطيات ميدانيا، وسط احتدام المعارك في عدة محافظات بين القوات الموالية للرئيس هادي وبين مقاتلي الحوثيين .
صورة من: Reuters
11 صورة1 | 11
في غضون ذلك، أفادت مصادر صحفية يمنية، اليوم الثلاثاء عن سقوط قتلى وجرحى جراء الغارات التي شنتها طائرات التحالف العربي في محافظة الحديدة غربي اليمن. وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن عشرات القتلى والجرحى معظمهم مدنيين سقطوا جراء غارات شنها طيران التحالف العربي على تجمعات لقوات تابعة لجماعة أنصار الله الحوثية، في مبني الأمن والشرطة وعمارة لتجمع الحوثيين بجوار مجمع سوق شاجع بمدينة زبيد التاريخية و التابعة لمحافظة الحديدة. هذا وأشارت المصادر إلى أن مستشفى زبيد أطلق نداء عاجلا للتبرع بالدم عقب وصول عدد كبير من الضحايا والمصابين للمستشفى لم تحدد أعدادهم بعد.
ويأتي هذا التصعيد قبيل دخول هدنة إنسانية من خمسة أيام حيز التنفيذ كانت قد أعلنت عنها السعودية، إثر سبعة أسابيع من الغارات المكثفة ضد مواقع المتمردين والمعارك الدامية في اليمن.
ويتزامن ذلك مع وصول مبعوث الأمم المتحدة الجديد اسماعيل ولد الشيخ إلى اليمن. وهي المهمة الأولى في اليمن للدبلوماسي الموريتاني الذي حل في نهاية نيسان/أبريل محل المبعوث المستقيل جمال بنعمر في 25 نيسان/أبريل.
وقبل وصوله إلى صنعاء قام بجولة شملت خصوصا السعودية التي تقود تحالفا عربيا يشن حملة عسكرية ضد المتمردين.