80 عاما على "كازابلانكا" - تحفة فنية عن الهروب والرومانسية
٢٥ نوفمبر ٢٠٢٢
في نوفمبر/ تشرين الثاني 1942 جرى الاحتفال بالعرض الأول لفيلم "كازابلانكا"، الذي أصبح أيقونة سينمائية، مع بطليه هامفري بوغارت وإنغريد بيرغمان. وفي الوقت نفسه تشكل في "كازابلانكا" ( الدارالبيضاء) التحالف المضاد لهتلر.
إعلان
عندما بدأ عرض فيلم "كازابلانكا" في دور السينما قبل 80 عاما؛ لم يكن أحد يعرف أنه سيصبح واحداً من أنجح الأفلام في تاريخ السينما. في نوفمبر/ تشرين الثاني 1942 عرضته شركة الانتاج السينمائي الأمريكية "وارنر بروس" على عجالة في قاعة سينما واحدة فقط بنيويورك. والسبب هو أنه في مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني نزلت وحدات الحلفاء الغربيين على ساحل شمال أفريقيا، الذي كان مستعمرة فرنسية آنذاك. جنود بريطانيون وأمريكيون كانوا موجودين في الجزائر والمغرب، وكذلك في المدينة المغربية الدرالبيضاء "كازابلانكا"، التي احتلت صدارة عناوين الصحافة.
وعلى ما يبدو، استغل استوديو الأفلام (شركة وارنر بروس) الاهتمام العام وعَرَض الفيلم، الذي يحمل اسم المدينة المغربية بنجاح كبير في نيويورك. ويدور الموضوع في "كازابلانكا" حول المهاجرين، الذين فروا من بطش النظام النازي إلى شمال أفريقيا، التي كانت تحت الاستعمار الفرنسي. وكانوا يلتقون في مقهى "ريك" بمدينة الدارالبيضاء، والذي كان يديره مواطن أمريكي، ويأملون في السفر إلى لشبونة، التي كانت على الحياد، ومن ثم من هناك بواسطة سفينة إلى الولايات المتحدة.
وأمام هذه الخلفية نشأت قصة حب بين ريك ( هامفري بوغارت) و إلزا لوند ( إنغريد بيرغمان)، زوجة المناضل التشيكي الشهير فيكتور لاسلو، الذي فر من النازيين. وتم الاحتفاء بشدة بالممثلين الرئيسيين وحقق كازابلانكا نجاحا كبيرا. لكن استوديو وارنر بروس امتنع عن عرضه في البداية في بقية أنحاء الولايات المتحدة. وفقط في الـ 23 من يناير/ كانون الثاني 1943 تم عرض "كازابلانكا" في جميع دور السينما الأمريكية، وذلك يعود لسبب سياسي لأن كازابلانكا كانت إبان الحرب العالمية الثانية ليست فقط نقطة لقاء للمهاجرين والهاربين بل أيضا مكان لقاء أقوى رجلين في العالم: الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفيلت ورئيس الوزراء البريطاني وينستون تشورشيل، اللذين التقيا من 14 يناير/ كانون الثاني حتى 24 يناير/ كانون الثاني 1943 في مؤتمر بكازابلانكا لتشكيل تحالف مضاد لهتلر. وبما أن روزفيلت كانت تربطه علاقة صداقة مع مخرج الأفلام جاك وارنر، فمن الممكن أن يكون وارنر بروس قد تريث في إطلاق الفيلم في قاعات السينما الأمريكية حتى يمر المؤتمر بسلام.
كان وارنر بروس هو استدويو هوليود الوحيد، الذي وقف علانية، من خلال الأفلام، في وجه هتلر والنازيين منذ بداية الحرب العالمية الثانية وروج لمشاركة أمريكية في الحرب. وظلت الولايات المتحدة في خطوة أولى بعيدة عن الحرب إلى أن قصف الجيش الياباني في الـ 7 من ديسمبر/ كانون الأول القاعدة الأمريكية "بيرل هاربر" في هاواي.
وعقب هذا الهجوم أعلنت الولايات المتحدة الحرب على اليابان. ورد حلفاء اليابان: ألمانيا وإيطاليا بالمثل فأعلنوا الحرب على الولايات المتحدة. وفي الأول من يناير/ كانون الثاني 1942 التحقت الولايات المتحدة الأمريكية بالتحالف المضاد لهتلر، الذي كان يضم كلا من بريطانيا والاتحاد السوفياتي. واللقاء السري في كازابلانكا كان من شأنه الدفع بالعمليات العسكرية للتحالف إلى الأمام.
أما جمهور السينما الألماني فلم يحصل على فرصة لمشاهدة "كازابلانكا" إلا بعد نهاية الحرب بسنوات، وتحديدا في عام 1952، ولكن بنسخة تقل 25 دقيقية عن النسخة الأصيلة ولم تتطرق إلى النازيين والحرب العالمية الثانية. فعوض التشيكي فيكتور لاسلو أصبح النرويجي فيكتور لارسون. وعوض المقاوم، الذي فر من معسكر اعتقال أصبح الفيلم يدور حول لارسين، وهو فيزيائي تمكن من الهروب من السجن. وحسب نوربيرت بوتسيلت، مؤلف كتاب "كازابلانكا 1943" (صدر عام 2017)، لم يشأ الفرع الألماني لوارنر بروس، الذي عمل على تقصير الفيلم، تذكير الألمان الغربيين، الذين كانوا في غمرة معجزتهم الاقتصادية، بماضيهم النازي.
وابتداء من عام 1975 قامت التلفزة العامة الألمانية (ARD) بتكليف "استوديوهات بفاريا" بعرض النسخة الأصلية للفيلم. ومنذ تلك اللحظة بإمكان الجمهور الألماني مشاهدة قصة الحب والهروب حول ريك وفيكتور وإلزا في صيغتها الاصلية.
ومنذ العرض الأمريكي الأول قبل 80 عاما أصبح الفيلم "أيقونة". ومازال كثيرون من عشاق السينما يتذكرون هامفري بورغارت وإنغريد بيرغمان ولاسيما في دور ريك وإلزا. وهناك جملة من فيلم "كازابلانكا" يعرفها كل واحد شاهد الفيلم أو لم يشاهده وهي عندما يهمس ريك لإلزا: "أنا أنظر في عينيك، يا صغيرتي".
كريستينه لينين
شظايا "حرب بوتين" على أوكرانيا تصل مهرجان كان السينمائي
يعرض مهرجان كان السينمائي في دورته لهذا العام 2022 مجموعة هائلة من الأفلام: من أفلام الزومبي الدموية إلى قصص الحب والأفلام الوثائقية السياسية، غير أن "حرب بوتين" على أوكرانيا كانت حاضرة أيضاً.
صورة من: Marie-Clémence David-2022/Unité/ Korokoro/Gaumont/France 3 Cinéma/Mille Soleils/Sypossible Africa
التضامن مع أوكرانيا
سجّل مهرجان كان السينمائي في نسخته لهذا العام تضامنه مع أوكرانيا في حربها ضد الغزو الروسي. واستبعدت إدارة المهرجان الممثلين الرسميين الروس وصانعي الأفلام الروس. فقط المخرج كيريل سيريبنيكوف، الذي يعيش في ألمانيا، تم قبوله في المسابقة.
صورة من: Valery Hache/AFP/Getty Images
فيلم روسي: "زوجة تشايكوفسكي"
تم قبول فيلم المخرج كيريل سيريبنيكوف "زوجة تشايكوفسكي" في المسابقة على أساس أنه لم ينل أي دعم أو تمويل روسي. وكان المخرج قيد الإقامة الجبرية في روسيا ويعيش منذ إطلاق سراحه في المنفى في ألمانيا. يدور الفيلم حول الملحن الشهير تشايكوفسكي الذي يتزوج شابة لإخفاء مثليته الجنسية.
صورة من: Kirill Serebrennikov/Hype Film, 2022
عودة أسطورة الروك أند رول
قام المخرج الأسترالي باز لورمان، المعروف بأفلام شباك التذاكر مثل "الطاحونة الحمراء" Moulin Rouge و"روميو + جولييت"، بتصوير فيلم سيرة ذاتية عن إلفيس بريسلي. يؤدي الممثل الأمريكي أوستن بتلر دور أسطورة موسيقى الروك أند رول، والفيلم خارج المنافسة الرسمية.
صورة من: Prod.DB/IMAGO
الافتتاح بفيلم فكاهي
سيفتتح مهرجان هذا العام بفيلم الزومبي الكوميدي "قص!" Coupez! للمخرج الفرنسي سيموني هازانافيسيوس. هذا الفيلم هو أيضاً خارج المنافسة الرسمية. أشرك المخرج عائلته أيضاً في الفيلم كما يبدو في هذا المشهد.
صورة من: Filmfest Cannes/dpa/picture alliance
فينسينت ليندون رئيساً لجنة التحكيم
بعد أن ترأس المخرج الأمريكي سبايك لي لجنة التحكيم العام الماضي، تم منح هذا الشرف لهذا العام لفرنسي هو الممثل فينسينت ليندون. في العام الماضي لعب دور البطولة في فيلم "تيتان" Titane الذي فاز بالسعفة الذهبية. فاز ليندون نفسه بجائزة أفضل ممثل في مهرجان 2015 السينمائي عن دوره في The Measure of a Man.
صورة من: Daniel Fouray/dpa/MAXPPP/picture alliance
وجوه مألوفة تتنافس على السعفة الذهبية
المخرجون المتنافسون على السعفة الذهبية في مدينة كان معروفون جيداً: المخرج الياباني هيروكازو كوري-إيدا (في الصورة)، الذي فاز سابقاً بالسعفة الذهبية في عام 2018 عن فيلمه "السارقون"Shoplifters، والكوري الجنوبي، بارك تشان-ووك، والأسطورة الأمريكية، ديفيد كروننبرغ، والمخرج السويدي، روبين أوستلوند.
صورة من: picture-alliance/dpa/xim.gs
حضور المرأة "مخجل"
تم قبول 21 فيلماً في المسابقة الرسمية، أربعة منها فقط لسيدات. بروني تيديشي (في الصورة) أنجزت فيلم "شباب للأبد" Forever Young، أما ليونور سيرايل فقدمت قصة هجرة بين ساحل العاج وباريس في "أم وابن" Mother and Son.
صورة من: Marco Provvisionato / ipa-agency/picture alliance
لا ألمان في المنافسة، لكن ...
في جائزة "نظرة ما" تنافس المخرجة الألمانية-الفرنسية-الإيرانية المولودة في برلين إميلي عاطف في فيلم "أكثر من أي وقت مضى" More than Ever، الذي يتناول قصة امرأة في الثلاثينيات من عمرها تعيش بسعادة في بوردو حتى يتم تشخيصها بشكل غير متوقع بمرض رئوي.
صورة من: Tobias Hase/dpa/picture alliance
مخرجان من أوكرانيا
سيرجي لوزنيتسا (في الصورة) هو على الأرجح أشهر صانع أفلام في أوكرانيا. يعرض فيلمه "التاريخ الطبيعي للدمار" The Natural History of Destruction خارج المسابقة الرسمية في مهرجان كان. كما يحضر فيلم لزميله الأصغر سناً، مكسيم ناكونيتشني، "رؤية الفراشة" Butterfly Vision الذي يروي
قصة سريالية صعبة للطيارة ليليا. في هذه الأيام يتواجد المخرج مكسيم ناكونيتشني على جبهة الحرب مع روسيا.
صورة من: Beata Zawrzel/NurPhoto/picture alliance
حرب في الفيلم
يركز فيلم المخرج ماتيو فاديبيد "الأب والجندي" Father & Soldier على حرب تاريخية: يلتحق أب سنغالي بالجيش عام 1917 بعد أن تم تجنيد ابنه البالغ من العمر 17 عاماً للخدمة في فرنسا في معارك الحرب العالمية الأولى. ويلعب النجم السينمائي الفرنسي عمر سي، المعروف عالميا بمسلسل "Lupine" الذي عرض على شبكة نتيفلكس، دور الأب. إعداد: يوليا هيتس/ أناستازيا بوتسكو
ترجمة: خالد سلامة
صورة من: Marie-Clémence David-2022/Unité/ Korokoro/Gaumont/France 3 Cinéma/Mille Soleils/Sypossible Africa