بدون دليل، وجه الرئيس ترامب اتهامات لأشخاص في إدارة الغذاء والدواء بتعقيد الطريق على شركات الأدوية لتصنيع لقاح مضاد لكورونا. وتتجاوز حالات الإصابة بالفيروس في العالم 23 مليون إصابة تتصدرها الولايات المتحدة.
إعلان
اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم السبت (22 أغسطس/ آب 2020) أعضاء من "الدولة العميقة" في إدارة الغذاء والدواء (اف.دي.إيه)، دون تقديم دليل، بالعمل على إبطاء اختبارات لقاحات كوفيد-19 وتأخيرها إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني.
وكتب ترامب على تويتر أن الدولة العميقة أو "أيا من كان" في إدارة الغذاء والدواء يجعلون من الصعب للغاية على الشركات المصنعة للأدوية تسجيل الناس الذين يخضعون للتجارب السريرية لاختبار اللقاح والعلاجات لمواجهة فيروس كورونا المستجد.
ويأتي هذا التصريح بعد أن نقلت رويترز بشكل حصري يوم الخميس عن مسؤول كبير في إدارة الغذاء والدواء قوله إنه سيستقيل من منصبه إذا صرحت الإدارة الأمريكية باستخدام لقاح قبل أن يثبت أنه آمن وفعال.
وعادة ما يلجأ ترامب إلى تويتر لانتقاد الوكالات الاتحادية، وأحيانا ما يتهمها بأنها تقع تحت سيطرة "الدولة العميقة" في إشارة واضحة إلى الموظفين الذين يخدمون منذ فترة طويلة والذين يرى ترامب أنهم مصممون على تقويض برنامجه.
وأظهر إحصاء لرويترز أن أكثر من 23.06 مليون شخص أصيبوا بفيروس كورونا المستجد على مستوى العالم، وتم تسجيل إصابات بالفيروس في أكثر من 210 دول ومناطق منذ اكتشاف أولى حالات الإصابة في الصين في ديسمبر/ كانون الأول عام 2019 .
وجاءت الهند في المركز الثالث مسجلة 2 مليون و 975701 حالة إصابة و 55794 حالة وفاة. وحلت روسيا في المركز الرابع مسجلة 946976 حالة إصابة و 16189 حالة وفاة.
وتخطت وفيات مرض كوفيد19- الذى يسببه فيروس كورونا المستجد في جميع أنحاء العالم عتبة 800 ألف وفاة، وفقا لبيانات جامعة جونز هوبكنز الأمريكية. وشهدت الولايات المتحدة لليوم الرابع على التوالي وفاة أكثر من 1000 شخص جراء فيروس كورونا.
غير أن إيطاليا سجلت 1071 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، لتتخطى عتبة الألف إصابة يوميا لأول مرة منذ 12 مايو/ أيار الماضي. وكان عدد حالات الإصابة اليومية في البلاد قد انخفض إلى 114 حالة في منتصف شهر تموز / يوليو، لكنه ارتفع منذ ذلك الحين، وسط تقارير عن قلة الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات في مناطق قضاء العطلات التى تمثل بؤر تفشى للفيروس.
وكانت إيطاليا، إحدى أكثر دول أوروبا تضررا من جائحة كورونا، قد تمكنت من احتواء الفيروس بعد بلوغها الذروة في الوفيات والإصابات بين مارس/ آذار وأبريل/ نيسان. وأعلنت وزارة الصحة الإيطالية السبت أن إجمالي عدد الإصابات بلغ 258136 حالة، وعدد الوفيات إلى 35430 حالة وفاة.
ص.ش/ع.ش (رويترز، د ب أ)
تراجع الاستجابة المناعية أكبر عائق لتطوير لقاح كورونا
كشف علماء دلائل تشير إلى أن الاستجابة المناعية في جسم الإنسان ضد مرض كوفيد-19 قد تكون قصيرة الأجل، ما يزيد صعوبة التوصل لجرعات وقائية تكون قادرة بشكل دائم على حماية الناس في موجات تفشي محتملة في المستقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/Geisler-Fotopress
"يخبو سريعاً"
خلصت دراسات أولية أجريت في الصين وألمانيا وبريطانيا ودول أخرى إلى أن المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد يطورون أجساماً وقائية مضادة للفيروس كجزء من النظام الدفاعي لجهاز المناعة في الجسم، لكن يبدو أن تلك الأجسام لا تظل فعالة سوى لبضعة أشهر فقط. دانييل ألتمان، أستاذ علم المناعة من جامعة (إمبريال كوليدج لندن) قال إن "تأثيرها (الأجسام الوقائية المطورة ذاتياً) في الغالب يخبو سريعاً".
صورة من: Deutscher Zukunftspreis/A. Pudenz
خياران أمام مطوري اللقاح
يقول الخبراء إن الضعف السريع للمناعة يثير مشكلات كبرى أمام مطوري اللقاحات، وأمام سلطات الصحة العامة كذلك ممن يسعون لنشر تلك اللقاحات لحماية رعاياهم من موجات تفشي الوباء في المستقبل. وقال ستيفن جريفين، أستاذ الطب المساعد في جامعة ليدز: "لكي تكون اللقاحات فعالة في الحقيقة، فإن هناك خيارين: إما الحاجة لتطوير حماية أكثر قوة وأطول أمداً ... أو أن يجري الحصول على اللقاح بانتظام".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress/C. Hardt
سباق عالمي
تسعى أكثر من 100 شركة وفريق بحثي لتطوير لقاحات، ومن بينها 17 لقاحاً على الأقل تجري تجربتها حالياً على البشر. وأعلنت شركة "موديرنا" الأميركية الثلاثاء (15 تموز/يوليو 2020) أنّ التجارب السريرية ستدخل المرحلة النهائية في 27 تموز/يوليو. وبذلك تكون "موديرنا" أول شركة تبلغ هذه المرحلة. وأعلنت روسيا أنها أكملت التجارب السريرية الأولى للقاح تجريبي اختُبر على البشر على أن تُنجز بالكامل بنهاية تموز/يوليو.
صورة من: picture-alliance/SvenSimon/F. Hoermann
جرعتان "أفضل" من واحدة
وفي تجارب قبل السريرية على الخنازير لرصد تأثير لقاح طورته شركة صناعة الأدوية (أسترازينيكا) لعلاج كوفيد-19، ويعرف باسم (إيه.زد.دي 1222)، تبين أن جرعتين من اللقاح أسهمتا في استجابة الأجسام المضادة بشكل أفضل من جرعة واحدة. لكن وحتى الآن ليس هناك بيانات سجلتها أي تجارب للقاحات على البشر تظهر ما إذا ما كانت أي استجابة مناعية للأجسام المضادة ستكون قوية أو طويلة الأمد بالقدر الكافي.
صورة من: Imago Images
ضغط الزمن
قال جيفري أرنولد، الأستاذ الزائر في علم الأحياء الدقيقة بجامعة أكسفورد البريطانية والخبير السابق في سانوفي باستور، إن التطوير والاختبار السريع جداً للقاحات المحتملة ضد فيروس كورونا يجريان منذ ستة أشهر فقط وهي مدة غير طويلة بما يكفي لإظهار المدة الزمنية التي ربما توفرها اللقاحات. ويتوقع الخبراء أن يستغرق إنتاج لقاح آمن وفعال بين 12 و 18شهراً من بداية التطوير.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bosch
جرعات معززة
قال جريفين أرنولد إن أحد الأساليب قد يكون أنه عندما يتم تطوير تلك اللقاحات، فإنه يجب على السلطات أن تفكر في الحصول على جرعات معززة لملايين الأشخاص على فترات منتظمة أو حتى الجمع بين نوعين أو أكثر من اللقاحات لكل شخص للحصول على أفضل حماية ممكنة. غير أن ذلك ربما يمثل تحدياً كبيراً على المستوى العملي. وقال "إعطاء العالم كله جرعة واحدة من اللقاح شيء... وإعطاؤهم جرعات متعددة هو شيء آخر تماماً".