أجرى الرئيس المصري مقابلة مع برنامج "60 دقيقة"، الذي تبثه شبكة "سي بي إس" الأمريكية. والآن تريد مصر منع بث المقابلة، حسبما ذكرت الشبكة ذاتها. ويبدو أن الأمر هنا يتعلق بتصريحات للرئيس السيسي حول التعاون عسكريا مع إسرائيل.
إعلان
أعلنت شبكة التلفزيون الأميركية "سي بي أس" (CBS) أن السلطات المصرية طلبت منها عدم بث مقابلة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي يتحدث فيها عن التعاون بين بلاده وإسرائيل في سيناء. وأكدت الشبكة أنها رغم ذلك ستبث في برنامج "60 دقيقة" يوم الأحد القادم "المقابلة، التي لا تريد الحكومة المصرية رؤيتها على التلفزيون". وأوضحت الشبكة أن "السفير المصري (في الولايات المتحدة) اتصل بفريق برنامج 60 دقيقة بعد فترة وجيزة من إجراء المقابلة وقال إنه لا يمكن بثها".
ونشرت القناة الأمريكية اليوم الجمعة (4 يناير/ كانون الثاني 2019) مقتطفات من المقابلة التي أجراها الصحفي سكوت بيللي مع الرئيس المصري، وأكد فيها السيسي "أن جيشه يعمل مع إسرائيل ضد الإرهابيين في شمال سيناء".
وردا على سؤال حول ما إذا كان هذا التعاون مع إسرائيل هو الأقرب بين عدوين كانا في حالة حرب في وقت من الأوقات، أجاب الرئيس السيسي: "هذا صحيح ... لدينا تعاون مع الإسرائيليين على نطاق واسع".
وكان الجيش المصري أطلق في شباط/ فبراير الماضي العملية العسكرية الشاملة "سيناء 2018" بالمشاركة مع قوات الشرطة على كافة الاتجاهات الاستراتيجية للدولة. وفي الشهر نفسه صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن بلاده ستفعل "كل" ما هو ضروري للدفاع عن نفسها، بعد أن قالت صحيفة نيويورك تايمز إن إسرائيل قامت بضربات جوية ضد الجهاديين في سيناء.
وجاء شن العملية "سيناء 2018" بتكليف من الرئيس السيسي بعد هجوم يعد الأكبر من حيث أعداد الضحايا، نفذه مسلحون يُعتقد على نطاق واسع أنهم ينتمون لتنظيم "داعش"، وأسفر عن سقوط 311 قتيلا وإصابة العشرات خلال أداء صلاة الجمعة في مسجد الروضة بمركز بئر العبد بشمال سيناء في تشرين ثان/نوفمبر عام 2017.
السيسي: لا يوجد لدينا معتقلون سياسيون
وفي مقطع المقابلة، الذي بثته المحطة الأميركية على موقعها، قال السيسي من جانب آخر، إنه لا يوجد في مصر "سجناء سياسيين"، وأضاف "في كل مرة تسعى فيها أقلية لفرض أيديولوجيتها المتطرفة على الآخرين، يجب أن نتدخل". وأوضح الرئيس المصري أن جميع المشتبه بهم "سيكون لديهم محاكمة عادلة" يمكن أن تستغرق سنوات، حسب قوله.
يذكر أن المنظمات الحقوقية الدولية تتهم بانتظام نظام السيسي بارتكاب انتهاكات خطيرة. وتقول تقديرات منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن عدد الموقوفين لأسباب سياسية في مصر وصل إلى 60 ألف.
وكان تقرير للخارجية الأمريكية صدر في ربيع العام الماضي بشأن حقوق الإنسان تناول مجموعة واسعة من قضايا حقوق الإنسان في مصر، منها التعذيب والقيود على حرية التعبير وسيطرة الحكومة على المنظمات غير الحكومية ومحاكمة المدنيين عسكريا. وتنفي مصر هذه المزاعم مؤكدة أنها تخوض حربا ضد الإرهاب.
ص.ش/ي. ب (أ ف ب، د ب أ، رويترز)
السيسي- نجاح في حصار الإرهاب وإخفاق في ملفات أخرى
سجل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال السنوات الأربع الماضية، يتضمن نجاحات على صعد مختلفة مثل حصار الإرهاب في سيناء وإطلاق مشاريع عملاقة. لكنه لا يخلو من الإخفاق أيضا خاصة فيما يتعلق بالوضع المعاشي وحقوق الإنسان.
صورة من: Reuters/Dalsh
محاصرة الإرهاب في سيناء
استطاعت مصر خلال فترة رئاسة السيسي أن تحصر بؤرة الحركات المسلحة في سيناء. وحققت، حسب مراقبين، نجاحات عديدة فيما يخص مكافحة الإرهاب. وبالرغم من اعتماد استراتيجيات جديدة، كـ "قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب"، في فبراير 2018، لا تزال مصر تشهد هجمات إرهابية بين فترة وأخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/Gharnousi/Alyoum
تنويع الشركاء الاقتصاديين
تمكن السيسي خلال أربع سنوات من تنويع شركائه الإقتصاديين. إذ قام بعدة زيارات لبلدان عرفت علاقتها بمصر فتورا منذ ثورة 25 يناير، وكانت فرنسا وأمريكا من أهمها. وشهد التعاون بين الجيشين المصري والأمريكي تقدما ملحوظا، وهو ما أشار إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أيضا. كما تعتبر صفقات الأسلحة بين مصر وفرنسا وكذلك روسيا من النجاحات التي حققها السيسي.
صورة من: H. Tiruneh
تحسن الوضع الاقتصادي
شهد الاقتصاد المصري تحسنا خلال السنوات الأربع الأخيرة. وقد رصدت صحيفة "اليوم السابع" مؤشرات مهمة على ذلك، أبرزها: تراجع العجز في الميزان التجاري بمعدل 5 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية، وارتفاع حصيلة صادرات السلع الاستهلاكية بمعدل 11 بالمائة لتصل إلى نحو 5,8 مليار دولارا بالإضافة إلى زيادة تحويلات المصريين العاملين بالخارج لتسجل نحو 6 مليارات دولار.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Nabil
إطلاق مشاريع ضخمة
عرفت المشاريع في مصر قفزة نوعية خلال فترة رئاسة للسيسي، فقد تم إطلاق مشاريع عملاقة مثل توسيع قناة السويس، فضلا عن بناء عاصمة إدارية جديدة في شرق القاهرة،ن تتضمن بناء 240 ألف وحدة سكنية جديدة خلال خمس سنوات. كما تمت زيادة الرقعة الزراعية عبر مشروع "المليون ونصف فدان".
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
حل مشكلة انقطاع التيار الكهربائي
كان ملف الطاقة من بين الملفات الشائكة في مصر، لكنه عرف نوعا من التحسن مؤخراً. لا سيما مشكلة انقطاع الكهرباء التي عرفت انفراجا مهما بعد توقيع شراكات دولية، بينها أربع مذكرات تفاهم مع شركة سيمنس الألمانية لإقامة مشروعات في مجال الطاقة بإجمالي استثمارات تصل إلى عشرة مليارات دولار. وقال بيان لوزارة الكهرباء المصرية إن الشراكة شملت إنشاء محطات لتوليد الكهرباء بنظام الدورة المركبة.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Schwarz
تراجع السياحة في مصر
توفر السياحة في مصر عائدات مالية مجزية، لكنها شهدت تراجعا في السنوات الأخيرة بسبب غياب الاستقرار الأمني حسب ما ذكر تقرير مجلس السياحة والسفر العالمي سنة 2016. وكان لسقوط الطائرة الروسية عام 2015، تأثير كبير على تراجع توافد السياح الروس إلى مصر. وتحاول القاهرة استقطاب السياح مجددا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. El-Geziry
تحرير الجنيه وارتفاع الأسعار
لم تنعكس بعض القرارات الهامة التي اتخذت في السنوات الأخيرة إيجابيا على المصريين. فقد أدى تحرير سعر صرف الجنيه المصري إلى ارتفاع كبير في الأسعار أثر بشدة على الأسر المصرية وخاصة الفقيرة، فضلا عن ارتفاع التضخم لمستويات قياسية، بالرغم من القروض التي حصلت مصر عليها من الصندوق الدولي.
صورة من: Picture alliance/dpa/EPA/K. Elfiqi
أزمة مياه
في حين يتحدث خبراء وتقارير إعلامية عن وجود أزمة مياه في مصر، قال السيسي في تصريح له مؤخرا، إن الدولة والحكومة لن يسمحا بحدوث أزمة مياه في البلاد! وكانت مصر على خلاف مع إثيوبيا بشأن بناء سد النهضة، وهو مشروع لتوليد الطاقة الكهرومائية قيمته أربعة مليارات دولار، وتخشى القاهرة أن يقلص السد كمية المياه التي تصل لحقولها من إثيوبيا عبر السودان.
صورة من: Imago/photothek
جدل حول جزيرتي تيران وصنافير
أثارت موافقة مصر عام 2016 على تسليم السعودية جزيرتي تيران وصنافير الاستراتيجيتين في البحر الأحمر، انتقادات واسعة في مصر لا يزال صداها يتردد حتى الآن، ويعتبر الكثير من المصريين الأمر تنازلا عن أراض مصرية. وكان القضاء الإداري قد أصدر أحكاما بعدم قانونية تسليم الجزيرتين اللتين تقعان في مدخل خليج العقبة، إلا أن المحكمة الدستورية العليا في مصرأبطلتهما في 3 مارس/ آذار 2018.
صورة من: Getty Images/AFP/Str
انتقادات دولية لملف حقوق الإنسان
عرف ملف حقوق الانسان في مصر تدهورا في السنوات الأخيرة. ويعتبر كثير من منتقدي السيسي أن تراجع شعبيته جاء نتيجة تكميم أفواه المعارضين والنشطاء ووسائل الإعلام المستقلة، حسب ما نقلت عنهم رويترز. بالإضافة إلى إصدار عقوبات بالإعدام ضد المئات. وفي هذا الإطار، وجهت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية انتقادات للقاهرة بخصوص الاعتقالات وتخويف المعارضين. إعداد: مريم مرغيش.