1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

DW تتحقق: صور لأطفال في غزة مزيفة بتقنية الذكاء الاصطناعي

١ فبراير ٢٠٢٤

تنتشر على مواقع التواصل وكذلك على بعض المواقع الإعلامية صور لأطفال نازحين في قطاع غزة في ظروف صعبة. ورغم مأسوية الوضع في غزة، إلا أن بعض هذه الصور "مزيفة" وتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، وفق ما توصل إليه فحص DW.

هذه الصور من صناعة الذكاء الاصطناعي
هذه الصور من صناعة الذكاء الاصطناعي

أطفال ينامون في الوحل يغطيهم الطين أمام الخيام أو داخلها. انتشرت الصور منذ عدة أيام على منصات التواصل الاجتماعي مثل إكس، إنستغرام، تيك توك وغيرها. يظهر في معظم الأحيان شيء ما يشير إلى أنها لأطفال فلسطينيين في قطاع غزة: اسم الحساب، أيقونة علم فلسطين.

DW تحققت من ثلاث صور وتوصلنا إلى استنتاج أنها صنعت باستخدام الذكاء الاصطناعي.

عدد الأصابع، رقبة غريبة، وأصابع ملتوية

شوهدت صورة لملايين المرات، يظهر فيها طفلان يرتديان نفس البيجاما في خيمة زرقاء. يتلاصقان ببطانية لونها تركواز ويمسكان بأيديهم متشابكين بأصابع متشابكة. مأساة اللقطة تكمن في أن الأرض تحتهم من الطين، حيث يتجمع الماء البني في برك. ومع ذلك، يغيب في  المشاركات الإشارة إلى أن الصورة تم إنشاؤها باستخدام  الذكاء الاصطناعي .

أصابع قليلة، تشابك غير طبيعي وأخطاء في الإضاءة (صورة مزيفة من توليد الذكاء الاصطناعي))

 

هناك إشارات واضحة تدل على أن الصورة غير حقيقية: كل واحد من الولدين يملك قدما تحتوي على أربع أصابع فقط - وهو خطأ معروف يقع فيه الذكاء الاصطناعي. إضافة إلى ذلك، تبدو القدم اليمنى للصبي الذي على اليسار غير متناسبة، وأصابع الأطفال المتشابكة تظهر متشابهة للغاية. ولكن الأهم من ذلك، يجب أن تظهر بزاوية مختلفة ومعصميهما يجب أن يكونا متجهان للخلف أكثر. أيضاً، هناك شيء غير صحيح في الانتقال من رقبة الطفل إلى الجزء الخلفي من رأس الطفل الذي يظهر على اليسار في الصورة، رأس الطفل على اليسار يبدو مستلقيا أعلى من الوسادة.

إضاءة وأجساد 

إضاءة الصورة معدلة بشكل كبير: بالنسبة للمصباح الذي يفترض أنه معلق على سقف الخيمة، يُضيء المشهد بشكل متساوٍ جدا مع وجود بعض الانعكاسات. يمكن تحقيق مثل هذه التأثيرات أيضًا باستخدام برامج تحرير الصور. ومع ذلك، ينبغي أن تكون الصورة نفسها مضاءة بشكل جيد مسبقًا بشكل عام، مما يتطلب بناء تجهيزات معدات متقدمة إلى حد كبير.

 

توزيع الإضاءة والألوان وطبيعة القدمين تكشف عن "زييف" هذه الصورة (صورة مزيفة من توليد الذكاء الاصطناعي)

 

نفس الأمر ينطبق على صورة تظهر فيها طفلتان، نشرت على منصات مثل إكس، إنستغرام وتيك توك. بالأخص هنا، تبدو الانعكاسات الضوئية على الأرض والقنينة في الجزء السفلي من الصورة غير طبيعية. ومع ذلك، تكون عملية التعديل هنا أكثر دقة بشكل واضح. الأخطاء النموذجية للذكاء الاصطناعي، التي تظهر غالبًا عند الأطراف، أقل وضوحًا. ولكن الإصبع الثاني في قدم الفتاة عند الجزء السفلي للصورة يظهر كبيرًا للغاية. وأسفل قدمي الفتاتين يظهر بشكل غير عادي، كما لو كانتا تقفان على الأرض أو تعانيان من قدمين مسطحتين. البشرة تظهر خالية من العيوب - وهو أيضا سمة مميزة للصور الناتجة عن استخدام الذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي المزيف: كيف نحمي أنفسنا

03:46

This browser does not support the video element.

في الصورة الثالثة التي قمنا بفحصها، يبدو الضوء طبيعيا إلى حد ما. كذلك، تظهر بشرة الفتاتين المتشابكتين بشكل واقعي. بالإضافة إلى ذلك، لا تتشابه الفتاتان كثيرا مقارنة بالأطفال في الصورتين الأخريين.

الإضاء تبدو حقيقية، لكن التفاصيل تكشف غير ذلك: أصابع قليلة، تشابك غير طبيعي وأخطاء في الإضاءة (صورة مزيفة من توليد الذكاءالاصطناعي))

لكن يبدو أن الجزئين السفليين من جسديهما يتداخلان مع بعضهما. يبدو أن الفتاة الأمامية من دون ساقين. يظهر أيضا تشويه الرسوم على الأقمشة، ما يجعلنا نتوصل إلى استنتاج أن هذا التشويه هو أيضا نتيجة لخطأ في الذكاء الاصطناعي.

هل تظهر صور الذكاء الاصطناعي واقعا على الأرض؟

لتوثيق الأحداث الحقيقية لحرب إسرائيل وحماس ، تكون الصور التي تصنع بواسطة الذكاء الاصطناعي  مشكوك فيها للغاية، خاصةً عندما لا يتم تسميتها على أنها كذلك. وهذا لا يحدث على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن كذلك على مواقع تقدم نفسها كمواقع إخبارية مثل "مركز المعلومات الفلسطيني" و"مجلة نوردهيسن". إن ما يقومون بتوثيقه ليس حقائق موضوعية، ولكنهم يعكسون بدلاً من ذلك ما يتخيله شخص ما ويجسدونه باستخدام الذكاء الاصطناعي. وبالتالي، فأن نشر وانتشار مثل هذه الأعمال دون إشارة واضحة إلى أصلها، يصنف في فحص الحقائق التابع لـ DW تحت فئة "مزورة".

لا يعني هذا أن المشاهد التي صنعت بواسطة الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن تحدث على أرض الواقع، إذ تقدم كثير من منظمات الإغاثة تقارير يومية عن الظروف الصعبة للنازحين في قطاع غزة. وقد قدمت وسائل الإعلام الدولية  مثل CNN والجزيرة تقارير  حول الحياة هناك بعد الأمطار الغزيرة الأسبوع الماضي، حيث حاول اللاجئون ملء خيامهم المغمورة بالمياه، بالرمل لتصريف المياه وتجفيف البرك.

صورة حقيقية لمخيم نازحين في رفح جنوب قطاع غزة. صورة من: AFP

عدة منظمات إغاثة تواصلت معها DW وتملك موظفين عاملين في المنطقة أفادت لفريق فحص الحقائق بأنه من الممكن جدا أن تحدث مشاهد مماثلة لتلك التي تظهر في الصور . على سبيل المثال، يقول مات سوجرو، الذي يدير الإغاثة الطارئة لقطاع غزة في منظمة "انقاذ الأطفال" (Save the Children) من رفح في جنوب قطاع غزة: "الأطفال وعائلاتهم يعيشون في قطاع غزة  في مأوى مؤقت، ويواجهون صعوبات في العثور على أماكن نظيفة للإقامة وتنقصهم الحمامات والمياه. وكثيرون يعيشون على الأرصفة".

أعده للعربية: عباس الخشالي

يان فالتر يان فالتر هو محرر ومراسل للقسم الألماني في شؤون السياسة الدولية والمجتمع.
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW