مع تصاعد المواجهة بين إيران وإسرائيل، جرى نشر صور وفيديوهات مضللة وأخرى لا تمت بصلة إلى الصراع الدائ، بل تعود لسنوات سابقة، DW قامت بتقصي الحقائق بشأن مصداقية هذه المنشورات.
تصاعد سحب دخانية من مواقع تعرضت لقصف في العاصمة الإيرانية طهران.صورة من: Khoshiran/Middle East Images/IMAGO
إعلان
امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بالكثير من الصور والمقاطع المصورة المزيفة التي تزعم وقوع هجمات إسرائيلية على إيرانأو هجمات إيرانية على إسرائيل.
وانتشرت هذه المقاطع والصور منذ الساعات الأولى من بدء التصعيد صباح الثالث عشر من يونيو/حزيران الجاري، عندما بدأت إسرائيل هجمات على أهداف مختلفة في إيران، مستهدفة منشآت عسكرية و نووية، فضلا عن استهداف قيادات عسكرية وعلماء بارزين.
إعلان
مواقع مزعومة لهجمات إسرائيلية
الادعاء: نُشر مقطع مصور على تيك توك حصد أكثر من 660 ألف مشاهدة، ويزعم أنه يُظهر مواقع إيرانية تعرضت للقصف والدمار جراء الهجمات الإسرائيلية في 13 يونيو/حزيران.
DW تتحقق: الفيديو غير صحيح!
تبيّن أن كافة المشاهد في هذا المقطع جرى إنتاجها عن طريق الذكاء الاصطناعي، ويمكن التحقق من ذلك من خلال التدقيق في بعض التفاصيل الغريبة في الفيديو.
انتشر هذا الفيديو بشكل كبير على منصة تيك توك، لكن تبين أنه جرى إنشاؤه عن طريق الذكاء الاصطناعي.صورة من: tik tok
فعلى سبيل المثال، تُظهر اللقطات الأولى (من الثانية الأولى وحتى الثامنة) سيارات محترقة، بالإضافة إلى وجود دمية على شكل دب، وهي من بين مشاهد مشوهة جرى "تنظيفها" بشكل غير طبيعي مقارنة بباقي اللقطات، مما يرجح بقوة استخدام الذكاء الاصطناعي في تركيب هذا المقطع.
ويُظهر مشهد احتراق المطار في الثانية 24 رجال الإطفاء على أحد جانبي الحفرة وهم ثابتون تماما، بينما اختفى رجال الإطفاء من الجانب الآخر، كما أن حطام الصاروخ داخل الحفرة تحتوى على سهمين، وهو أمر غير منطقي.
أما صاحب الحساب الذي نشر الفيديو، وهو "Malka.415"، فيُعرف بنشر مقاطع مصورة تم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعي، كما يتضح من محتوى الفيديوهات الإخبارية الأخرى على حسابه.
بعض اللقطات في الفيديو ليست حقيقة مثل لقطة دمية على هيئة دب.صورة من: tik tok
فيديو لهجوم إسرائيلي
الادعاء: تزعم العديد من المنشورات والتغريدات على منصة "إكس" أنها تُظهرصواريخ أطلقتها إسرائيل صوب إيران، بينما يقول آخرونإنها صواريخ أطلقتها إيران على إسرائيل.
DW تتحقق: الفيديو غير صحيح!
لا يمت الفيديو بصلة إلى التصعيد الجاري بين إسرائيل وإيران؛ إذ أظهر البحث العكسي للصور أن اللقطات المصورة نُشرت قبل ثمانية أشهر.
صورة من: X
ويُرجح أن هذه اللقطات تعود لهجوم صاروخي شنّته إيران على إسرائيلفي أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، ردًا على مقتل إسماعيل هنية و حسن نصر الله، كما تشير بعض التعليقات على المنشور.
ويسلط هذا الأمر الضوء على ظاهرة إعادة نشر صور ومقاطع قديمة لجذب الانتباه أو لنشر معلومات مضللة. وقد نُشر هذا الفيديو سابقا في سياق التصعيد بين الهند و باكستان.
فيديوهات مزيفة عن هجمات إيرانية
الادعاء: تُظهر صورة نُشرت على منصة "إكس" وحظيت بأكثر من 3.6 مليون مشاهدة، تعليقا كُتب عليه: "إيران شنت صواريخ على إسرائيل".
صورة من: X
DW تتحقق: الفيديو غير صحيح!
ورغم أن إيران شنت هجمات على إسرائيل باستخدام صواريخ ومسيرات، إلا أنه لم تصدر أي بيانات رسمية بشأن إطلاق صواريخ عند نشر هذه الصورة.
ويعزز ذلك الشكوك حول مصداقية الصورة، إذ لم يتزامن توقيت نشرها مع صدور أي بيانات من الجيش الإسرائيلي. كما أظهر البحث العكسي أن الصورة ليست حديثة، بل تعود إلى مناورة عسكرية للجيش الإيراني نُظمت قبل سنوات.
وقد نُشرت هذه الصورة لأول مرة عام 2021، ويُرجح أنها تعود لمناورات الحرس الثوري التي جرت في ثلاث محافظات إيرانية أواخر عام 2021، وشملت اختبارات صاروخية وتدريبات للقوات البرية والبحرية على مدار خمسة أيام، وفقًا لوسائل إعلام إيرانية آنذاك.
وبالنظر إلى التشابه بين هذه الصورة و صور مناورات الحرس الثوري التي التقطها المصورون، فمن المرجح أن الصورة ليست مزيفة، لكنها استُخدمت خارج سياقها، ولا تمت بأي صلة إلى الصراع الجاري بين إيران وإسرائيل.
أعده للعربية: محمد فرحان (تحرير. ع.ج.م)
الضربة الإسرائيلية.. محطة كبرى في التصعيد بين إسرائيل وإيران حول الملف النووي
تطورت لعبة القط والفأر حول البرنامج النووي الإيراني، حيث قررت إسرائيل اليوم التدخل لوقف تطوره. منذ نهاية خمسينات القرن الماضي انطلق، ثم جاءت القطيعة مع وصول الخميني للحكم لتتوالى فصول الترغيب والترهيب بين الغرب وطهران.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Iranian Presidency Office/M. Berno
ضربات إسرائيلية في قلب إيران لوقف تطور برنامجها النووي
يثير البرنامج النووي الإيراني منذ عقود قلقاً كبيراً لدى عدد من الدول الغربية ودول المنطقة، وعلى رأس هذه الدول إسرائيل، التي استهدفت مؤخراً عدة منشآت نووية إيرانية للحد من النمو المتسارع للبرنامج الإيراني، ومنع طهران من حيازة سلاح نووي رغم نفي الأخيرة طوال عقود أن يكون هذا هو هدفها، وتأكيدها المستمر أن أغراض برنامجها سلمية.
صورة من: Don Emmert/AFP/Getty Images
استهداف منشآت لتخصيب اليورانيوم وتصفية القادة
الضربة الإسرائيلية شملت منشأة نطنز الرئيسية لتخصيب اليورانيوم، كما تم تنفيذ عمليات اغتيال لعدد من كبار القادة العسكريين أدت لمقتل قائد أركان القوات المسلحة محمد باقري، فضلا عن قائد الحرس الثوري حسين سلامي والقيادي البارز في الحرس غلام علي رشيد، كما قتل ستة من العلماء الإيرانيين، بينهم محمد مهدي طهرانجي وفريدون عباسي.
صورة من: Atomic Energy Organization of Iran/AP/picture alliance
البداية النووية
كان العام 1957، بداية البرنامج النووي الأيراني حين وقع شاه إيران اتفاق برنامج نووي مع أمريكا، ليتم الإعلان عن "الاتفاق المقترح للتعاون في مجال البحوث ومجال الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية" تحت رعاية برنامج أيزنهاور "الذرة من أجل السلام". وفي1967، أسس مركز طهران للبحوث النووية. لكن توقيع إيران معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية في 1968، جعلها تخضع للتفتيش والتحقيق من قبل الوكالة الدولية للطاقة.
صورة من: gemeinfrei
إنهاء التدخل الغربي في البرنامج النووي
الإطاحة بحكم الشاه وقيام جمهورية إسلامية في إيران سنة 1979، جعلت أواصر العلاقات بين إيران والدول الغربية موسومة بقطيعة، فدخل البرنامج النووي في مرحلة سبات بعد انسحاب الشركات الغربية من العمل في المشاريع النووية وإمدادات اليورانيوم عالي التخصيب؛ فتوقف لفترة برنامج إيران النووي .
صورة من: Getty Images/Afp/Gabriel Duval
البحث عن حلول
سمح خميني عام 1981 بإجراء بحوث في الطاقة النووية. وفي 1983، تعاونت إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية لمساعدة طهران على الصعيد الكيميائي وتصميم المحطات التجريبية لتحويل اليورانيوم، خاصة في موقع أصفهان للتكنولوجيا النووية، لكن الموقف الغربي عموما كان رافضا لمثل هذا التعاون. ومع اندلاع الحرب بين إيران والعراق تضرر مفاعل محطة بوشهر النووية فتوقفت عن العمل.
صورة من: akairan.com
روسيا تدخل على الخط، والصين تنسحب!
في التسعينات تم تزويد إيران بخبراء في الطاقة النووية من طرف روسيا. وفي 1992، انتشرت مزاعم في الإعلام الدولي بوجود أنشطة نووية إيرانية غير معلنة، مما جعل إيران تستدعي مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لزيارة المنشآت النووية، وخلصت التفتيشات حينها إلى أن الأنشطة سلمية. في 1995، وقعت إيران مع روسيا عقدا لتشغيل محطة بوشهر بالكامل، في حين انسحبت الصين من مشروع بناء محطة لتحويل اليورانيوم.
صورة من: AP
إعلان طهران وزيارة البرادعي لإيران
طلبت الوكالة الدولية، في 2002، زيارة موقعين نوويين قيل أنهما غير معلنين، لكن إيران لم تسمح بذلك حتى مرور ستة أشهر على شيوع الخبر. وفي 2003، زار محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إيران للحصول على إيضاحات في ما يخص استئناف أنشطة تخصيب اليورانيوم، واصدرت الوكالة تقريرا سلبيا تجاه تعاون إيران.
صورة من: AP
شد وجذب
أصدرت الوكالة الدولية، في 2004، قرارا يطالب إيران بالإجابة عن جميع الأسئلة العالقة، وبتسهيل إمكانية الوصول الفوري إلى كل المواقع التي تريد الوكالة زيارتها، وبتجميد جميع الأنشطة المتعلقة بتخصيب اليورانيوم بمستوى يتيح إنتاج الوقود النووي والشحنة الانشطارية. لكن الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد وبعد انتخابه، عمل على تفعيل البرنامج النووي ولم يكترث للتهديدات الغربية، كما أسس مفاعل "أراك" للماء الثقيل.
صورة من: AP
فصل جديد
في 2006، صوت أعضاء الوكالة الدولية على إحالة الملف الإيراني إلى مجلس الأمن، الذي فرض حظرا على تزويد إيران بالمعدات اللازمة لتخصيب اليورانيوم وإنتاج صواريخ بالستية. وردت إيران على هذا الإجراء بتعليق العمل بالبروتوكول الإضافي وجميع أشكال التعاون الطوعي. وفي نفس السنة، أعلن الرئيس الإيراني؛ أحمدي نجاد، عن نجاح بلده في تخصيب اليورانيوم بنسبة 3,5 بالمائة. الصورة لوفد قطر أثناء التصويت على القرار.
صورة من: AP
مفاعلات نووية سرية
في عام2009 ، تحدث بعض المسؤولين الأميركيين والبريطانيين والفرنسيين، عبر وسائل الاعلام، عن قيام إيران ببناء مفاعل نووي في ضواحي مدينة قم، كما قال هؤلاء بأنه تحت الأرض ويبنى بكل سرية، دون أن تخبر به إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في حين نفت طهران ذلك واعتبرته مجرد ادعاءات.
صورة من: AP
على مشارف حل
في عام 2014، تم الاتفاق على وقف تجميد الولايات المتحدة لأموال إيرانية قدرت بمليارات الدولارات، مقابل توقف إيران عن تحويل اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمائة إلى وقود. وفي نفس السنة، قامت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية باجراء تعديلات على منشأة "أراك" لضمان إنتاج حجم أقل من البلوتونيوم.
صورة من: ISNA
الاتفاق التاريخي
في عام 2015، وبعد سلسلة من الاجتماعات، في فيينا، أعلن عن التوصل لاتفاق نهائي؛ سمي اتفاق إطار، بخصوص برنامج إيران النووي. الاتفاق جمع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا بإيران. وكان من المرجح أن ينهي هذا الاتفاق التهديدات والمواجهة بين إيران والغرب.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Wilking
طموحات حدها الاتفاق!
كان باراك أوباما، الرئيس الأمريكي السابق، واحدا من رؤساء الدول المتفقة مع إيران، فيما يخص البرنامج النووي، من الذين رأوا في الخطوة ضمانا لأمن العالم، بالمقابل قال نظيره الإيراني؛ حسن روحاني، إن بلاده حققت كل أهدافها من خلال الاتفاق. لكن الأمور لم تعرف استقرارا، خاصة مع رغبة إيران في تطوير برنامجها نووي، دون أن تلفت اليها الأنظار.
صورة من: Getty Images/A. Burton/M. Wilson
أمريكا تنسحب
آخر التطورات في الاتفاق النووي، كانت يوم الثلاثاء 8 أيار/مايو 2018، حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قرار الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، متعهداً بأن تفرض بلاده "أعلى مستوى من العقوبات الاقتصادية على النظام الإيراني". وفي هذا الصدد، عبرت طهران عن عدم رغبتها في الدخول في جولات جديدة من المفاوضات الشاقة مع أمريكا.
صورة من: Imago/Zumapress/C. May
شروط أي "اتفاق جديد"
بعد الانسحاب الأميركي، أعلن وزير الخارجية مايك بومبيو 12 شرطاً أميركياً للتوصل إلى "اتفاق جديد". وتضمنت هذه الشروط مطالب شديدة الصرامة بخصوص البرنامج النووي وبرامج طهران البالستية ودور إيران في الشرق الأوسط. وهدّد بومبيو إيران بالعقوبات "الأقوى في التاريخ" إذا لم تلتزم بالشروط الأميركية.
صورة من: Getty Images/L. Balogh
واشنطن تشدد الخناق
فرضت إدارة ترامب أول حزمة عقوبات في آب/أغسطس ثم أعقبتها بأخرى في تشرين الثاني/نوفمبر. وشملت هذه العقوبات تعطيل معاملات مالية وواردات المواد الأولية إضافة إلى إجراءات عقابية في مجالي صناعة السيارات والطيران المدني. وفي نيسان/أبريل من عام 2019، أدرجت الولايات المتحدة الحرس الثوري الإيراني على لائحتها السوداء لـ"المنظمات الإرهابية الأجنبية"، وكذلك فيلق القدس المكلف بالعمليات الخارجية للحرس الثوري.
صورة من: picture-alliance/U. Baumgarten
أوروبا تغرد خارج السرب
في 31 كانون الثاني/يناير 2019، أعلنت باريس وبرلين ولندن إنشاء آلية مقايضة عرفت باسم "إنستكس" من أجل السماح لشركات الاتحاد الأوروبي بمواصلة المبادلات التجارية مع إيران رغم العقوبات الأميركية. ولم تفعل الآلية بعد، كما رفضتها القيادة العليا في إيران. وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أكدت على "مواصلة دعمنا الكامل للاتفاق النووي مع إيران، وتطبيقه كاملاً"، داعية إيران إلى التمسك به.
صورة من: Reuters/S. Nenov
طهران ترد
في أيار/مايو الماضي، قررت طهران تعليق بعض تعهداتها في الاتفاق النووي التاريخي المبرم عام 2015 مع الدول الكبرى بعد عام على القرار الأميركي الانسحاب من الاتفاق. وحذرت الجمهورية الإسلامية من أنها ستستأنف تخصيب اليورانيوم بدرجة أعلى من المسموح بها في الاتفاق خلال 60 يوماً، إذا لم يوفر لها الأوروبيون الحماية من العقوبات الأمريكية. مريم مرغيش/خالد سلامة