الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، حسب الكرملين موجود في روسيا، ومع ذلك لا توجد صور أو مقاطع فيديو حالية تثبت ذلك، وهو ما يغذي التكهنات ومنها أن الأسد مات في تحطم الطائرة التي كانت تقله. DW أخضعت هذه المزاعم للفحص.
إعلان
عندما سيطرت قوات المعارضة المسلحة على السلطة في سوريا الأسبوع الماضي، كان مكان وجود حاكم سوريا المخلوع والهارب بشار الأسد غير واضح لأيام. وسرعان ما تكاثرت الشائعات حول الهروب المحتمل والمكان المحتمل للأسد ومكان تواجد عائلته. وقامت DW بإلقاء نظرة فاحصة على بعض الادعاءات حول مكان وجود الأسد ووجدت أنها مزيفة منتشرة بشكل كبير.
الادعاء:
تنتشر أخبار على شبكات التواصل الاجتماعي وعلى بعض المواقع الإعلامية بأن حاكم سوريا المخلوع قد توفي في حادث تحطم طائرة. ويتم نشر هذا الادعاء مع هذه الصورة أو هذا الفيديو، على سبيل المثال. فهل يشير ذلك إلى تحطم الطائرة التي كانت تقل بشار الأسد؟
DW تتحقق: خطأ
لا تظهر الصورة ولا الفيديو تحطم طائرة الأسد. يُظهر البحث العكسي عن الصور أن صورة حطام الطائرة قديمة. نرى نفس الطائرة بالضبط في مقطع فيديو يوتيوب هذا الذي يعود لعام 2020، على سبيل المثال والذي يظهر أن اليوتيوبر مات بيرغر عثر على حطام الطائرة من عام 1952 أثناء تنزهه في متنزه وادي الموت الوطني في الولايات المتحدة الأمريكية. ونصادف أيضًا مقالات على الإنترنت تتحدث عن ذلك.
الفيديو المنشور فيما يتعلق بادعاء تحطم طائرة الأسد، والذي يظهر فيه طائرة تحترق في الليل، يظهر في الواقع شيئًا آخر. يكشف البحث العكسي عن الصور أن اللقطات أقدم وتظهر طائرة هندية مقاتلة من طراز ميغ-29 تحطمت في أوائل سبتمبر.
من المحتمل أن تكون التكهنات حول احتمال تحطم الطائرة قد تأججت أيضًا بسبب البيانات المربكة التي ظهرت في الأيام الأخيرة حول الطائرة. فحسب تقارير إعلامية، اختفت إشارة الطائرة، وهي طائرة تابعة للخطوط الجوية السورية من طراز إليوشن إيل-76 T تحمل رقم SYR9218، بالقرب من مدينة حمص.
ومع ذلك هذا لا يعني بالضرورة أن الطائرة قد تحطمت، فحسب خبراء يمكن أن يكون جهاز الإرسال والاستقبال قد انطفأ أيضًا. فوفقًا لبحث أجرته مؤخرًا مجلة دير شبيغل الألمانية، على سبيل المثال يمكن أن يكون للرحلة الغامضة علاقة بهروب الأسد - لكن بيانات الطائرة لا تثبت تحطمها وموتها.
إعلان
لا توجد صور حديثة للأسد في موسكو
وفيما يتعلق بمكان وجود الأسد، فقد ترددت تكهنات حول وصوله إلى العاصمة الروسية موسكو. وفي هذا الصدد، تداول العديد من المستخدمين على شبكات التواصل الاجتماعي، وكذلك بعض وسائل الإعلام، صورًا مختلفة يُزعم أنها تُظهر الرئيس السوري السابق بشار الأسد مع زوجته في موسكو.
الادعاء:
" بشار الأسد وزوجته أسماء ظهرا في موسكو"، إذا كتب أحد مستخدمي "إكس" ناشرًا صورة للحاكم السوري مع زوجته ومرافقين آخرين من الرجال في أحد المباني. كما نشرت بعض وسائل الإعلام الصورة، بما في ذلك عنوان "صور التقطت للأسد في موسكو".
DW تتحقق: خطأ
يُظهر البحث العكسي عن الصورة التي تم مشاركتها عدة مرات، والتي كان قد تم مشاركتها لأكثر من عام، أنها التقطت أثناء زيارة الأسد لضحايا الزلزال في مستشفى حلب في 10 فبراير 2023، وهي لقطة من تسجيل فيديو للزيارة. كما يمكن الاطلاع على صور مقابلة لزيارة الأسد في ذلك الوقت في الوكالات.
كما تداول بعض مستخدمي منصة "إكس" صورة أخرى تُظهر بشار الأسد في المطار على أنها صورة حديثة من موسكو. في هذه الحالة أيضًا، يؤدي البحث العكسي عن الصور إلى النتيجة الصحيحة. تعود الصور إلى زيارة قام بها الأسد إلى موسكو في مارس 2023، فوفقًا لمصادر روسية رسمية، وصل الأسد إلى موسكو في 14 مارس 2023 لإجراء محادثات روسية سورية مع فلاديمير بوتين في 15 مارس 2023. تُظهر الصورة المنشورة الأسد أثناء استقباله من قبل حرس الشرف لدى وصوله إلى مطار فنوكوفو.
في غضون ذلك، ذكرت وكالات الأنباء الروسية، نقلاً عن مصدر في الكرملين، أن الأسد وعائلته موجودون في موسكو وقد مُنحوا حق اللجوء في روسيا لأسباب إنسانية. وأكد موظفو السفارة السورية لوكالة تاس أن الحاكم السوري المخلوع موجود حاليًا في موسكو. ومع ذلك، لم يتم نشر أي صور أو لقطات فيديو حديثة للأسد وعائلته في موسكو.
والثلاثاء (10 ديسمبر/كانون الأول 2024) قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إن الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد هو بضيافة روسيا، في أول تأكيد حكومي روسي لذلك. ولفت ريابكوف خلال مقابلة أجرتها معه شبكة "ان بي سي" الأمريكية، الى أن روسيا نقلت الأسد إلى أراضيها "بأكثر الطرق أمانا" مع انهيار حكومته في مواجهة فصائل المعارضة المسلّحة.
أعده للعربية: م.أ.م
سوريا.. سقوط حكم عائلة الأسد بعد أكثر من خمسة عقود من السلطة
فر بشار الأسد من سوريا في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول عام 2024. وكتب هذا الفرار نهاية حكم عائلة الأسد الذي استمر خمس عقود ونصف. هنا لمحة عن أبرز المحطات التي مرت بها سوريا منذ بدء حكم عائلة الأسد وحتى نهايته.
صورة من: Hussein Malla/AP/dpa/picture alliance
نهاية حقبة حكم بيت الأسد
8 ديسمبر/ كانون الأول، 2024 نقطة فاصلة في تاريخ سوريا.. فقد أسقطت المعارضة المسلحة نظام الرئيس بشار الأسد، الذي أضطر لترك منصبه وغادر دمشق إلى مكان مجهول، وذلك على وقع الأحداث المتسارعة التي بدأت في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
صورة من: Iranian Presidency Office/ZUMAPRESS/picture alliance
هجوم المعارضة المسلحة
في الثاني من ديسمبر/كانون الأول 2024، اعتبر الأسد هجوم المعارضة المسلحة، الذي بدأ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني، "محاولة لتقسيم المنطقة وتفتيت دولها، وإعادة رسم الخرائط من جديد"، بيد أن هذه المزاعم لم تجد هذه المرة.
صورة من: Bakr Alkasem/AFP/Getty Images
حرب أهلية دموية مدمرة
أتى سقوط نظام بشار الأسد بعد أكثر من 13 عاما على بدء انتفاضة شعبية في خضم "الربيع العربي"، والتي تحولت إلى حرب أهلية دموية أسفرت عن مقتل أكثر 300 شخص ما بين 2013 و2021، بحسب الأمم المتحدة، وفرار الملايين إلى خارج البلاد أو نزوجهم داخل البلاد.
صورة من: Bulent Kilic/AFP/Getty Images
تهاوي سلطة بشار
تمسك بشار الأسد بالسلطة وقاوم بشرسة الاحتجاجات الشعبية والدعوات الدولية للتنحي عن السلطة، مستعينا بدعم عسكري من روسيا وإيران وحزب الله. لكن عندما تخلت عنه هذه الأطراف لم يكن أمامه سوى الفرار.
صورة من: Orhan Qereman/REUTERS
تراجع الدعم العسكري الروسي
كان للدعم العسكري الروسي المباشر لبشار ألأسد دورا في صموده خلال الحرب الأهلية، لكن بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تجنب مواصلة دعم الأسد أمام هجوم المعارضة المسلحة، كونه بوتين لديه جبهة حرب أخرى مفتوحة في أوكرانيا.
صورة من: Valeriy Sharifulin/IMAGO/SNA
احتجاجات تحولت إلى نزاع دامٍ!
في العام 2011، لحقت سوريا بركب الثورات في دول عربية عدة، أبرزها مصر وتونس، في ما عُرف بـ"الربيع العربي". ومع اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظامه، قمع الأسد المتظاهرين السلميين بالقوة، وتحولت الاحتجاجات نزاعاً دامياً، سرعان ما تعددت جبهاته والضالعين فيه. وأودى النزاع المستمر بأكثر من 388 ألف شخص وهجّر وشرّد الملايين داخل البلاد وخارجها، وسوّى مناطق كاملة بالأرض.
صورة من: AFP/O. H. Kadour
بقاء على رأس السلطة بدعم روسي
في سنوات النزاع الأولى، فقدت قوات الحكومة السورية سيطرتها على مساحات واسعة من سوريا بينها مدن رئيسية. لكن وبدعم عسكري من حلفائها، إيران ثم روسيا، استعادت القوات الحكومية تدريجيًا نحو ثلثي مساحة البلاد، إثر سياسة حصار خانقة وعمليات عسكرية واسعة ضد الفصائل المعارضة والتنظيمات الجهادية. ولعب التدخل الجوي الروسي منذ خريف 2015 دوراً حاسماً في تغيير موازين القوى لصالح دمشق.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
الوصول إلى الحكم عبر التوريث
2000، ورث بشار الأسد الحكم عن والده الراحل، حافظ الأسد، الذي حكم سوريا من خلال زعامة حزب البعث الموجود في السلطة منذ أكثر من خمسين عاما. أصبح بشار الأسد، وهو في الرابعة والثلاثين من العمر، رئيسا عن طريق استفتاء لم يشهد أي معارضة.
صورة من: Louai Beshara/AFP
تولي الحكم بعد انقلاب "الحركة التصحيحية"
في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 1970، نفّذ حافظ الأسد الذي كان يتولّى منصب وزير الدفاع انقلاباً عسكرياً عُرف بـ"الحركة التصحيحية" وأطاح برئيس الجمهورية حينها نور الدين الأتاسي. في 12 آذار/مارس 1971، انتخب الأسد الذي كان يترأس حزب البعث العربي الاشتراكي، رئيساً للجمهورية ضمن انتخابات لم ينافسه فيها أي مرشح آخر. وكان أول رئيس للبلاد من الطائفة العلوية التي تشكل عشرة في المئة من تعداد السكان.
صورة من: AP
"حرب تشرين"
في السادس من تشرين الأول/أكتوبر 1973، شنّت مصر وسوريا هجوماً مفاجئاً على إسرائيل من جهة قناة السويس غرباً، ومرتفعات الجولان شرقاً، في محاولة لاستعادة ما خسره العرب من أراض خلال حزيران/يونيو 1967، لكن تمّ صدهما. في أيار/مايو 1974، انتهت الحرب رسمياً بتوقيع اتفاقية فضّ الاشتباك في مرتفعات الجولان.
صورة من: Getty Images/AFP/GPO/David Rubinger
علاقات دبلوماسية بين واشنطن ودمشق!
في حزيران/يونيو 1974، زار الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون دمشق، معلناً إعادة إرساء العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، بعدما كانت مجمّدة منذ العام 1967. في الصورة الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون مع وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي الأمريكي وقتها هنري كيسينجر.
صورة من: AFP/Getty Images
هيمنة على لبنان
في 1976 تدخّلت القوات السورية في الحرب الأهلية اللبنانية بموافقة أمريكية، وبناء على طلب من قوى مسيحية لبنانية. وفي 1977، بدأت المواجهات بين القوات السورية، التي انتشرت في معظم أجزاء البلاد ما عدا المنطقة الحدودية مع إسرائيل، وقوات مسيحية احتجت على الوجود السوري. وطيلة ثلاثة عقود، بقيت سوريا قوة مهيمنة على المستوى العسكري في لبنان وتحكمت بكل مفاصل الحياة السياسية حتى انسحابها في العام 2005.
صورة من: AP
قطيعة بين دمشق وبغداد!
في العام 1979، تدهورت العلاقات بين سوريا والعراق، اللذين حكمهما فرعان متنافسان من حزب البعث العربي الاشتراكي، بعد اتهام الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين الوافد حديثاً إلى السلطة، دمشق بالتآمر. وقطعت بغداد علاقتها الدبلوماسية مع دمشق في تشرين الأول/أكتوبر 1980، بعدما دعمت الأخيرة طهران في حربها مع العراق. في الصورة يظهر الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين (يسار) مع الرئيس السوري السابق حافظ الأسد (وسط).
صورة من: The Online Museum of Syrian History
"مجزرة حماه"
في شباط/فبراير 1982، تصدّى النظام السوري لانتفاضة مسلّحة قادها الإخوان المسلمون في مدينة حماه (وسط)، وذهب ضحية ما يعرف بـ"مجزرة حماه" بين عشرة آلاف وأربعين ألف شخص. وجاء ذلك بعد قرابة ثلاث سنوات من هجوم بالرصاص والقنابل اليدوية على الكلية الحربية في مدينة حلب، أسفر عن مقتل ثمانين جندياً سورياً من الطائفة العلوية. وتوجّهت حينها أصابع الاتهام إلى الإخوان المسلمين بالوقوف خلف الهجوم.
صورة من: picture alliance /AA/M.Misto
محاولة انقلاب فاشلة
في تشرين الثاني/نوفمبر 1983، أصيب الأسد بأزمة قلبية نقل على إثرها إلى أحد مشافي دمشق. ودخل في غيبوبة لساعات عدّة، حاول خلالها شقيقه الأصغر رفعت الاستيلاء على السلطة عبر انقلاب فاشل، قبل أن يستعيد الأسد عافيته. وبعد عام، أُجبر رفعت على مغادرة سوريا. الصورة لحافظ الأسد (يمين) مع أخيه رفعت.
صورة من: Getty Images/AFP
تقارب مع الغرب!
بدأ الجليد الذي شاب علاقات سوريا مع أمريكا والغرب بالذوبان، عقب انهيار الاتحاد السوفياتي. انضمت سوريا إلى القوات متعددة الجنسيات في التحالف الذي قادته أمريكا ضد صدام حسين بعد غزو العراق للكويت. وفي تشرين الأول/أكتوبر 1994، زار الرئيس الأمريكي بيل كلينتون الأسد في دمشق. بعد أربع سنوات، زار الأسد فرنسا في أول زيارة له إلى بلد غربي منذ 22 عاماً، واستقبل بحفاوة من نظيره الفرنسي جاك شيراك.
صورة من: Remy de la Mauviniere/AP Photo/picture alliance
الابن يخلف أباه في الرئاسة!
توفي الأسد في 10 حزيران/يونيو 2000، عن عمر ناهز 69 عاماً، وكان شيراك الرئيس الغربي الوحيد الذي حضر جنازته.
وبعد شهر، تولّى نجله بشار السلطة، بعد تعديل دستوري سمح له بالترشّح. وحاز في استفتاء لم يضم أي مرشح آخر سواه على 97 في المئة من الأصوات.
صورة من: picture-alliance/dpa
انفتاح نسبي ولكن..!
بين أيلول/سبتمبر 2000 وشباط/فبراير 2001، شهدت سوريا فترة انفتاح وسمحت السلطات نسبياً بحرية التعبير. في 26 أيلول/سبتمبر 2000، دعا نحو مئة مثقّف وفنان سوري مقيمين في سوريا السلطات إلى "العفو" عن سجناء سياسيين وإلغاء حالة الطوارئ السارية منذ العام 1963. لكنّ هذه الفسحة الصغيرة من الحرية سرعان ما أقفلت بعدما عمدت السلطات إلى اعتقال مفكرين ومثقفين مشاركين في ما عُرف وقتها بـ"ربيع دمشق". م.ع.ح/م.ع/ع.ج.م