DW تتحقق ـ مقاتلات صينية فوق الأهرامات.. وتسقط مساعدات لغزة؟
٢١ مايو ٢٠٢٥
بعد حصار دام قرابة ثلاثة أشهر، أعلنت الحكومة الإسرائيلية قرارها بالسماح بدخول مساعدات غذائية محدودة إلى غزة.وخلال الأيام القليلة الماضية، صاحب الجدل حول تسليم المساعدات إلى القطاع انتشار معلومات كاذبة ومضللة بهذا الشأن على الإنترنت. وعملت DW على التحقق من صحة عدد من مقاطع الفيديو المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
هل تُقدم الصين مساعدات عن طريق الإنزال الجوي؟
الادعاء: هذا المنشور على موقع إكس X بتاريخ 17 مايو 2025، والذي حصد أكثر من عشرة آلاف مشاهدة، يزعم تسليم الصين لمساعدات عن طريق إسقاطها من الجو في غزة.
DW تتحقق: المعلومة غير صحيحة!
في مقطع الفيديو الذي تبلغ مدته 32 ثانية، يظهر ما بين 20 إلى 30 طردًا تسقط من السماء عبر مظلات. ويرافق المنشور نص يذكر المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، متبوعًا بأرقام مرتبطة بكل دولة دون أي إشارة لما تعنيه هذه الأرقام. وينتهي المنشور بالادعاء بأن الفيديو يُظهر الصين وهي تقدم مساعدات إلى غزة من الجو.
وبمزيد من البحث، توصلنا إلي صور ومقاطع فيديو لعمليات إنزال جوي مماثلة في غزة باستخدام مظلات لتسليم مساعدات إنسانية وقعت في بداية مارس 2024. قامت عدة دول حينها بإلقاء المساعدات الإنسانية من الجو حيث منعت إسرائيل وصول المساعدات إلى غزة عبر الحدود برًا. ولم تشارك الصين في تلك العمليات.
إدخال كميات محدودة للغاية من المساعدات
من المرجح أن الحساب الذي نشر الفيديو محل الفحص على منصة إكس X يعود إلى امرأة من باكستان، بدأت استخدام المنصة في عام 2011. ولا يبدو أن هذه السيدة هي من قامت بتصوير الفيديو، خاصة وأنه ظهر سابقًا على حساب آخر في بداية أبريل.
ولعل السبب وراء انتشار مقطع الفيديو هو تزامنه مع محدودية عمليات توصيل المساعدات الإنسانية الآن حيث أوقفت إسرائيل تسليمها لقطاع غزة في الثاني من شهر مارس هذا العام، قبل أن تسمح بداية هذا الأسبوع بدخول كميات محدودة من المساعدات .
أما على منصة تيك توك، حصد الفيديو نحو 52.3 مليون مشاهدة في الأول من شهر أبريل. ولكن لم يظهر الادعاء بأن الصين مسؤولة عن أو مشاركة في الإنزال الجوي إلا في قسم التعليقات.
وفي الأيام التالية، ظهرت عدة منشورات باستخدام نفس الفيديو، مع إدعاء البعض مشاركة الصين. كما أعاد آخرون نشر نفس الفيديو بعد إجراء إضافات أو تعديلات عليه، ليحظى كذلك بملايين المشاهدات.
جدير بالذكر، من الصعب حاليًا تحديد الموقع الجغرافي حيث تم تصوير الفيديو الأصلي بسبب الدمار الواسع النطاق في غزةوالتغير السريع للمعالم في القطاع، فضلًا عن القدرة المحدودة لاستخدام تطبيق Google Street View لرؤية الشوارع في غزة.
ولم تصدر الصين أي بيانات رسمية تفيد بأنها ألقت مساعدات جوية على غزة. ويعود تاريخ آخر عمليات تسليم مساعدات معلن عنها من الحكومة الصينية إلى 19 فبراير هذا العام برًا عبر شاحنات. وحتى مع استئناف عمليات تسليم المساعدات المحدود للغاية إلى غزة حاليًا، بحسب السلطات الإسرائيلية، فهي تحدث برًا وليس جوًا.
هل حلقت طائرات مقاتلة صينية فوق الأهرامات في طريقها إلى غزة؟
الادعاء: يُظهر هذا المنشور على منصة X، والذي حصل على أكثر من 270 ألف مشاهدة، طائرات مقاتلة صينية وطائرة شحن صينية أثناء التحليق فوق منطقة أهرامات الجيزة المصرية في طريقهما لإسقاط المساعدات والإمدادات إلى غزة.
DW تتحقق: المعلومة غير صحيحة!
يصف المستخدم الذي نشر المقطع على منصة X يوم 18 مايو المشاهد بأنها "صور أيقونية". ويُعرّف هذا الشخص نفسه بأنه "مرشح برلماني كيني".
ويوجد بالفعل عدد كبير من المنشورات التي تحتوي على رسائل مماثلة على منصات وتطبيقات أخرى، لعل في مقدمتها يوتيوب وتيك توك وإنستغرام. ومع ذلك، فإن اللقطات الحقيقية أقدم قليلًا ولا تُظهر تسليم مساعدات من قبل الجيش الصيني.
فبمزيد من البحث عن المقطع المصور، وجدنا أن ذلك المقطع يعود بالأساس إلي شهر أبريل لتدريب عسكري مشترك بين الصين ومصر يحمل الاسم الرمزي "نسور الحضارة 2025"، ولا علاقة له بالحرب في غزة.
ونشرت وكالات أنباء العديد من صور التدريبات المشتركة بين الدولتين، بما في ذلك صور لطائرات عسكرية تحلق فوق الأهرامات. كما نشرت قناة CGTN الصينية المملوكة للدولة مقاطع فيديو للتدريب العسكري المشترك تحت عنوان "طائرات فوق الأهرامات".
ليست المعلومات الخاطئة الوحيدة!
لا يمثل هذان المقطعان المعلومات الخاطئة الوحيدة التي يتداولها المستخدمون عبر الإنترنت خلال الأيام الأخيرة. ويوجد مقاطع أخرى من الفيديو تُنشر خارج سياقها الأصلي، وتحصد تفاعل من قبل ملايين المستخدمين.
والُتقطت هذه المقاطع العام الماضي عندما شاركت دول، كالولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، في تقديم مساعدات إنسانية جوًا لغزة. كما فتحت الأردن كذلك العام الماضي جسرًا جويًا لإسقاط المساعدات على القطاع المدمر.
أعدته للعربية: دينا البسنلي
تحرير: عبده جميل المخلافي