1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

DW تكرم صحافيين أوكرانيين وثَّقا فظائع حصار ماريوبول

٢٠ يونيو ٢٠٢٢

تعهد الصحافيان الأوكرانيان الفائزان بجائزة DW لحرية الرأي والتعبير بالمضي قدما في تغطية حرب أوكرانيا رغم المخاطر. وفاز المصوران الصحفيان إيفغيني مالوليتكا وميستيسلاف شيرنوف بالجائزة بعد أن وثّقا فظائع عاشتها ماريوبول.

الصراع في ماريوبول
الصراع في ماريوبولصورة من: Evgeniy Maloletka/AP Photo/picture alliance

رغم أن الصحافي الأوكراني ميستيسلاف شيرنوف عاصر بعينه الكثير من الفظائع خلال الحصار الروسي الذي أطبق على مدينة ماريوبول، إلا أن صورة واحدة لا تزال عالقة في ذهنه بكافة تفاصيلها.

وفي مقابلة مع DW، قال "لا يمكنني نسيان صورة جثة مولود حديث كان عمره 23 يوما وكانت الجثة ملقاة على الأرض داخل قبو المستشفى."

وكانت هذه الصورة الاخيرة التي التقطها شيرنوف قبل مغادرته المدينة المحاصرة، مضيفا "كنا في المستشفى وحينها اقترب مني طبيب وطلب مني أن أتبعه إلى الفناء الخلفي للمستشفى".

هكذا يسرد الصحافي في مقابلته DW الفظائع التي شاهدها فور وصوله إلى فناء المستشفى. وفي ذلك، قال "رأيت عشرات الجثث سواء داخل أكياس أو ملفوفة في سجاد أو ملقاة على الأرض. ثم ذهبنا إلى الطابق الأرضي وشاهدنا المزيد من الجثث ومن بين ذلك كانت لفافة قام الطبيب بفكها لأرى جثة صغيرة لطفل وبجانبها ورقة تشير إلى أن عمره يبلغ 23 يوما".

وفاز شيرنوف وهو صحافي مصور يعمل في وكالة الأسوشيتد برس مع زميله الصحافي المستقل إيفغيني مالوليتكا بجائزة DW لحرية الرأي والتعبير بسبب تغطيتها للأحداث التي شهدتها مدينة ماريوبول منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا أواخر فبراير/ شباط الماضي حيث أضحت المدينة رمزا لوحشية هذه الحرب.

وقد بدأ الصحافيان في عملهما في ماريوبول منذ وصولهما قبل ساعات قليلة من بدء روسيا هجومها على المدينة حيث استمرا في نقل وتوثيق الأحداث وما تعرض له سكان المدينة خلال الحصار المطبق لمدة ثلاث أسابيع حتى إجلائهما من المدينة في منتصف مارس / آذار.

وكانت الصور واللقطات المصورة التي التقطها شيرنوف ومالوليتكا بمثابة شاهد عيان كيف تحولت ماريوبول من مدينة مزدهرة قبل الغزو الروسي إلى مكان تسوده الفوضى والدمار جراء القصف الروسي.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل نقل الصحافيان قصصا عن الوضع البائس الذي عانى منه سكان ماريوبول خلال الحصار الخانق في ظل انقطاع الكهرباء والغاز ونقص الطعام ومياه الشرب لأسابيع فيما قام الصحفيان أيضا بتوثيق مقابر جماعية لأطفال ومدنيين.

وقد لعب الصحافيان بذلك دورا كبيرا في الكشف عن الفظائع التي وقعت خلال الحصار الروسي لمدينة ماريوبول.

اضطر سكان مدينة ماريوبول إلى دفن عشرات الضحايا المدنيين في مقابر جماعيةصورة من: Mstyslav Chernov/AP/picture alliance

الصور تتحدى الدعاية الروسية

ظل يوم التاسع من مارس / آذار الماضي عالقا في ذهن المصور الأوكراني مالوليتكا حيث التقط في ذاك اليوم صورة لمسعفين يحملون سيدة حامل أصيبت في القصف الروسي لمستشفى توليد في ماريوبول.

وقد انتشرت هذه الصورة وأثارت ردود فعل غاضبة خاصة بعدما توفيت السيدة وجنينها بعد نقلهما إلى مستشفى آخر؛ وذلك قبل ساعات قليلة من فتح ممر إنساني.

ولم يكن يعرف مالوليتكا أن هذه الصورة تصدرت عناوين الأخبار وانتشرت على نطاق كبير في العالم.

وفي ذلك، قال شيرنوف"لم تتح لنا فرصة الاتصال بالإنترنت لمشاهدة وسائل الإعلام ومعرفة أي ردود فعل على الصور واللقطات المصورة التي التقطناها، لكن عندما تعرضت هذه المستشفى للقصف، أدركت أن هذه الصورة ستكون واحدة من أهم صور الحرب وسوف تتسبب في تأثير كبير".

وفي الوقت الذي كان يعكف فيه الصحافيان على إرسال ونشر هذه الصور رغم تردي خدمة الإنترنت في أوكرانيا، كانت وسائل الإعلام الروسية تحاول الزعم بأن القصف الروسي لا يستهدف المدنيين في أوكرانيا.

بيد أن الصور التي التقطتها شيرنوف ومالوليتكا كانت بمثابة دليل قاطع ضد الدعاية الروسية.

جائزة DW: صورة لمسعفين يحملون سيدة حامل أصيبت في القصف الروسي لمستشفى توليد في ماريوبوصورة من: Evgeniy Maloletka/AP Photo/picture alliance

على خط المواجهة

لم يكن تغطية الحرب في أوكرانيا أول تجربة للصحافيين إذ عمل تشيرنوف في مناطق صراع أخرى مثل سوريا والعراق وميانمار فيما غطى مالوليتكا الثورة الأوكرانية قبل ثماني سنوات وأيضا النزاع في منطقة دونباس وشبه جزيرة القرم.

لكنهما يؤكدان أن الوضع في ماريوبول كان مختلفا. ويوضح شيرنوف قائلا: "كانت واحدة من أصعب المهمات وأخطرها على الاطلاق بالنسبة لي. باتت هذه الحرب خطيرة لدرجة أنه لا يمكن التنبؤ بنوعية الأسلحة المتطورة المستخدمة".

يشار إلى أن القوات الروسية قد استهدفت الصحافيين والأطقم الإعلامية منذ بدء غزوها العسكري، وفقا لمنظمة مراسلون بلا حدود فيما أفادت لجنة حماية الصحفيين بمقتل ما لا يقل عن 12 صحفيا خلال الصراع في أوكرانيا.

وقالت السلطات الأوكرانية إن الحصيلة الفعلية تتجاوز هذا الرقم خاصة مع الإبلاغ عن فقدان صحافيين أو تعرضهم للخطف أو القتل في ملابسات غير معروفة.

وبعد أسبوعين من مغادرة تشيرنوف ومالوليتكا مدينة ماريوبول، أطلق قناصة روس النار على المخرج السينمائي الليتواني مانتاس كفيدارافيسيوس في المدينة حيث كان يوثق الأوضاع بها، ليلقى حتفه لاحقا.

أقام الصحافي والمصور الأوكراني تشيرنوف معرضا حمل اسم "وجوه الحرب"صورة من: Maksym Drabok/DW

 

صحافيون على خط المواجهة

ويخطط شيرنوف ومالوليتكا للعودة إلى الخطوط الأمامية في أوكرانيا لتغطية الحرب رغم المخاطر والتهديدات.

يشار إلى أن مؤسسة DW تكرم من خلال جوائزها التي تُعلن في يونيو / حزيران من كل عام صحافيين أو مبادرات إعلامية ذات تميز ودور في تعزيز حرية التعبير والصحافة.

ويؤكد شيرنوف أن الوضع في شرق أوكرانيا ليس أفضل حالا مما شهدته مدينة ماريوبول إبان الحصار الخانق، مضيفا أن الوضع قد يكون أسوأ إذ لا يعرف "أحد حجم الخسائر بين صفوف المدنيين في ظل شح الصور".

ورغم المخاطر، أكد الصحافي الأوكراني على أنه عازم على العودة إلى بلاده لتغطية الحرب ونقل ما يحدث هناك إلى العالم، مضيفا "لدي انطباع عندما أشاهد وسائل الإعلام الكبرى بأن قلة من الناس تدرك كيف أن الحرب قريبة من أبواب أوروبا وأيضا تداعياتها الكبيرة على العالم بأسره".

ويعد هذا السبب وراء اعتقاد شيرنوف بأن عمله في أوكرانيا يتجاوز العمل الصحافي المعتاد في مناطق الصراعات، مضيفا "يتعلق الأمر أكثر بتغطية أحداث ستكون بمثابة بداية لأحداث أكبر ونقل أحداث ومعارك ستشكل مستقبل العالم وكصحافي فإن واجبي يتمثل في الاستمرار في عملي".

منير غيدي / م ع

   

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW