ما هي مميزات نظام الدفاع الجوي الذي سلمته ألمانيا لأوكرانيا؟
١٢ أكتوبر ٢٠٢٢
الآن بدأت "حقبة جديدة من الدفاع الجوي"، يقول وزير الدفاع الأوكراني مبتهجا بوصول أول منظومة دفاع ألمانية من طراز "Iris-T-SLM" قبل موعدها. منظومة، يمكن استخدامها للدفاع عن مدن بأكملها، لكن ما هي قدرات منظومة الدفاع هذه؟
إعلان
بعد قيام روسيا بقصف عدة مدن في أنحاء أوكرانيا في ساعة الذروة صباح أول أمس الاثنين، أسرعت برلين بتسليم كييف قبل الموعد أول نظام من بين أربعة أنظمة للدفاع الجوي من طراز "إيريس-تي اس ال ام" (IRIS-T SLM)، التي تعهدت ألمانيا بتوريدها إلى أوكرانيا.
وأسفرت الهجمات الروسية صباح الاثنين في مقتل مدنيين وانقطاع الكهرباء عن بعض المناطق، في هجمات انتقامية على ما يبدو بعد أن أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تفجير أحد الجسور الروسية المؤدية إلى شبه جزيرة القرم هجوم إرهابي.
وقالت مجلة دير شبيغل الألمانية أمس الثلاثاء (11 أكتوبر/ تشرين الأول 2022) إن أوكرانيا تسلمت أول نظام للدفاع الجوي من طراز إيريس-تي الألماني.
ولم تؤكد وزارة الدفاع الألمانية النبأ على الفور عندما اتصلت بها رويترز. لكن فيما بعد قال مصدر بوزارة الدفاع الألمانية إن أوكرانيا تسلمت الثلاثاء النظام الدفاعي، مؤكدا بذلك تقرير مجلة "دير شبيغل". وقال المصدر إن التسليم تم في وقت سابق للموعد المتفق عليه.
وفي الوقت الذي كانت تسقط فيه الصواريخ الروسية على أوكرانيا الاثنين، قالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينه لامبرشت إن "إطلاق الصواريخ المتجدد على كييف والعديد من المدن الأخرى يوضح مدى أهمية تسليم أنظمة الدفاع الجوي إلى أوكرانيا بسرعة" وأضافت أن الأنظمة الثلاثة المتبقية ستتبع في العام المقبل.
وكان المستشار الألماني أولاف شولتس قد وعد كييف في يونيو/ حزيران بتسليمها أنظمة "IRIS-T SLM"، القادرة على حماية مدينة كبيرة من الغارات الجوية، على حد تعبيره.
أوكرانيا تؤكد استلام المنظومة
ومن جهته أعلن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف في تغريدة نُشرت مساء الثلاثاء أن أوكرانيا تلقّت أول نظام دفاعي مضاد للطائرات من ألمانيا. وقال ريزنيكوف إن "عهداً جديداً للدفاع الجوي بدأ" في أوكرانيا. وأكد ريزنيكوف أنّ "هذه مجرّد البداية"، مضيفا أن هناك "واجبا أخلاقيا" لحماية الأجواء فوق أوكرانيا لحماية شعبنا.
وأعرب الوزير الأوكراني عن شكره لوزيرة الدفاع الألمانية كريستينه لامبرشت على دعمها القوي لأوكرانيا.
وقد تم تأمين تمويل ثلاثة أنظمة أخرى. وتم بالفعل تدريب الجنود الأوكرانيين على نظام الأسلحة في ألمانيا. وتولى القطاع الصناعي الدعم الفني. وتولى خبراء القوات الجوية التدريب التكتيكي.
ما هي قدرات نظام الدفاع "IRIS-T SL"
نظام الدفاع الجوي الأرضي طراز "إيريس-تي اس ال ام" (IRIS-T SLM)، هو من إنتاج شركة "ديل دِفِنس" (Diehl Defense)، مقرها ولاية بادن فورتمبرغ، بمدى يصل إلى 40 كيلومترا وارتفاع 20 كيلومترا، ويبلغ سعره 140 مليون يورو.
ويتكون النظام من عدة مكونات: رادار ومركز قيادة وثلاث قاذفات صواريخ محمولة على شاحنات. يمكن لأحد هذه الأنظمة حماية مدينة متوسطة الحجم مثل نورنبرغ أو هانوفر، ويمكنه إطلاق النار على أهداف يصل ارتفاعها إلى 20 كيلومترا ومدى 40 كيلومترا. وعن هذا النظام كتبت الشركة المصنعة: "يمكن للدفاع الجوي الأرضي على وجه الخصوص حماية مناطق بشكل دائم على مدار فترة طويلة".
وتوضح صحيفة بيلد الألمانية أنه يمكن استخدام صواريخ النظام لصد الطائرات المقاتلة والمروحيات وصواريخ كروز والمدفعية الصاروخية وطائرات كاميكازي الروسية من إيران والصواريخ المضادة للرادار والقنابل، وبالتالي تأمين المجال الجوي.
ولدى النظام الدفاع ميزة خاصة عبارة عن رادار يعمل بدوران 360 درجة، ما يعني التصدي للهجمات من جميع الاتجاهات والتصدي لأهداف متعددة في نفس الوقت.
ويحدد الرادار اتجاه الإطلاق، وبعد الإطلاق يتولى رأس الصاروخ البحث عن الهدف عبر التفاعل مع الأشعة تحت الحمراء. وبالتالي، يوفر النظام حماية شاملة ضد الأهداف المتحركة داخل دائرة نصف قطرها يمثل مدى الصاروخ الدفاعي. بمعنى أن "إيريس-تي اس ال ام" يصنع ما يشبه درعا واقيا بطول 40 كيلومترًا حول نظام الدفاع الجوي – ما يعني، حماية الأهداف المحتملة من الهجمات الصاروخية الروسية، مثل المدن والمنشآت العسكرية والبنية التحتية الحيوية، بحسب "بيلد".
وتقوم شركة Diehl Defense الألمانية حاليا بتطوير نظام آخر هو Iris-T SLX، من المفترض أن يكون له نطاق أكبر، من نطاق منظومة IRIS-T SLM، بحسب ما ذكرت بيلد.
أنظمة دفاع جوي أمريكية أيضا
كما أعلن ريزنيكوف عبر "تويتر" تلقي بلاده المزيد من راجمات صواريخ "هيمارس" من الولايات المتحدة، موضحا أن أربع راجمات صواريخ هيمارس إضافية من الولايات المتحدة وصلت إلى أوكرانيا. واعتبر أن وصول تلك الراجمات يأتي في "وقت جيد للأوكرانيين ووقت سيء للمحتلين"، في إشارة إلى الروس.
وأعلن الوزير الأوكراني أيضا أن أنظمة قاذفة صواريخ "ناسامز" (NAMAS) من الولايات المتحدة الأمريكية في طريقها إلى أوكرانيا أيضا.
وكانت الولايات المتحدة قد وعدت أوكرانيا بالحصول على أنظمة صواريخ "ناماس" (NAMAS) أرض- جو، على أن تسلّم اثنين منهما في الأسابيع أو الأشهر المقبلة وستة أخرى كجزء من مساعدات طويلة الأجل. ويُصنّع نظام الصواريخ هذا من قبل شركة "رايثيون" (Raytheon) الأمريكية والمجموعة النروجية "كونغسبيرغ" (Kongsberg).
ص.ش (رويترز، أ ف ب، د ب أ)
انطباعات رسامي كاريكاتير عالميين عن بوتين وحربه على أوكرانيا
أحدثت الحرب في أوكرانيا صدمة واضطرابا شديدين في العالم كله، وتفاعل معها رسامو الكاريكاتير من ألمانيا وإيطاليا وأستراليا وأفغانستان وغيرها، فكيف جاءت انطباعاتهم عن الرئيس الروسي وأوكرانيا ومواقف الدول الأخرى مثل الصين؟
قابض الأرواح يدلل "ربيبه"
"قابض الأرواح" أو "الموت" (حسب حدوتة الأخوين غريم "موت العرّاب") يحمل بوتين بين ذراعيه ويقوم بتغنيجه وإرضاعه. بالنسبة لرسام الكاريكاتير الإيطالي باولو لومباردي، وجدت الحرب ربيبها النموذجي في الرئيس الروسي. ويحوم الذباب الأزرق حول قابض الأرواح وبوتين انتظارا للضحايا القادمين.
جهاز الملاحة في يد الشيطان
الموت قابع خلف عجلة القيادة، والشيطان يقرأ خارطة الطريق. وكفريق لا يهزم يوجهان الرئيس الروسي مباشرة إلى الحرب العالمية الثالثة. لقد اشتعلت النار بالفعل في عيني بوتين. إنه وضع ميئوس منه حاليا لهذه الدرجة، وفق تفسير الرسام الهولندي تجيرد روياردس. لكن هل يمكن إعادة برمجة نظام الملاحة؟
تطور الأسلحة
كان هناك اعتقاد أن البشرية ربما تعلمت شيئًا جديدًا عبر آلاف السنين وأنها ستعيش معًا بسلام. لكن على العكس، لم يكن الفكر هو من تطور، وإنما جودة الأسلحة فقط، بحسب وجهة نظر الفنان الأوزبيكي محمود إشونكولوف. وبينما كان إنسان "النياندرتال" يلوح في المعركة بسلاحه الذي هو عبارة عن عظمة فخذ حيوان، فإن جندي اليوم مجهز بأسلحة دقيقة ذات تقنية فائقة.
حرب الأخبار المزيفة أيضا
لكن الحروب لم تعد تدار بالأسلحة التقليدية فقط، فالدعاية المغرضة "البروباغاندا" على جميع الجبهات هي أيضًا جزء منها. وسواء كان ذلك عبر تويتر أو فيسبوك أو إنستغرام، فإن شبكات التواصل الاجتماعي هي وسيلة مذهلة لنشر الأخبار المزيفة بين الناس، بحسب ما يعتقد الكوبي ميغيل موراليس. وأسوأ ما في الأمر هو أنه عادة لا يجري التحقق من صحة الحقائق المزعومة التي تنتشر في وسائل التواصل.
"روسيا الجائعة"
مثل أوكرانيا، كانت ليتوانيا ذات يوم جزءا من الاتحاد السوفيتي القوي حتى أعلنت استقلالها في عام 1990. لكن "الدول الشقيقة" السابقة تعرف المزاج الذي يحرك روسيا. ورسام الكاريكاتير كازيس كِستوتيس شياوليتيس ليس هو فقط من يخشى من أن يتمدد جوع بوتين ونهمه للسلطة إلى دول أخرى.
"الصرخة" .. لا للحرب
من خلال تجربة مؤلمة، يعرف الأفغان بأنفسهم ما تعنيه الحرب في بلد الإنسان ذاته. وفي رسمه الكاريكاتوري، استعار شهيد عتيق الله من الفنان النرويجي إدوارد مونش لوحته الشهيرة "الصرخة" التي تعود لعام 1893. هنا يُفهم الوجه المرعوب على أنه رد فعل على مشاهد المدن التي تعرضت للقصف في أوكرانيا.
آفاق المستقبل
للوهلة الأولى، هذا الكاريكاتير للرسام الروماني ماريان أفراميسكو يذكرنا أيضا بفنان مشهور، هو الهولندي إم. سي. إيشر، الذي كان يرسم أشياء تتعارض مع أي منطق ولا تحمل أي أفق. ويبدو أيضًا أن أوكرانيا ليس لديها أي آفاق في ضوء التفوق الروسي، لكن أوكرانيا أعطت العالم درسا أفضل.
الحب بدلا من الحرب
منذ أن غزا الجيش الروسي أوكرانيا، والناس في جميع أنحاء العالم تقوم بمظاهرات ضد الحرب العدوانية الوحشية، لكن بلا فائدة، بحسب الرسامة التركية منكشي جام. فلا الطغاة ولا الموت يسمحون لنشطاء السلام بالتأثير عليهم؛ وهذا ما أظهره التاريخ بما يكفي في كثير من الأحيان.
أوكرانيا تفضل الناتو
لفترة طويلة، كانت أوكرانيا قريبة من "الشعب الشقيق" في روسيا. لكن استقلال البلاد لم يعد يتناسب مع نظرة بوتين للعالم، فهو يعتبر أوكرانيا جزءً من إمبراطورية روسية كبرى. وبالنسبة إلى الرسام عامر من دولة الإمارات، فلا عجب أن أوكرانيا الصغيرة تتطلع بشغف إلى الناتو. لكن روسيا لا تريد أن تسمح لها بالسير وراء هذه الرغبة.
تهديد عالمي
من وجهة نظر الرسام التنزاني "بوبا"، هذه الحرب لا تتعلق فقط بأوكرانيا، وإنما تتعلق بالسلطة والقوة في العالم. فروسيا تهدد العالم الغربي بشن حرب نووية إذا استمر في التدخل. وهذا لا يحظى بالرضا من جانب الولايات المتحدة، التي يمكنها على الفور توجيه ضربة انتقامية. وهناك خوف في جميع أنحاء العالم من قيام شخص ما بالضغط على الزر الأحمر، الزر النووي.
التفاوض على طريقة بوتين
على المسرح الدبلوماسي، يحاول سياسيون غربيون عمل كل شيء من أجل إحضار الرئيس الروسي إلى طاولة المفاوضات. طاولة بوتين الطويلة، التي يجلس إليها على مسافة بعيدة من زواره الدوليين تسببت في إثارة الاستغراب في جميع أنحاء العالم. ومن وجهة نظر رسام الكاريكاتير الألماني أغوستينو تاله، فإن ما يهم بوتين النرجسي هو اعتقاده بأنه: يجب ألا تكون أوكرانيا موجودة.
الدكتور "أوكتوبوتين" يتحكم في الطاقة
في مفاوضاته مع الغرب، لدى الرئيس الروسي حجة قوية: العديد من الدول الأوروبية تعتمد على الغاز والنفط الروسيين. "دكتور أوكتوبوتين"، كما يراه رودريغو من ماكاو / الصين، له اليد العليا. فعلى الرغم من كل العقوبات، لا تزال ألمانيا ودول أخرى تحصل على الطاقة من روسيا، وبذلك تقوم بتمويل صندوق حرب بوتين.
لاجئون من الدرجة الأولى؟
بأعداد هائلة، فر الأوكرانيون من الحرب، وأوروبا ترحب بهم بأذرع مفتوحة، حيث يجدون ببساطة من يلوح لهم مرحبا عند الحدود. وعلى الرغم من كل التعاطف مع اللاجئين، يتساءل رسام الكاريكاتير الفلبيني "زاك" عما إذا كانت هناك معايير مزدوجة؟ وأنه يُسمح لهم بدخول البلاد بسبب لون بشرتهم الفاتح؟ لأن الاتحاد الأوروبي عادة ما يغلق حدوده بإحكام.
حسابات صينية
منذ سنوات وأستراليا تشعر بالتهديد من الصين، التي تسعى جاهدة للسيادة في جنوب المحيط الهادئ، وقد ألمحت مرارًا إلى نيتها في ضم تايوان. وفقًا لرسام الكاريكاتير الأسترالي "برولمان"، يراقب الباندا عن كثب ما إذا كان الدب الروسي سيبلع العسل الأوكراني، أم أن مستعمرة النحل ستقوم بطرده. وإذا لم ينجح الدب، فإن الباندا بإمكانه أن يجرب حظه في وعاء آخر. إعداد: سوزانه كوردس/ صلاح شرارة