على مدار السنوات الخمس الماضية، شاركت النساء تجاربهن في التحرش والاعتداء الجنسيين باستخدام هاشتاغ #MeToo. ماذا كان حصاد نصف عقد من الحركة؟ وما هي آفاقها المستقبلية؟
كشف هاشتاغ #MeToo أن العنف الجنسي ضد المرأة مشكلة عالمية ممنهجةصورة من: ROBIN UTRECHT/picture alliance
إعلان
عندما نشرت صحيفة نيويورك تايمز في 5 تشرين الأول/ أكتوبر 2017 مقالة بعنوان "هارفي واينستين دفع أموالاً على مدار عقود لإسكات نساء يتهمنه بالتحرش الجنسي"، لم يكن يخطر بخلد القائمين على الصحيفة أنهم بذلك يطلقون ظاهرة إعلامية عالمية.
في المقال المذكور، بينت الصحفيتان جودي كانتور وميغا توهي كيف كان المنتج السينمائي للكثير من الأفلام الحائزة على جائزة الأوسكار يعتدي جنسياً على النساء ويتحرش بهن على مدار عقود. وتتظاهر النساء الآن ضد العنف الجنسي في جميع أنحاء العالم، وتدعو النسويات في الغرب إلى إعادة هيكلة النظام.
نشأت حركة #MeToo (#مي_تو) نتيجة لذلك المقال عن المنتج الهوليودي الشهير؛ إذ دعت الممثلة الأمريكية أليسا ميلانو في 15 تشرين الأول/أكتوبر 2017، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي النساء من ضحايا التحرش الجنسي للإدلاء بشهاداتهن باستخدام وسم (هاشتاغ) #MeToo (معناه: أنا أيضاً). تم استخدام الهاشتاغ 200000 مرة على تويتر في اليوم الأول. في اليوم التالي وصل العدد إلى أكثر من نصف مليون. وانتشر #MeToo في أكثر من 85 دولة وبكثير من اللغات.
وكانت الناشطة الحقوقية تارانا بيرك هي أول من استخدمته في عام 2006 في الشبكة الاجتماعية "My Space" في قضية خاصة بضحايا العنف الجنسي بحق يافعين.
المنتج الشهير هارفي واينستين أمام المحكمةصورة من: Etienne Laurent-Pool/Getty Images
ماذا حدث بعد ذلك؟
بعد خمس سنوات، يقبع هارفي واينستين في السجن بعد إدانته بالاغتصاب والحُكم عليه بالسجن 23 عاماً. وحُكم على مشاهير آخرين بالسجن، على سبيل المثال الممثل الأمريكي بيل كوسبي. كما حكم على المصور الفرنسي جان كلود أرنو بتهمة اغتصاب امرأة، ما أوقع الأكاديمية السويدية، التي تمنح جائزة نوبل في الأدب كل عام والتي كان عضواً فيها، في حرج وصل لدرجة أنها قررت حجب الجائزة لعام 2018.
فازت جودي كانتور وميغا توهي، إلى جانب الصحفي رونان فارو، بجائزة بوليتزر الأمريكية المرموقة عما قدموه للشأن العام في كشفهم لجرائم هارفي واينستين. وبعد ذلك تم إنتاج فيلم في هوليوود من إخراج الألمانية ماريا شرادر يحمل عنوان "She Said" (بالعربية: "هذا ما قالته") عن التحقيق الصحفي لجودي وميغا.
بعد ذلك أصبح الحق في الإجهاض أحد القضايا المهمة في النقاش الذي أطلقه وسم #مي_تو. في ألمانيا وفي عام 2022، تم تخفيف الشروط القانونية عن الإعلان عن عمليات الإجهاض، التي كانت تجعل من المستحيل على الأطباء الإعلان عن الاستعداد لإجراء عمليات الإجهاض على مواقعهم الإلكترونية. في عام 2022 وحده، نُظمت مظاهرات #MeToo من أجل حقوق المرأة في باريس وأمستردام وكاتماندو، عاصمة نيبال.
بالتوازي مع نجاح الحركة، يمكن رصد "نكسات". ويمكن وصف ذلك ببساطة: عندما تلفت حركة اجتماعية الانتباه، وتؤدي إلى إحداث تغييرات - كالإقالات من العمل، وقرارات قضائية، وحتى تغييرات في القانون - يكون هناك رد فعل. في الولايات المتحدة، عيّن الرئيس السابق دونالد ترامب المحامي بريت كافانو قاضياً في المحكمة العليا في 2018، على الرغم من مزاعم خطيرة ضده بالاعتداء الجنسي.
في عام 2022، نقضت المحكمة العليا الأمريكية حكماً أصدرته محكمة عام 1973 (يُعرف باسم "رو ضد وايد" على اسمي مقدمة الشكوى والنائب العام آنذاك). وكان ذلك الحكم، الصادر قبل نحو نصف قرن، قد كرّس لعقود من الزمن حقوق الإجهاض في أنحاء الولايات المتحدة.
كما شددت المجر تشريعات الإجهاض. وفي العام نفسه 2022، أظهرت المحاكمة القضائية، في شكوى الممثلة الأمريكية أمبر هيرد ضد زوجها السابق جوني ديب، للجمهور العالمي أن النساء اللواتي يجرؤن على التحدث علناً عن العنف بحقهن ما زلن يواجهن الشماتة والازدراء.
الأفعال بدل الأقوال
بينما تخاطر النساء في أفغانستان وإيران بحياتهن من أجل حقوقهن الإنسانية بعد خمس سنوات من حملة #MeToo، تدعو الناشطة النسوية البريطانية لورا بيتس الغرب اليوم إلى قرن القول بالفعل: في كتابها "غيروا النظام وليس النساء"، تحث لورا على الضرورة للإصلاح في القضاء والشرطة والسياسة والتعليم والإعلام.
كشفت حركة #MeToo أن العنف الجنسي ضد المرأة مشكلة عالمية ممنهجة. تدعو لورا بيتس، التي أسست "مشروع التحيز الجنسي اليومي"، إلى استخلاص الدروس: "لن يتغير شيء، حتى ندرك أن المشكلة في النظام وليس في النساء"، كما كتبت في العام الخامس بعد انطلاق حركة #MeToo.
كريستين لينن/خ.س
هؤلاء النجوم متهمون بالتحرش الجنسي والاغتصاب
استطاعت حملة "مي تو" أو "أنا أيضا" أن تسلط الضوء على ظاهرة التحرش الجنسي عبر العالم، الحملة أزاحت الغطاء عن العديد من الفضائح الجنسية للمشاهير كما أسقطت الكثير من الأقنعة.
صورة من: getty images / picture-alliance
سعد لمجرد واتهام بالاغتصاب
خمسة أشهر قضاها النجم المغربي وراء القضبان في سجن فرنسي، بعد أن اتهمته فتاة فرنسية باغتصابها وضربها في أكتوبر من عام 2017، وقد حصل صاحب أغنية "لمعلم" على الإفراج المؤقت وقام بإنتاج أغنية جديدة لكن القضية مازالت تنظر أمام القضاء الفرنسي.
صورة من: Getty Images/AFP/F.Belaid
كيفن سبيسي يتحرش بطفل
اتهم الممثل أنتوني راب الممثل كيفن سبيسي بالتحرش به عام 1986 عندما كان راب وقتها يبلغ من العمر 14 عاما. وقال سبيسي إنه لا يذكر الواقعة وقدم اعتذارا لكن الأصوات ارتفعت في هوليوود بضرورة معاقبة سبيسي وكان أول رد فعل هو رفع دوره من فيلم (أول ذا موني إن ذا ورلد) ،الذي اكتمل تصويره، وإعادة تصويره بممثل آخر.
صورة من: picture alliance/dpa/M. Balk
تصرفات مخلة بالآداب
اتهمت امرأة النجم الأمريكي مايكل دوجلاس بفعل تصرفات مخلة بالآداب وقالت إنه تحرش بها لفظيا مرارا وأتى بفعل غير لائق أمامها عندما كانت تعمل لديه في الثمانينات. وقالت إن دوجلاس استخدم مرارا ألفاظا خارجة وإن الأمر وصل إلى حد تحسسه أعضاءه التناسلية أمامها خلال اجتماع عمل في شقته في نيويورك عام 1989.
صورة من: Imago/Granata Images
وودي ألن والتحرش بابنته
اتهمت ابنة وودي ألن بالتبني المخرج السينمائي الشهير بالتحرش بها قبل أكثر من 25 عاما. وقالت إن ألن لمس مناطق حساسة من جسدها عندما كانت في السابعة من العمر. ونفى ألن (82 عاما) مرارا الاتهام الذي وجه إليه في بادئ الأمر عام 1992 وتجدد مؤخرا مع حملة "مي تو".
صورة من: Getty Images/J. Merritt
بن أفليك وسلسلة من الاتهامات
واجه أفليك عدة اتهامات بالتحرش الجنسي في أعقاب حملة "مي تو" وفي مقدمتها اتهام الممثلة هيلاري بورتون التي اتهمت الممثل الأمريكي بالتحرش بها قبل 14 عاما، كما واجه الممثل الحاصل على الأوسكار اتهامات أخرى من نجمات وعاملات في صناعة السينما.
صورة من: picture-alliance/dpa/Reynolds
داستن هوفمان والتحرش بمتدربة
اتهمت امرأة الممثل الأمريكي الشهير داستن هوفمان بالتحرش بها جنسيا عندما كانت متدربة مراهقة في موقع تصوير فيلمه التلفزيوني (ديث أوف إيه سيلزمان) عام 1985. واعتذر الممثل في بيان له عن ذلك التصرف وقال إنه يحترم النساء وأن ذلك التصرف "لا يعبر عنه".
صورة من: Studiocanal
50 امرأة في مواجهة الكوميدي الشهير
يعد مسلسل "عرض كوسبي" الشهير واحدا من أنجح المسلسلات الكوميدية في ثمانينيات القرن الماضي، لكن كوتسبي اشتهر أيضا بمسلسل الاتهامات الجنسية في السنوات الأخيرة، إذ يواجه تهما تتعلق بالاغتصاب والاعتداء الجنسي على خمسين امرأة ومايزال القضاء الأمريكي ينظر في هذه القضايا.
صورة من: Reuters/C. Mostoller
لعنة التحرش الجنسي التي لاحقت بولانسكي 40 عاما
اعتقل المخرج البولندي رومان بولانسكي عام 1977 في الولايات المتحدة الأمريكية بتهمة اغتصاب قاصر بعد تخذيرها وهو الأمر الذي اعترف به المخرج الحاصل على الأوسكار، غير أنه هرب من الولايات المتحدة الأمريكية إلى أوروبا وظل ملاحقا قضائيا ولم يتمكن من دخول الأراضي الأمريكية مرة أخرى.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Skarzynski
النساء متهمات أيضا بالتحرش
تواجه المغنية الأمريكية ماريا كاري اتهاما بالتحرش الجنسي بحارسها الشخصي السابق الذي قال إنها "كانت تقوم بسلوكيات جنسية لأجل لفت انتباهه"، وقال إن ماريا سألته خلال إحدى الرحلات أن يأتي إلى غرفتها لأجل أخذ حقائب لها، لكن عندما وصل هناك وجدها ترتدي قميص نوم شفاف ومفتوح.
صورة من: Getty Images/E.Gologursky
فضيحة المنتج الهوليوودي التي قلبت العالم
حملة "مي تو" المناهضة للتحرش الجنسي جاءت بعد اتهام المنتج السينمائي هارفي وينستين، بتحرشه جنسيا بأكثر من 60 امرأة في هوليوود، في شهر أكتوبر2017، وهي الفضيحة التي كشفت عنها صحيفتي "نيويورك تايمز" و"ذا نيويوركر". وشملت قائمة ضحايا هارفي وينستين العديد من الممثلات الأمريكيات، من أبرزهن المكسيكية سلمى حايك، وروز ماكجوان.